٥٠

{وقال الملك ائتوني به} بعد ما جاءه الرسول بالتعبير

{فلما جاءه الرسول} ليخرجه

{قال ارجع إلى ربك فأسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} إنما تأنى في الخروج وقدم سؤال النسوة وفحص حالهن لتظهر براءة ساحته ويعلم أنه سجن ظلما فلا يقدر الحاسد أن يتوسل به إلى تقبيح أمره وفيه دليل على أنه ينبغي أن يجتهد في نفي التهم ويتقي مواقعها و عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: لو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبثت لأسرعت الإجابة وإنما قال فأسأله ما بال النسوة ولم يقل فاسأله أن يفتش عن حالهن تهييجا له على البحث وتحقيق الحال وغنما لم يتعرض لسيدته مع ما صنعت به كرما ومراعاة للأدب وقرئ النسوة بضم النون

{إن ربي بكيدهن عليم} حين قلن لي أطع مولاتك وفيه تعظيم كيدهن والاستشهاد بعلم اللّه عليه وعلى أنه بريء مما قذف به والوعيد لهن على كيدهن

﴿ ٥٠