٢

{فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} شوال وذي القعدة وذي الحجة والمحرم لأنها نزلت في شوال وقيل هي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الأول وعشر من ربيع الآخر لأن التبليغ كان يوم النحر لما

روي أنها لما نزلت أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليا رضي اللّه عنه راكب العضباء ليقرأها على أهل الموسم وكان قد بعث أبا بكر رضي اللّه تعالى عنه أميرا على الموسم فقيل له لو بعث بها إلى أبي بكر فقال لا يؤدي عني إلا رجل مني فلما دنا علي رضي اللّه تعالى عنه سمع أبو بكر الرغاء فوقف وقال هذا رغاء ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلما لحقه قال أمير أو مأمور فلما كان قبل التروية خطب أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه وحدثهم عن مناسكهم وقام علي رضي اللّه عنه يوم النحر عند جمرة العقبة فقال:

أيها الناس إني رسول اللّه إليكم فقالوا بماذا فقرأ عليهم ثلاثين أو أربعين آية ثم قال أمرت بأربع أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة وأن يتم إلى كل ذي عهد عهده ولعل قوله صلى اللّه عليه وسلم لا يؤدي عني إلا رجل مني ليس على العموم فإنه صلى اللّه عليه وسلم بعث لأن يؤدي عنه كثير لم يكونوا من عترته بل هو مخصوص بالعهود فإن عادة العرب أن لا يتولى العهد ونقضه على القبيلة إلا رجل منها ويدل عليه أنه في بعض الروايات لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي

{واعلموا أنكم غير معجزي اللّه} لا تفوتونه وإن أمهلكم

{وإن اللّه مخزي الكافرين} بالقتل والأسر في الدنيا والعذاب في الآخرة

﴿ ٢