تفسير البيضاوي: أنوار التنزيل و أسرار التأويل أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، القاضي الشافعي (ت ٦٨٥ هـ ١٢٨٦ م) _________________________________ سورة القدر سورة القدر مخلف فيها وآيها خمس آيات _________________________________ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} الضمير للقرآن فخمه بإضماره من غير ذكر شهادة له بالنباهة المغنية عن التصريح كما عظمه بأن أسند نزوله إليه وعظم الوقت الذي أنزل فيه بقوله ٢ انظر تفسير الآية:٣ ٣ {وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر} وإنزاله فيها بأن ابتدأ بإنزاله فيها أو أنزله جملة من اللوح إلى السماء الدنيا على السفرة ثم كان جبريل عليه الصلاة والسلام ينزله على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة وقيل المعنى {أنزلناه} [القدر:١] في فضلها وهي في أوتار العشر الأخير في رمضان ولعلها السابعة منها والداعي إلى إخفائها أن يحيي من يريدها ليالي كثيرة وتسميتها بذلك لشرفها أو لتقدير الأمور فيها لقوله سبحانه وتعالى {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدّخان:٤] وذكر الألف إما للتكثير أو لما روي أنه صلى اللّه عليه وسلم ذكر إسرائيليا يلبس السلاح في سبيل اللّه ألف شهر فعجب المؤمنون وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة القدر هي خير من مدة ذلك الغازي ٤ {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم} بيان لما له فصلت على ألف شهر وتنزلهم إلى الأرض أو إلى السماء الدنيا أو تقربهم إلى المؤمنين {من كل أمر} من أجل كل قدر في تلك السنة وقرئ من كل امرئ أي من أجل كل إنسان ٥ {سلام هي} ما هي إلا سلامة أي لا يقدر اللّه فيها إلا السلامة ويقضي في غيرها السلامة والبلاء أو ما هي إلا سلام لكثرة ما يسلمون فيها على المؤمنين {حتى مطلع الفجر} أي وقت مطلعه أي طلوعه وقرأ الكسائي بالكسر على أنه كالمرجع أو اسم زمان على غير قياس كالمشرق عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: من قرأ سورة القدر أعطي من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر |
﴿ ٠ ﴾