تفسير البيضاوي: أنوار التنزيل و أسرار التأويل أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي

البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، القاضي الشافعي (ت ٦٨٥ هـ ١٢٨٦ م)

_________________________________

سورة الروم

سورة الروم مكية إلا قوله فسبحان اللّه [الرّوم:١٧] الآية وآيها ستون أو تسع وخمسون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

{ آلم}

٢

{غلبت الروم}

٣

{في أدنى الأرض} ارض العرب منهم لأنها الأرض المعهودة عندهم أو في ادنى ارضهم من العرب واللام بدل من الاضافة

{وهم من بعد غلبهم} من إضافة المصدر إلى المفعول وقرئ غلبهم وهو لغة كالجلب والجلب

{سيغلبون}

٤

{في بضع سنين} روي أن فارس غزوا الروم فوافوهم بأذرعات وبصرى وقيل بالجزيرة وهي ادنى ارض الروم من الفرس فغلبوا عليهم وبلغ الخبر مكة ففرح المشركون وشمتوا بالمسلمين وقالوا انتم والنصارى أهل كتاب ونحن وفارس اميون وقد ظهر اخواننا على اخوانكم ولنظهرن عليكم فنزلت فقال لهم أبو بكر لا يقرن اللّه اعينكم فواللّه لتظهرن الروم على فارس بعد بضع سنين فقال له أبي بن خلف كذبت اجعل بيننا اجلا أنا حبك عليه فناحبه على عشر قلائص من كل واحد منهما وجعلا الاجل ثلاث سنين فأخبر أبو بكر رضي اللّه عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر وماده في الاجل فجعلاه مائة قلوص إلى تسع سنين ومات أبي من جرح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد قفوله من أحد وظهرت الروم على فارس يوم الحديبية فأخذ أبو بكر الخطر من ورثة أبي وجاء به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال تصدق به واستدلت به الحنفية على جواز العقود الفاسدة في دار الحرب واجيب بأنه كان قبل تحريم القمار والاية من دلائل النبوة لأنها إخبار عن الغخيب وقرئ غلبت بالفتح و سيغلبون بالضم ومعناه أن الروم غلبوا على الروم على ريف الشام والمسلمون سيغلبونهم وفي السنة التاسعة من نزوله غزاهم المسلمون وفتحوا بعض بلادهم وعلى هذا تكون إضافة الغلب إلى الفاعل

{للّه الأمر من قبل ومن بعد} من قبل كونهم غالبين وهو وقت كونهم مغلوبين ومن بعد كونهم مغلوبين وهو وقت كوهم غالبين أي له الأمر حين غلوا وحين يغلبون ليس شيء منهما إلا بقضائه وقرئ {من قبل ومن بعد} من غير تقدير مضاف إليه كأنه قيل قبلا وبعدا أي أولا وآخرا

{ويومئذ} ويوم تغلب الروم {يفرح المؤمنون}

٥

{بنصر اللّه} من له كتاب على من لا كتاب له لما فيه من انقلاب التفاؤل وظهور صدقهم فيما اخبرا به المشركين وغلبتهم في رهانهم وازدياد يقينهم وثباتهم في دينهم وقيل بنصر اللّه المؤمنين باظهار صدقهم أو بان ولي بعض أعدائهم بعضا حتى تفانوا

{ينصر من يشاء} فينصر هؤلاء تارة وهؤلاء أخرى

{وهو العزيز الرحيم} ينتقم من عباده بالنصر عليهم تارة ويتفضل عليهم بنصرهم أخرى

٦

{وعد اللّه} مصدر مؤكد لنفسه لأن ما قبله في معنى الوعد

{لا يخلف اللّه وعده} لامتناع الكذب عليه تعالى

{ولكن اكثر الناس لا يعلمون} وعده ولا صحة وعده لجهلهم وعدم تفكرهم

٧

{يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا} ما يشاهدونه منها والتمتع بزخارفها

{وهم عن الآخرة} التي هي غايتها والمقصود منها

{هم غافلون} لا تخطر ببالهم و هم الثانية تكرير للاولى أو مبتدأ و غافلون خبره والجملة خبر الأولى وهو على الوجهين مناد على تمكين غفلتهم عن الآخرة المحققة لمقتضى الجملة المتقدمة المبدلة من قوله {لا يعلمون} [الرّوم:٦] تقريرا لجهالتهم وتشبيها لهم بالحيوانات المقصور ادراكها من الدنيا ببعضها ظاهرها فإن من العلم بظاهرها معرفة حقائقها وصفاتها وخصائصها وأفعالها واسبابها وكيفية صدورها منها وكيفية التصرف فيها ولذلك نكر ظاهرا واما باطنها فإنها خاز إلى الآخرة ووصلة إلى نيلها وانموذج لاحوالها واشعارا بأنه لا فرق بين عدم العلم والعلم الذي يختص بظاهر الدنيا

٨

{أو لم يتفكروا في أنفسهم} أو لم يحدثوا التفكر فيها أو أو لم يتفكروا في أمر أنفسهم فإنها اقرب إليهم من غيرها ومرآة يجتلى فيها للمستبصر ما يجتلى له في الممكنات بأسرها ليتحقق لهم قدرة مبدعها على إعادتها مثل قدرته على ابدائها

{ما خلق اللّه السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق} متعلق بقول أو علم محذوف يدل عليه الكلام

{واجل مسمى} تنتهي عنده ولا تبقى بعده

{وان كثيرا من الناس بلقاء ربهم} بلقاء جزائه عند انقضاء الاجل المسمى أو قيام لاساعة

{لكافرون} جاحدون يحسبون أن الدنيا ابدية وان الآخرة لا تكون

٩

{أو لم يسروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} تقرير لسيرهم في اقطار الأرض ونظرهم في آثار المدمرين قبلهم

{كانوا اشد منهم قوة} كعاد وثمود

{وأثاروا الأرض} وقلبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور وغيرها

{وعمروها} وعمروا الأرض

{اكثر مما عمروها} من عمارة أهل مكة إياها فإنهم أهل واد غير ذي زرع لا تبسط لهم في غيرها وفيه تهكم بهم من حيث إنهم مغترون بالدنيا مفتخرون بها وهم اضعف حالا فيها إذ مدار أمرها على التبسط في البلاد والتسلط على العباد والتصرف في اقطار الأرض بأنواع العمارة وهم ضعفاء ملجئون إلى دار لا نفع لها

{وجاءتهم رسلهم بالبينات} بالمعجزات أو الآيات الواضحات

{فما كان اللّه ليظلمهم} ليفعل بهم ما تفعل الظلمة فيدمرهم من غير جرم ولا تذكير

{ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} حيث عملوا ما أدى إلى تدميرهم

١٠

{ثم كان عاقبة الذين اساؤا السوأى} أي ثم كان عاقبتهم العاقبة السوأى أو الخصلة السوأى فوضع الظاهر موضع الضمير للدلالة على ما اقتضى أن تكون تلك عاقبتهم وانهم جاءوا بمثل افعالهم و السوأى تأنيث الاسوأ كالحسنى أو مصدر كالبشرى نعت به

{أن كذبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزئون} علة أو بدل أو عطف بيان ل السوأى أو خبر كان و السوأى مصدر اساؤوا أو مفعوله بمعنى {ثم كان عاقبة} الذين اقترفوا الخطيئة أن طبع اللّه على قلوبهم حتى كذبوا بآيات اللّه واستهزؤوا بها ويجوز أن تكون السوأى صلة الفعل و {أن كذبوا} تابعها والخبر محذوف للابهام والتهويل وان تكون أن مفسرة لان الاساءة إذا كانت مفسرة بالتكذيب والاستهزاء كانت متضمنة معنى القول وقرأ ابن عامر والكوفيون عاقبة بالنصب على أن الاسم السوأى و {أن كذبوا} على الوجوه المذكورة

١١

{اللّه يَبْدَأُ الخلق} ينشئهم {ثم يعيده} يبعثهم

{ثم إليه ترجعون} للجزاء والعدول إلى الخطاب للمبالغة في المقصود وقرأ أبو بكر وأبو عمرو وروح بالياء على الأصل

١٢

{ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون} يسكتون متحرين آيسين يقال ناظرته فأبلس إذا سكت وآيس من أن يحتج ومنه الناقة المبلاس التي لا ترغو وقرئ بفتح اللام من ابلسه إذا اسكته

١٣

{ولم يكن لهم من شركائهم} ممن اشركوهم باللّه

{شفعاء} يجيرونهم من عذاب اللّه مجيئه بلفظ الماضي لتحققه

{وكانوا بشركائهم كافرين} يكفرون بآلهتهم حين يئسوا منهم وقيل كانوا في الدنيا كافرين بسببهم وكتب في المصحف شفعواء علموا بني إسرائيل بالواو وكذا السوأى بالألف اثباتا للّهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها

١٤

{ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون} أي المؤمنون والكافرون لقوله تعالى

١٥

{فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة} ارض ذات ازهار وانهار

{يحبرون} يسرون سرورا تهلك له وجوههم

١٦

{وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون} مدخلون لا يغيبون عنه

١٧

{فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون}

١٨

{وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون} إخبار في معنى الأمر بتنزيه اللّه تعالى والثناء عليه في هذه الاوقات التي تظهر فيها قدرته وتتجدد فيها نعمته أو دلالة على أن ما يحدث فيها من الشواهد الناطقة بتنزهه واستحقاقه الحمد ممن له تمييز من أهل السموات والأرض وتخصيص التسبيح بالمساء والصباح لان آثاره القدرة والعظمة فيهما اظهر وتخصيص الحمد بالعشي الذي هو آخر النهار من عشى العين إذا نقص نورها والظهيرة التي هي وسطه لأن تجدد النعم فيهما اكثر ويجوز أن يكون عشيا معطوفا على {حين تمسون} [الرّوم:١٧] وقوله {وله الحمد في السماوات والأرض} اعتراضا

وعن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أن الآية جامعة للصلوات الخمس تمسون صلاتا المغرب والعشاء و تصبحون صلاة الفجر و عشيا صلاة العصر و تظهرون صلاة الظهر ولذلك زعم الحسن إنها مدينة لانه كان يقول كان الواجب بمكة ركعتين في أي وقت اتفقتا وانما فرضه الخمس بالمدينة والاكثر على إنها فرضت بمكة

وعنه صلى اللّه عليه وسلم: من سره أن يكال له بالفقيز الاوفى فليقل فسبحان اللّه حين تمسون الآية

وعنه صلى اللّه عليه وسلم: من قال حين يصبح فسبحان اللّه حين تمسون إلى قوله وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في ليلته ومن قال حين يسمي أدرك ما فاته في يومه

وقرئ حينا تمسون وحينا تصبحون أي تمسون فيه وتصبحون فيه

١٩

{يخرج الحي من الميت} كالانسان من النطفة والطائر من البيضة

{ويخرج الميت من الحي} كالنطفة والبيضة أو يعقب الحياة الموت وبالعكس

{ويحيي الأرض} بالنبات {بعد موتها} يبسها

{وكذلك} ومثل ذلك الاخراج

{تخرجون} من قبوركم فإنه أيضا تعقيب الحياة الموت وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء

٢٠

{ومن آياته أن خلقكم من تراب} أي في أصل الانشاء لانه خلق اصلهم منه

{ثم إذا انتم بشر تنتشرون} ثم فاجأتم وقت كونكم بشرا منتشرين في الأرض

٢١

{ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا} لان حواء خلقت من ضلع آدم وسائر النساء خلقن من نطف الرجال أو لأنهن من جنسه لا من جنس آخر

{لتسكنوا إليها} لتميلوا إليها وتألفوا بها فإن الجنسية علة للضم والاختلاف سبب للتنافر

{وجعل بينكم} أي بين الرجال والنساء أو بين افراد الجنس

{مودة ورحمة} بواسطة الزواج حال الشبق وغيرها بخلاف سائر الحيوانات نظما لأمر المعاش أو بأن تعيش الإنسان متوقف على التعارف والتعاون المحوج إلى التواد والتراحم وقيل المودة كناية عن الجماع والرحمة عن الولد كقوله تعالى {ورحمة منا} [مريم:٢١]

{إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} فيعلمون ما في ذلك من الحكم

٢٢

{ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم} لغاتكم بأن علم كل صنف لغته أو ألهمه وضعها وأقدره عليها أو اجناس نطفكم واشكاله فإنك لا تكاد تسمع منطقين متساويين في الكيفية

{وألوانكم} بياض الجلد وسواده أو تخطيطات الاعضاء وهيئاتها والوانها وحلاها بحيث وقع التمايز والتعارف حتى أن التوأمين مع توافق موادهما واسبابهما والامور الملاقية لهما في التخليق يختلفان في شيء من ذلك لا محالة

{إن في ذلك لايات للعالمين} لا تكاد تخفى على عاقل من ملك أو انس أو جن وقرأ حفص بكسر اللام ويؤيد قوله {وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت:٤٣]

٢٣

{ومن اياته مناكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله} منامكم في الزمنين لاستراحة القوى النفسانية وتقوي القوى الطبيعية وطلب معاشكم فيها أو منامكم بالليل وابتغاؤكم بالنهار فلف وضم بين الزمانين والفعلين بعاطفين اشعارا بأن كلا من الزمانين وإن اختص بإحداهما فهو صالح للاخر عند الحاجة ويؤيده سائر الآيات الواردة فيه

{إن في ذلك لايات لقوم يسمعون} سماع نفهم واستبصار فإن الحكمة فيه ظاهرة

٢٤

{ومن آياته يريكم البرق} مقدر بأن المصدرية كقوله

إلا ايهذا الزاجري احضر الوغى وأن اشهد اللذات هل أنت مخلدي

أو الفعل فيه منزلة المصدر كقولهم تسمع بالمعيدي خير م أن تراه أو صفة لمحذوف تقديره آية يريكم بها البرق كقوله

فما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى ابتغي العيش اكدح

{خوفا} من الصاعقة للمسافر

{وطمعا} في الغيث للمقيم ونصبهما على العلة لفعل يلزم المذكور فإن اراءتهم تستلزم رؤيتهم أو له على تقدير مضاف نحو إرادة خوف وطمع أو تأويل الخوف والطمع بالاخافة والاطماع كقولك فعلته رغما للشيطان أو على الحال مثل كلمته شفاها

{وينزل من السماء ماء} وقرئ بالتشديد

{فيحيي به الأرض} بالنبات {بعد موتها} يبسها

{إن في ذلك لايات لقوم يعقلون} يستعملون عقولهم في استنباط اسبابها وكيفية تكونها ليظهر لهم كمال قدرة الصانع وحكمته

٢٥

{ومن اياته أن تقوم السماء والأرض بأمره} قيامهما بإقامته لهما وارادته لقيامهما في حيزيها المعينين من غير مقيم محسوس والتعبير بالأمر للمبالغة في كمال القدرة والغنى عن الآلة

{ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا انتم تخرجون} عطف على أن تقوم على تأويل مفرد كأنه قيل ومن آياته قيام السماوات والأرض بأمره ثم خروجكم من القبور إذا دعاكم دعوة واحد فيقول أيها الموتى اخرجوا والمراد تشبيه سرعة ترتب حصول ذلك على تعلق ارادته بلا توقف واحتياج إلى تجشم عمل بسرعة ترتب اجابة الداعي المطاع على دعائه وثم أما لتراخي زمانه أو لعظم ما فيه ومن الأرض متعلق بدعا كقولك دعوته من اسفل الوادي فطلع الي لا بتخرجون لان ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها و إذا الثانية للمفاجأة ولذلك نابت مناب الفاء في جواب الأولى

٢٦

{وله من في السموات والأرض كل له قانتون} منقادون لفعله فيهم لا يمتنعون عنه

٢٧

{وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده} بعد هلاكهم

{وهو اهون عليه} والاعادة اسهل عليه من الأصل بالااضافة إلى قدركم والقياس على اصولكم وألا فهما عليه وسواء وللك قيل الهاء ل الخلق وقيل أهون بمعنى هين وتذكير هو لاهون أو لان الاعادة بمعنى أن يعيد

{وله المثل} الوصف العجيب الشأن كالقدرة العامة والحكمة التامة ومن فسره بقول لا اله إلا اللّه أراد به الوصف بالوحدانية

{الأعلى} الذي ليس لغيره ما يساويه أو يدانيه

{في السماوات والأرض} يصفه به ما فيها دلالة ونطقا

{وهو العزيز} القادر الذي لا يعجز عن ابداء ممكن واعادته

{الحكيم} الذي يجري الأفعال على مقتضى حكمته

٢٨

{ضرب لكم مثلا من أنفسكم} منتزعا من احوالها التي هي اقرب الأمور اليكم

{هل لكم من ما ملكت ايمانكم} من مماليككم

{من شركاء فيما رزقناكم} من الأموال وغيرها

{فأنتم فيه سواء} فتكونوا انتم وهم فيه شرعا يتصرفون فيه كتصرفكم مع انهم لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي

{تخافونهم} أن يستبدوا بتصرف فيه

{كخيفتكم أنفسكم} كما يخاف الاحرار بعضهم من بعض

{كذلك} مثل ذلك التفضيل

{نفصل الآيات} نبينها فإن التفصيل مما يكشف المعاني ويوضحها لقوم يعقلون يستعملون عقولهم في تدبر الأمثال

٢٩

{بل اتبع الذين ظلموا} بالاشراك

{اهواءهم بغير علم} جاهلين لا يكفهم شيء فإن العالم إذا اتبع هواه ربما ردعه علمه

{فمن يهدي من أضل اللّه} فمن يقدر على هدايته

{وما لهم من ناصرين} يخلصونهم من الضلالة ويحفظوهم عن آفاتها

٣٠

{فأقم وجهك للدين حنيفا} فقومه له غير ملتفت أو ملتفت عنه وهو تمثيل للاقبال والاستقامة عليه والاهتمام به

{فطرت اللّه} خلقته نصب على الاغراء أو المصدر لما دل عليه ما بعدها

{التي فطر الناس عليها} خلقهم عليها وهي قبولهم للحق وتمكنهم من إدراكه أو ملة الإسلام فإنهم لو خلوا وما خلقوما عليه أدى بهم إليها وقيل العهد المأخوذ من آدم وذريته

{لا تبديل لخلق اللّه} لا يقدر أحد أن يغيره أو ما ينبغي أن يغير

{ذلك} إشارة إلى {الدين} المأمور بإقامة الوجه له أو الفطرة أن فسرت بالملة الدين

{القيم} المستقيم الذي لا عوج فيه

{ولكن اكثر الناس لا يعلمون} استقامته لعدم تدبرهم

٣١

{منيبين إليه} راجعين إليه من اناب إذا رجع مرة بعد أخرى وقيل منقطعين إليه من الناب وهو حال من الضمير في الناصب المقدر لفطرة اللّه أو في أم لان الآية خطاب للرسول صلى اللّه عليه وسلم والامة لقوله

{واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين} غير إنها صدرت بخطاب الرسول صلى اللّه عليه وسلم تعظيما له

٣٢

{من الذين فرقوا دينهم} بدل من المشركين وتفريقهم اختلافهم فيها يعبدونه على اختلاف اهوائهم وقرأ حمزة والكسائي فارقوا بمعنى تركوا دينهم الذي امروا به

{وكانوا شيعا} فرقا تشايع كل امامها الذي اضل دينها

{كل حزب بما لديهم فرحون} مسرورون ظنا بأنه الحق ويجوز أن يجعل فرحون صفة كل على أن الخبر من الذين فرقوا

٣٣

{وإذا مس الناس ضر} شدة

{دعوا ربهم منيبين إليه} راجعين من دعاء غيره

{ثم إذا اذاقهم منه رحمة} خلاصا من تلك الشدة

{إذا فريق منهم بربهم يشركون} فاجأ فريق منهم بالاشراك بربهم الذي عافاهم

٣٤

{ليكفروا بما آتيناهم} اللام فيه للعاقبة وقيل للامر بمعنى التهديد لقوله

{فتمتعوا} غير انه التفت فيه مبالغة وقرئ وليتمتعوا

{فسوف تعلمون} عاقبة تمتعكم وقرئ بالياء التحتية على أن تمتعوا ماض

٣٥

{أم انزلنا عليهم سلطانا} حجة وقيل ذا سلطان أي ملكا مع برهان

{فهو يتكلم} تكلم دلالة كقوله كتابنا ينطق عليكم بالحق [الجاثية:٢٩] أو نطق

{بما كانوا به يشركون} بإشراكهم وصحته أو بالأمر الذي يسببه يشركون به في الوهيته

٣٦

{وإذا اذقنا الناس رحمة} نعمة من صحة وسعة

{فرحوا بها} بطروا بسببها

{وإن تصبهم سيئة} شدة

{بما قدمت أيديهم} بشؤم معاصيهم

{إذا هم يقنطون} فاجؤوا القنوط من رحمته وقرأ الكسائي وأبو عمرو بكسر النون

٣٧

{أو لم يروا أن اللّه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} فلما لهم يشركوا ولم يحتسبوا في السراء والضراء كالمؤمنين

{أن في ذلك لايات لقوم يؤمنون} فيستدلون بها على كمال القدرة والحكمة

٣٨

{فآت ذا القربى حقه} كصلة الرحم واحتج به الحنفية على وجوب النفقة للمحارم وهو غير مشعر به

{والمسكين وابن السبيل} ما وظف لهما من الزكاة والخطاب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أو لمن بسط له ولذلك رتب على ما قبله بالفاء

{ذلك خير للذين يريدون وجه اللّه} ذاته أو جهته أي يقصدون بمعروفهم إياه خالصا أو جهة التقرب إليه لا جهة أخرى

{وأولئك هم المفلحون} حيث حصلوا بما بسط لهم النعيم المقيم

٣٩

{وما آتيتم من ربا} زيادة محرمة في المعاملة أو عطية يتوقع بها مزيد مكافأة وقرأ ابن كثير بالقصر بمعنى ما جئتم به من إعطاء ربا

{وليربوا في أموال الناس} ليزيد ويزكو في أموالهم

{فلا يربو عند اللّه} فلا يزكو عنده ولا يبارك فيه وقرأ نافع ويعقوب لتربوا أي لتزيدوا أو لتصيروا ذوي ربا

{وما آتيتم من زكاة تريدون وجه اللّه} تبتغون به وجهه خالصا

{فأولئك هم المضعفون} ذوو الأضعاف من الثواب ونظير المضعف المقوي والموسر لذي القوة واليسار أو الذين ضعفوا ثوابهم وأموالهم ببركة الزكاة وقرئ بفتح العين وتغييره عن سنن المقابلة عبارة ونظما للمبالغة والالتفات فيه للتعظيم كأنه خاطب به الملائكة وخواص الخلق تعريفا لحالهم أو للتعميم كأنه قال فمن فعل ذلك فأولئك هم المضعفون والراجع منه محذوف إن جعلت ما موصولة تقديره المضعفون به أو فمؤتوه أولئك هم المضغفون

٤٠

{اللّه الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء} أثبت له لوازم الألوهية ونفاها رأسا عما اتخذوه شركاء له من الأصنام وغيرها مؤكدا بالإنكار على ما دل عليه البرهان والعيان ووقع عليه الوفاق ثم استنتج من ذلك تقسه عن أن يكون له شركاء فقال

{سبحانه وتعالى عما يشركون} ويجوز أن تكون الكلمة الموصولة صفة والخبر هل من شركائكم والرابط من ذلكم لأنه بمعنى من أفعاله و من الأولى والثانية تفيد أن شيوع الحكم في جنس الشركاء والأفعال والثالثة مزيدة لتعميم المنفي وكل منها مستقلة بتأكيد لتعجيز الشركاء وقرأ حمزة والكسائي بالتاء

٤١

{ظهر الفساد في البر والبحر} كالجدب والموتان وكثرة الحرق والغرق وإخفاق الغاصة ومحق البركات وكثرة المضار أو الضلالة والظلم وقيل المراد بالبحر قرى السواحل وقرئ و البحور

{بما كسبت أيدي الناس} بشؤم معاصيهم أو بكسبهم إياه وقيل ظهر الفساد في البر بقتل قابيل أخاه وفي البحر بأن جلندا ملك عمان كان يأخذ كل سفينة غصبا

{ليذيقهم بعض الذي عملوا} بعض أجزائه فإن تمامه في الآخرة واللام للعلة أو العاقبة وعن ابن كثير ويعقوب لنذيقهم بالنون

{لعلهم يرجعون} عما هم عليه

٤٢

{قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل} لتشاهدوا مصداق ذلك وتحققوا صدقه

{كان أكثرهم مشركين} استئناف للدلالة على أن سوء عاقبتهم كان لفشو الشرك وغلبته فيهم أو كان الشرك في أكثرهم وما دونه من المعاصي في قليل منهم

٤٣

{فأقم وجهك للدين القيم} البليغ الاستقامة

{من قبل أن يأتي يوم لا مرد له} لا يقدر أن يرده أحد وقوله

{مِنَ اللّه} متعلق ب يأتي ويجوز أن يتعلق ب مرد لأنه مصدر على معنى لا يرده اللّه لتعلق إرادته القديمة بمجيئه

{يومئذ يصدعون} يتصدعون أي يتفرقون فريق في الجنة وفريق في السعير كما قال

٤٤

{من كفر فعليه كفره} أي وباله وهو النار المؤبدة {ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} يسوون منزلا في الجنة وتقديم الظرف في الموضعين للدلالة على الاختصاص

٤٥

{ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله} علة ل يمهدون أو ل يصدعون والاقتصار على جزاء المؤمنين للإشعار بأنه المقصود بالذات والاكتفاء على فحوى قوله

{إنه لا يحب الكافرين} فإن فيه إثبات البعض لهم والمحبة للمؤمنين وتأكيد اختصاص الصلاح المفهوم من ترك ضميرهم إلى التصريح بهم تعليل له ومن فضله دال على أن الإثابة تفضل محض وتأويله بالعطاء أو الزيادة على الثواب عدول عن الظاهر

٤٦

{ومن آياته أن يرسل الرياح} الشمال والصبا والجنوب فإنها رياح الرحمة وأما الدبور فريح العذاب ومنه قوله صلى اللّه عليه وسلم: اللّهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا

وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي الريح على إرادة الجنس

{مبشرات} بالمطر

{وليذيقكم من رحمته} يعني المنافع التابعة لها وقيل الخصب التابع لنزول المطر المسبب عنها أو الروح الذي هو مه هبوبها والعطف على علة محذوفة دل عليها مبشرات أو عليها باعتبار المعنى أو على يرسل بإضمار فعل معلل دل عليه

{ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله} يعني تجارة البحر

{ولعلكم تشكرون} ولتشكروا نعمة اللّه تعالى فيها

٤٧

{ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا} بالتدمير

{وكان حقا علينا نصر المؤمنين} إشعار بأن الانتقام لهم وإظهار لكرامتهم حيث جعلهم مستحقين على اللّه أن ينصرهم

وعنه صلى اللّه عليه وسلم: ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على اللّه أن يرد عنه نار جهنم ثم تلا ذلك وقد يوقف على حقا على أنه متعلق بالانتقام

٤٨

{اللّه الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه} متصلا تارة

{في السماء} في سمتها {كيف يشاء} سائرا أو واقفا مطبقا وغير مطبق من جانب دون جانب إلى غير ذلك

{ويجعله كسفا} قطعا تارة أخرى وقرأ ابن عامر بالسكون على أنه مخفف أو جمع كسفة أو مصدر وصف به

{فترى الودق} المطر {يخرج من خلاله} في التارتين

{فإذا أصاب به من يشاء من عباده} يعني بلادهم وأراضيهم {إذا هم يستبشرون} لمجيء الخصب

٤٩

{وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم} المطر

{من قبله} تكرير للتأكيد والدلالة على تطاول عهدهم بالمطر واستحكام يأسهم وقيل الضمير للمطر أو السحاب أو الإرسال

{لمبلسين} لآيسين

٥٠

{فانظر إلى أثر رحمت اللّه} أثر الغيث من النبات والأشجار وأنواع الثمار ولذلك جمعه ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص

{كيف يحيي الأرض بعد موتها} وقرئ بالتاء على إسناده إلى ضمير الرحمة

{إن ذلك} يعني إن الذي قدر على إحياء الأرض بعد موتها

{لمحيي الموتى} لقادر على إحيائهم فإنه إحداث لمثل ما كان في مواد أبدانهم من القوى الحيوانية كما أن إحياء الأرض إحداث لمثل ما كان فيها من القوى النباتية هذا ومن المحتمل أن يكون من الكائنات الراهنة ما يكون من مواد تفتت وتبددت من جنسها في بعض الأعوام السالفة

{وهو على كل شيء قدير} لأن نسبة قدرته إلى جميع الممكنات على سواء

٥١

{ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا} فرأوا الأثر أو الزرع فإنه مدلول عليه بما تقدم وقيل السحاب لأنه إذا كان مصفرا لم يمطر والام موطئة للقسم دخلت على حرف الشرط وقوله

{لظلوا من بعده يكفرون} جواب سد مسد الجزاء ولذلك فسر بالاستقبال وهذه الآية ناعية على الكفار بقلة تثبتهم وعدم تدبرهم وسرعة تزلزلهم لعدم تفكرهم وسوء رأيهم فإن النظر السري يقتضي أن يتوكلوا على اللّه ويلتجئوا إليه بالاستغفار إذا احتبس القطر عنهم ولا ييأسوا من رحمته وأن يبادروا إلى الشكر والاستدامة بالطاعة إذا أصابهم برحمته ولم يفرطوا في الاستبشار وأن يصبروا على بلائه إذا ضرب زرعهم بالاصفرار ولا يكفروا نعمه

٥٢

{فإنك لا تسمع الموتى} وهم مثلهم لما سدوا عن الحق مشاعرهم

{ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} قيد الحكم به ليكون أشد استحالة فإن الأصم المقبل وإن لم يسمع الكلام يفطن منه بواسطة الحركات شيئا وقرأ ابن كثير بالياء مفتوحة ورفع الصم

٥٣

{وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم} سماهم عميا لفقدهم المقصود الحقيقي من الأبصار أو لعمى قلوبهم وقرأ حمزة وحده تهدي العمي

{إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا} فإن إيمانهم يدعوهم إلى تلقي اللفظ وتدبر المعنى ويجوز أن يراد بالمؤمن المشارف للإيمان

{فهم مسلمون} لما تأمرهم به

٥٤

{اللّه الذي خلقكم من ضعف} أي ابتدأكم ضعفاء وجعل الضعف أساس أمركم كقوله خلق الإنسان ضعيفا [النساء:٢٨] أو خلقكم من أصل ضعيف وهو النطفة

{ثم جعل من بعد ضعف قوة} وذلك إذا بلغتم الحلم أو تعلق بأبدانكم الروح

{ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة} إذا أخذ منكم السن وفتح عاصم وحمزة الضاد في جميعها والضم أقوى لقول ابن عمر رضي اللّه عنهما قرأتها على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من ضعف فأقرأني من ضعف وهما لغتان كالفقر والفقر والتنكير مع التكرير لأن المتأخر ليس عين المتقدم

{يخلق ما يشاء} من ضعف وقوة وشبيبة وشيبة

{وهو العليم القدير} فإن الترديد في الأحوال المختلفة مع إمكان غيره دليل العلم والقدرة

٥٥

{ويوم تقوم الساعة} القيامة سميت بها لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا أو لأنها تقع بغتة وصارت علما بها بالغلبة كالكوكب للزهرة

{يقسم المجرمون ما لبثوا} في الدنيا أو في القبور أو فيما بين فناء الدنيا والبعث وانقطاع عذابهم وفي الحديث: ما بين فناء الدنيا والبعث أربعون وهو محتمل الساعات والأيام والأعوام

{غير ساعة} استقلوا مدة ليثهم إضافة إلى مدة عذابهم في الآخرة أو نسيانا

{كذلك} مثل ذلك الصرف عن الصدق والتحقيق

{كانوا يؤفكون} يصرفون في الدنيا

٥٦

{وقال الذين أوتوا العلم والإيمان} من الملائكة والإنس

{لقد لبثتم في كتاب اللّه} في علمه أو قضائه أو ما كتبه لكم أي أوجبه أو اللوح أو القرآن وهو قوله ومن ورائهم برزخ

{إلى يوم البعث} ردوا بذلك ما قالوه وحلفوا عليه {فهذا يوم البعث} الذي أنكرتموه

{ولكنكم كنتم لا تعلمون} أنه حق لتفريطكم في النظر والفاء لجواب شرط محذوف تقديره إن كنتم منكرين البعث فهذا يومه أي فقد تبين بطلان إنكاركم

٥٧

{فيومئذ لا تنفع الذين ظلموا معذرتهم} وقرأ الكوفيون بالياء لأن المعذرة بمعنى العذر أو لأن تأنيثها غير حقيقي وقد فصل بينهما

{ولا هم يستعتبون} لا يدعون إلى ما يقتضي إعتابهم أي إزالة عتبهم من التوبة والطاعة كما دعوا إليه في الدنيا من قولهم استعتبني فلان فأعتبته أي استرضاني فأرضيته

٥٨

{ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} ولقد وصفناهم فيه بأنواع الصفات التي هي في الغرابة كالأمثال مثل صفة المبعوثين يوم القيامة فيما يقولون وما يقال لهم وما لا يكون من الانتفاع بالمعذرة والاستعتاب أو بينا لهم من كل مثل ينبههم على التوحيد والبعث وصدق الرسول

{ولئن جئتهم بآية} من آيات القرآن

{ليقولن الذين كفروا} من فرط عنادهم وقساوة قلوبهم

{إن أنتم} يعنون الرسول والمؤمنين

{إلا مبطلون} مزورون

٥٩

{كذلك} مثل ذلك الطبع

{يطبع اللّه على قلوب الذين لا يعلمون} لا يطلبون العلم ويصرون على خرافات اعتقدوها فإن الجهل المركب يمنع إدراك الحق ويوجب تكذيب المحق

٦٠

{فاصبر} على أذاهم

{إن وعد اللّه} بنصرتك وإظهار دينك على الدين كله

{حق} لا بد من إنجازه

{ولا يستخفنك} ولا يحملنك على الخفة والقلق

{الذين لا يوقنون} بتكذيبهم وإيذائهم فإنهم شاكون ضالون لا يستبدع منهم ذلك وعن يعقوب بتخفيف النون وقرئ ولا يستحقنك أي لا يزيغنك فيكونوا أحق بك مع المؤمنين عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

من قرأ سورة الروم كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح اللّه بين السماء والأرض وأدرك ما ضيع في يومه وليلته

﴿ ٠