تفسير البيضاوي: أنوار التنزيل و أسرار التأويل أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الفارسي، ناصر الدين، القاضي الشافعي (ت ٦٨٥ هـ ١٢٨٦ م) _________________________________ سورة قريش سورة قريش مكية وآيها أربع آيات _________________________________ {لإيلاف قريش} متعلق بقوله فليعبدوا رب هذا البيت والفاء لما في الكلام من معنى الشرط إذ المعنى أن نعم اللّه عليهم لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لأجل ٢ {إيلافهم رحلة الشتاء والصيف} أي الرحلة في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام فيمتارون ويتجرون أو بمحذوف مثل أعجبوا أو بما قبله كالتضمين في الشعر أي {فجعلهم كعصف مأكول [الفيل:٥] لإيلاف قريش} ويؤيده أنهما في مصحف أبي سورة واحدة وقرئ ليألف قريش إلفهم رحلة الشتاء وقريش ولد النضر بن كنانة منقول من تصغير قريش وهو دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن فلا تطاق إلا بالنار فشبهوا بها لأنها تأكل ولا تؤكل وتعلو ولا تعلى وصغر الاسم للتعظيم وإطلاق الإيلاف ثم إبدال المقيد عنه للتفخيم وقرأ ابن عامر لئلاف بغير ياء بعد الهمزة ٣ {فليعبدوا رب هذا البيت} أي بالرحلتين والتنكير للتعظيم ٤ {الذي أطعمهم من جوع} وقيل المراد به شدة أكلوا فيها الجيف والعظام {وآمنهم من خوف} أصحاب الفيل أو التخطف في بلدهم ومسايرهم أو الجذام فلا يصيبهم ببلدهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: من قرأ سورة لإيلاف قريش أعطاه اللّه عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها |
﴿ ٠ ﴾