٤٢

{وإذا قالت الملائكة يا مريم إن اللّه اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} كلموها شفاها كرامة لها ومن أنكر الكرامة زعم أن ذلك كانت معجزة لزكريا أو إرهاصا لنبوة عيسى عليه الصلاة والسلام فإن الإجماع على أنه سبحانه وتعالى لم يستنبئ امرأة لقوله تعالى {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا} [يوسف: ١٠٩-١١٠] وقيل ألهموها والاصطفاء الأول تقبلها من أمها ولم يقبل قبلها أنثى وتفريغها للعبادة وإغناؤها برزق الجنة عن الكسب وتطهيرها عما يستقذر من النساء والثاني هدايتها وإرسال الملائكة إليها وتخصيصها بالكرامات السنية كالوالد من غير أب وتبرئتها مما قذفتها به اليهود بإنطاق الطفل وجعلها وابنها آية للعالمين

﴿ ٤٢