تفسير البيضاوي: أنوار التنزيل و أسرار التأويل أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، القاضي الشافعي (ت ٦٨٥ هـ ١٢٨٦ م) _________________________________ سورة العاديات سورة العاديات مختلف فيها وآيها إحدى عشرة آية _________________________________ {والعاديات ضبحا} أقسم سبحانه بخيل الغزاة تعدو فتضبح ضبحا وهو صوت أنفاسها عند العدو ونصبه بفعله المحذوف أو ب {العاديات} فإنها تدل بالالتزام على الضابحات أو {ضبحا} حال بمعنى ضابحة ٢ {فالموريات قدحا} فالتي توري النار والإيراء إخراج النار يقال قدح الزند فأورى ٣ {فالمغيرات} يغير أهلها على العدو {صبحا} أي في وقته ٤ انظر تفسير الآية:٥ ٥ {فأثرن فيهجن {به} بذلك الوقت {نقعا} غبارا أو صياحا {فوسطن به} فتوسطن بذلك الوقت أو بالعدو أو بالنقع أي ملتبسات به {جمعا} من جموع الأعداء روي أنه صلى اللّه عليه وسلم بعث خيلا فمضت أشهر لم يأته منهم خبر فنزلت ويحتمل أن يكون القسم بالنفوس العادية أثر كما لهن الموريات بأفكارهن أنوار المعارف والمغيرات على الهوى والعادات إذا ظهر لهن مثل أنوار القدس {فأثرن به} شوقا {فوسطن به جمعا} من مجموع العليين ٦ {إن الإنسان لربه لكنود} لكفور من كند النعمة كنودا أو لعاص بلغة كندة أو لبخيل بلغة بني مالك وهو جواب القسم ٧ {وإنه على ذلك} وإن الإنسان على كنوده {لشهيد} يشهد على نفسه لظهور أثره عليه أو أن اللّه سبحانه وتعالى على كنوده {لشهيد} فيكون وعيدا ٨ {وإنه لحب الخير} المال من قوله سبحانه وتعالى {إن ترك خيرا}أي مالا {لشديد} لبخيل أو لقوي مبالغ فيه ٩ {أفلا يعلم إذا بعثر} بعث {ما في القبور} من الموتى وقرئ بحثر وبحت ١٠ {وحصل} جمع محصلا في الصحف أو ميز {ما في الصدور} من خير أو شر وتخصيصه لأنه الأصل ١١ {إن ربهم بهم يومئذ} وهو يوم القيامة {لخبير} عالم بما أعلنوا وما أسروا فيجازيهم عليه وإنما قال: {ما} ثم قال {بهم} لاختلاف شأنهم في الحالين وقرئ {أن} وخبير بلا {لام} عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: من قرأ سورة والعاديات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا |
﴿ ٠ ﴾