تفسير البيضاوي: أنوار التنزيل و أسرار التأويل أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، القاضي الشافعي (ت ٦٨٥ هـ ١٢٨٦ م) _________________________________ سورة فاطر سورة فاطر مكية وآيها خمس واربعون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ {الحمد للّه فاطر السماوات والأرض} مبدعهما من الفطر بمعنى الشق كأنه شق العدم بإخراجهما منه والاضافة محضة لانه بمعنى الماضي {جاعل الملائكة رسلا} وسائط بين اللّه وبين انبيائه والصالحين من عباده يبلغون إليهم رسالاته بالوحي والالهام والرؤيا الصادقة أو بينه وبين خلقه يوصلون إليهم آثار صنعه {أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} ذوي اجنحة متعددة متفاوة بتفاوت ما لهم من المراتب ينزلون بها ويعرجون أو يسرعون بها نحو ما وكلهم اللّه عليه فيتصرفون فيه على أمرهم به ولعله لم يرد به خصوصية الأعداد ونفي ما زال عليها لما وري انه صلى اللّه عليه وسلم رأى جبريل ليلة المعراج وله ستمائة جناح {يزيد في الخلق ما يشاء} استئناف للدلالة على أن تفاوتهم في ذلك بمقتضى مشيئته ومؤدة حكمته لا أمر تستدعيه ذواتهم لأن اختلاف الاصناف والانواع بالخواص والفصول إن كان لذواتهم المشتركة لزم تنافي لوازم الأمور المتفقة وهو محال والاية متناولة زيادات الصور والمعاني كملاحة الوجه وحسن الصوت وحصافة العقل وسماحة النفس {إن اللّه على كل شيء قدير} وتخصيص بعض الاشياء بالتحصيل دون بعض إنما هو من جهة الارادة |
﴿ ١ ﴾