تفسير البيضاوي: أنوار التنزيل و أسرار التأويل أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي

البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، القاضي الشافعي (ت ٦٨٥ هـ ١٢٨٦ م)

_________________________________

سورة الفتح

سورة الفتح مدنية نزلت في مرجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الحديبية وآيها تسع وعشرون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

{إنا فتحنا لك فتحا مبينا} وعد بفتح مكة والتعبير عنه بالماضي لتحققه أو بما اتفق له في تلك السنة كفتح خيبر وفدك أو إخبار عن صلح الحديبية وإنما سماه فتحا لأنه كان بعد ظهوره على المشركين حتى سألوا الصلح وتسبب لفتح مكة وفرغ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لسائر العرب فغزاهم وفتح مواضع وأدخل في الإسلام خلقا عظيما وظهر له في الحديبية آية عظيمة وهي أنه نزح ماؤها بالكلية فتمضمض ثم مجه فيها فدرت بالماء حتى شرب جميع من كان معه أو فتح الروم فإنهم غلبوا الفرس في تلك السنة وقد عرفت كونه فتحا للرسول صلى اللّه عليه وسلم في سورة الروم وقيل الفتح بمعنى القضاء أي قضينا لك أن تدخل مكة من قابل

﴿ ١