١٤

{فإن لم يستجيبوا لكم} بإتيان ما دعوتم إليه وجمع الضمير أما لتعظيم الرسول صلى اللّه عليه وسلم أو لأن المؤمنين كانوا أيضا يتحدونهم وكان أمر الرسول صلى اللّه عليه وسلم متناولا لهم من حيث انه يجب اتباعه عليهم في كل أمر إلا ما خصه الدليل وللتنبيه على أن التحديث مما يوجب رسوخ ايمانهم وقوة يقينهم فلا يغفلون عنه ولذلك رتب عليه قوله

{فاعلموا أنما أنزل بعلم اللّه} ملتبسا بما لا يعلمه إلا اللّه ولا يقدر علهي سواه

{وأن لا إله إلا هو} واعلموا أن لا اله إلا اللّه لانه العالم القادر بما لا يعلم ولا يقدر عليه غيره ولظهور عجز آهتهم ولتنصيص هذا الكلام الثابت صدقة باعجازه عليه وفيه تهديد واقناط من أن يجيرهم من بأس اللّه آلهتهم

{فهل انتم مسلمون} ثابتون على الإسلام راسخون فيه مخلصون إذا تحقق عندكم اعجازه مطلقا ويجوز أن يكون الكل خجطابا للمشركين والضمير في

{لم يستجيبوا} لمن استطعتم أي فإن لم يستجيبوا لكم إلى المظاهرة لعجزهم وقد عرفتم من أنفسكم القصور عن المعاوضة فاعلموا انه نظم لا يعلمه إلا اللّه وانه منزل من عنده وان ما دعاكم إليه من التوحيد حق فهل انتم داخلون في الإسلام بعد قيام الحجة القاطعة وفي مثل هذا الاستفهام ايجاب بليغ لما فيه من معنى الطلب والتنبيه على قيام الموجب وزوال العذر

﴿ ١٤