تفسير البيضاوي: أنوار التنزيل و أسرار التأويل أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، القاضي الشافعي (ت ٦٨٥ هـ ١٢٨٦ م) _________________________________ سورة العصر {والعصر} أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها أو بعصر النبوة أو بالدهر لاشتماله على الأعاجيب والتعريض بنفي ما يضاف إليه من الخسران ٢ {إن الإنسان لفي خسر} إن الناس لفي خسران في مساعيهم وصرف أعمارهم في مطالبهم والتعريف للجنس والتنكير للتعظيم ٣ {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فإنهم اشتروا الآخرة بالدنيا ففازوا بالحياة الأبدية والسعادة السرمدية {وتواصوا بالحق} الثابت الذي لا يصح إنكاره من اعتقاد أو عمل {وتواصوا بالصبر} عن المعاصي أو على الحق أو ما يبلو اللّه به عباده وهذا من عطف الخاص على العام للمبالغة إلا أن يخص العمل بما يكون مقصورا على كماله ولعله سبحانه وتعالى إنما ذكر سبب الربح دون الخسران اكتفاء ببيان المقصود وإشعارا بأن ما ما عد إما عد يؤدي إلى خسر ونقص حظ أو تكرما فإن الإبهام في جانب الخسر كرم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: من قرأ سورة والعصر غفر اللّه له وكان ممن تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر |
﴿ ٠ ﴾