٣ {فسبح بحمد ربك} فتعجب لتيسير اللّه ما لم يخطر ببال أحد حامدا له أو فصل له حامدا على نعمه روي أنه صلى اللّه عليه وسلم لما دخل مكة بدأ بالمسجد فدخل الكعبة وصلى ثمان ركعات أو فنزهه تعالى عما كانت الظلمة يقولون فيه حامدا له على أن صدق وعده أو فأثن على اللّه تعالى بصفات الجلال حامدا له على صفات الإكرام {واستغفره} هضما لنفسك واستقصارا لعملك واستدراكا لما فرط منك من الالتفات إلى غيره وعنه عليه صلى اللّه عليه وسلم: إني لأستغفر اللّه في اليوم والليلة مائة مرة وقيل استغفره لأمتك وتقديم التسبيح على الحمد ثم الحمد على الاستغفار على طريق النزول من الخالق إلى الخلق كما قيل ما رأيت شيئا إلا ورأيت اللّه قبله {إنه كان توابا} لمن استغفره مذ خلق المكلفين والأكثر على أن السورة نزلت قبل فتح مكة وأنه نعي لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأنه لما قرأها بكى العباس رضي اللّه عنه فقال صلى اللّه عليه وسلم ما يبكيك؟ فقال نعيت إليك نفسك فقال إنها لكما تقول ولعل ذلك لدلالتها على تمام الدعوة وكمال أمر الدين فهي كقوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: ٣] أو لأن الأمر بالاستغفار تنبيه على دنو الأجل ولهذا سميت سورة التوديع وعنه صلى اللّه عليه وسلم: من قرأ سورة إذا جاء أعطي من الأجر كمن شهد مع محمد صلى اللّه عليه وسلم يوم فتح مكة شرفها اللّه تعالى |
﴿ ٣ ﴾