٠١١ {كنتم خير أمة} دل على خيريتهم فيما مضى ولم يدل على انقطاع طرأ كقوله تعالى {إن اللّه كان غفورا رحيما} [النساء: ١٠٦] وقيل كنتم في علم اللّه أو في اللوح المحفوظ أو فيما بين الأمم المتقدمين {أخرجت للناس} أي أظهرت لهم {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} استئناف بين به كونهم {خير أمة} أو خبر ثان لكنتم {وتؤمنون باللّه} يتضمن الإيمان بكل ما يجب أن يؤمن به لأن الإيمان به إنما يحق ويعتد به إذا حصل الإيمان بكل ما أمر أن يؤمن به وإنما أخره وحقه أن يقدم لأنه قصد بذكره الدلالة على أنهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر إيمانا باللّه وتصديقا به وإظهارا لدينه واستدل بهذه الآية على إن الإجماع حجة لأنها تقتضي كونهم آمرين بكل معروف وناهين عن كل منكر إذ اللام فيهما للاستغراق فلو أجمعوا على باطل كان أمرهم على خلاف ذلك {ولو آمن أهل الكتاب} إيمانا كما ينبغي {لكان خيرا لهم} لكان الإيمان خيرا لهم مما هم عليه {منهم المؤمنون} كعبد اللّه بن سلام وأصحابه {وأكثرهم الفاسقون} المتمردون في الكفر وهذه الجملة والتي بعدها واردتان على سبيل الاستطراد |
﴿ ١١٠ ﴾