تفسير البيضاوي: أنوار التنزيل و أسرار التأويل أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، القاضي الشافعي (ت ٦٨٥ هـ ١٢٨٦ م) _________________________________ سورة الهمزة سورة الهمزة مكية وآيها تسع آيات {ويل لكل همزة لمزة} الهمز الكسر كالهزم واللمز الطعن كاللّهز فشاعا في الكسر من أعراض الناس والطعن فيهم وبناء فعله يدل على الاعتياد فلا يقال ضحكة ولعنة إلا للمكثر المتعود وقرئ همزة لمزة بالسكون على بناء المفعول وهو المسخرة الذي يأتي بالأضاحيك فيضحك منه ويشتم ونزولها في الأخنس بن شريق فإنه كان مغيابا أو في الوليد بن المغيرة واغتيابه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ٢ {الذي جمع مالا} بدل من كل أو ذم منصوب أو مرفوع وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بالتشديد للتكثير {وعدده} وجعله عدة للنوازل أو عده مرة بعد أخرى ويؤيده أنه قرئ وعدده على فك الإدغام ٣ {يحسب أن ماله أخلده} تركه خالدا في الدنيا فأحبه كما يحب الخلود أو حب المال أغفله عن الموت أو طول أمله حتى حسب أنه مخلد فعمل عمل من لا يظن الموت وفيه تعريض بأن المخلد هو السعي للآخرة ٤ {كلا} ردع له عن حسبانه {لينبذن} ليطرحن {في الحطمة}في النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يطرح فيها ٥ {وما أدراك ما الحطمة} ما هذه النار التي لها هذه الخاصية ٦ {نار اللّه} تفسير له {الموقدة} التي أوقدها اللّه وما أوقده لا يقدر غيره أن يطفئه ٧ {التي تطلع على الأفئدة} تعلو أوساط القلوب وتشتمل عليها وتخصيصها بالذكر لأن الفؤاد ألطف ما في البدن وأشده ألما أو لأنه محل العقائد الزائفة ومنشأ الأعمال القبيحة ٨ {إنها عليهم مؤصدة} مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته قال تحن إلى أجبال مكة ناقتي ومن دونها أبواب صنعاء موصده وقرأ حفص وأبو عمرو وحمزة بالهمزة ٩ {في عمد ممددة} أي موثقين في أعمدة ممدودة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص وقرأ الكوفيون غير حفص بضمتين وقرئ عمد بسكون الميم مع ضم العين عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: من قرأ سورة الهمزة أعطاه اللّه عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه رضوان اللّه عليهم أجمعين |
﴿ ٠ ﴾