سورة هود

١

{الر} اللّه أعلم بمراده بذلك، هذا {كتاب أحكمت آياته} بعجيب النظم وبديع المعاني {ثم فصِّلت} بينت بالأحكام والقصص والمواعظ {من لدن حكيم خبير} اللّه

٢

{ألا} أي بأن لا {تعبدوا إلا اللّه إنني لكم منه نذير} بالعذاب إن كفرتم {وبشير} بالثواب إن آمنتم

٣

{وأن استغفروا ربكم} من الشرك {ثم توبوا} ارجعوا {إليه} بالطاعة {يمتعكم} في الدنيا {متاعاً حسناً} بطيب عيش وسعة رزق {إلى أجل مسمى} هو الموت {ويؤت} في الآخرة {كل ذي فضلٍ} في العمل {فضله} جزاءه {وإن تَولَّوا} فيه حذف إحدى التاءين، أي تعرضوا {فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير} هو يوم القيامة

٤

{إلى اللّه مرجعكم وهو على كل شيء قدير} ومنه الثواب والعذاب

٥

ونزل كما رواه البخاري عن ابن عباس فيمن كان يستحيي أن يتخلى أو يجامع فيفضي إلى السماء وقيل في المنافقين {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه} أي اللّه {ألا حين يستغشون ثيابهم} يتغطَّون بها {يعلم} تعالى {ما يسرون وما يعلنون} فلا يغني استخفاؤهم {إنه عليم بذات الصدور} أي بما في القلوب

٦

{وما من} زائدة {دابة في الأرض} هي ما دب عليها {إلا على اللّه رزقها} تكفل به فضلاً منه تعالى {ويعلم مستقرها} مسكنها في الدنيا أو الصلب {ومستودعها} بعد الموت أو في الرحم {كل} مما ذكر {في كتاب مبين} بين هو اللوح المحفوظ

٧

{وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام} أولها الأحد وآخرها الجمعة {وكان عرشه} قبل خلقها {على الماء} وهو على متن الريح {ليبلوكم} متعلق بخلق، أي خلقهما وما فيهما من منافع لكم ومصالح ليختبركم {أيكم أحسن عملاً} أي أطوع للّه {ولئن قلت} يا محمد لهم {إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن} ما {هذا} القرآن الناطق بالبعث والذي تقوله {إلا سحر مبين} بين، وفي قرأءة {ساحر}، والمشار إليه النبي صلى اللّه عليه وسلم

٨

{ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى} مجيء {أمة} أوقات {معدودة ليقولُن} استهزاء {ما يحبسه} ما يمنعه من النزول قال تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً} مدفوعاً {عنهم وحاق} نزل {بهم ما كانوا به يستهزئون} من العذاب

٩

{ولئن أذقنا الإنسان} الكافر {منا رحمة} غنى وصحة {ثم نزعناها منه إنه ليؤوس} قنوط من رحمة اللّه {كفور} شديد الكفر به

١٠

{ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء} فقر وشدة {مسته ليقولن ذهب السيئات} المصائب {عني} ولم يتوقع زوالها ولا شكر عليها {إنه لفرح} بطر {فخور} على الناس بما أوتي

١١

{إلا} لكن {الذين صبروا} على الضراء {وعملوا الصالحات} في النعماء {أولئك لهم مغفرة وأجر كبير} هو الجنة

١٢

{فلعلك} يا محمد {تارك بعض ما يوحى إليك} فلا تبلغهم إياه لتهاونهم به {وضائق به صدرك} بتلاوته عليهم لأجل {أن يقولوا لولا} هلا {أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك} يصدقه كما اقترحنا {إنما أنت نذير} فما عليك إلا البلاغ لا الإتيان بما اقترحوه {واللّه على كل شيء وكيل} حفيظ فيجازيهم

١٣

{أم} بل أ {يقولون افتراه} أي القرآن {قل فأتوا بعشر سور مثله} في الفصاحة والبلاغة {مفتريات} فإنكم عربيون فصحاء مثلي، تحداهم بها أولاً ثم بسورة {وادعوا} للمعاونة على ذلك {من استطعتم من دون اللّه} أي غيره {إن كنتم صادقين} في أنه افتراء

١٤

{فإن لم يستجيبوا لكم} أي من دعوتموهم للمعاونة {فاعلموا} خطاب للمشركين {أنما أنزل} ملتبسا {بعلم اللّه} وليس افتراء عليه {وأن} مخفّفة أي أنه {لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون} بعد هذه الحجة القاطعة أي أسلموا

١٥

{من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها} بأن أصر على الشرك وقيل هي في المرائين {نوفِّ إليهم أعمالهم} أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم {فيها} بأن نوسِّع عليهم رزقهم {وهم فيها} أي الدنيا {لا يبخسون} ينقصون شيئاً

١٦

{أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط} بطل {ما صنعوا} ه {فيها} أي الآخرة فلا ثواب له {وباطل ما كانوا يعملون}

١٧

{أفمن كان على بينة} بيان {من ربه} وهو النبي صلى اللّه عليه وسلم أو المؤمنون وهي القرآن {ويتلوه} يتبعه {شاهد} له بصدقه {منه} أي من اللّه وهو جبريل {ومن قبله} القرآن {كتاب موسى} التوراة شاهد له أيضا {إماماً ورحمة} حال كمن ليس كذلك لا {أولئك} أي من كان على بينة {يؤمنون به} أي القرآن فلهم الجنة {ومن يكفر به من الأحزاب} جميع الكفار {فالنار موعده فلا تك في مرية} شك {منه} من القرآن {إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس} أي أهل مكة {لا يؤمنون}

١٨

{ومن} أي لا أحد {أظلم ممن افترى على اللّه كذباً} بنسبة الشريك والولد إليه {أولئك يعرضون على ربهم} يوم القيامة في جملة الخلق {ويقول الأشهاد} جمع شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة اللّه على الظالمين} المشركين

١٩

{الذين يصدون عن سبيل اللّه} دين الإسلام {ويبغونها} يطلبون السبيل {عوجاً} معوجة {وهم بالآخرة هم} تأكيد {كافرون}

٢٠

{أولئك لم يكونوا معجزين} اللّه {في الأرض وما كان لهم من دون اللّه} أي غيره {من أولياء} أنصار يمنعونهم من عذابه {يضاعف لهم العذاب} بإضلالهم غيرهم {ما كانوا يستطيعون السمع} للحق {وما كانوا يبصرون} أي لفرط كراهتهم له كأنهم لم يستطيعوا ذلك

٢١

{أولئك الذين خسروا أنفسهم} لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم {وضلَّ} غاب {عنهم ما كانوا يفترون} على اللّه من دعوى الشريك

٢٢

{لا جرم} حقاً {أنهم في الآخرة هم الأخسرون}

٢٣

{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا} سكنوا واطمأنوا وأنابوا {إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون}

٢٤

{مثل} صفة {الفريقين} الكفار والمؤمنين {كالأعمى والأصم} هذا مثل الكافر {والبصير والسميع} هذا مثل المؤمن {هل يستويان مثلاً} لا {أفلا تذَّكرون} فيه إدغام التاء في الأصل في الذال تتعظون

٢٥

{ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه أني} أي بأني، وفي قرأءة بالكسر على حذف القول {لكم نذير مبين} بيِّن الإنذار

٢٦

{أن} أي بأن {لا تعبدوا إلا اللّه إني أخاف عليكم} إن عبدتم غيره {عذاب يوم أليم} مؤلم في الدنيا والآخرة

٢٧

{فقال الملأ الذين كفروا من قومه} وهم الأشراف {ما نراك إلا بشراً مثلنا} ولا فضل لك علينا {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا} أسافلنا كالحاكة والأساكفة {باديَ الرأي} بالهمز وتركه، أي ابتداء من غير تفكر فيك ونصبه على الظرف أي وقت حدوث أول رأيهم {وما نرى لكم علينا من فضل} فتستحقون به الاتباع منا {بل نظنكم كاذبين} في دعوى الرسالة، أدرجوا قومه معه في الخطاب

٢٨

{قال يا قوم أرأيتم} أخبروني {إن كنت على بينة} بيان {من ربي وآتاني رحمة} نبوة {من عنده فعَمِيت} خفيت {عليكم} وفي قرأءة بتشديد الميم والبناء للمفعول {أنُلزِمُكموها} أنجبركم على قبولها {وأنتم لها كارهون} لا نقدر على ذلك

٢٩

{ويا قوم لا أسألكم عليه} على تبليغ الرسالة {مالاً} تعطونيه {إنْ} ما {أجري} ثوابي {إلا على اللّه وما أنا بطارد الذين آمنوا} كما أمرتموني {إنهم ملاقوا ربهم} بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم {ولكني أراكم قوما تجهلون} عاقبة أمركم

٣٠

{ويا قوم من ينصرني} يمنعني {من اللّه} أي عذابه {إن طردتهم} أي لا ناصر لي {أفلا} فهلا {تذِّكِّرون} بإدغام التاء الثانية في الأصل في الذال: تتعظون

٣١

{ولا أقول لكم عندي خزائن اللّه ولا} إني {أعلم الغيب ولا أقول إني مَلَك} بل أنا بشر مثلكم {ولا أقول للذين تزدري} تحتقر {أعينكم لن يؤتيهم اللّه خيراً، اللّه أعلم بما في أنفسهم} قلوبهم {إني إذاً} إن قلت ذلك {لمن الظالمين}

٣٢

{قالوا يا نوح قد جادلتنا} خاصمتنا {فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا} به من العذاب {إن كنت من الصادقين} فيه

٣٣

{قال إنما يأتيكم به اللّه إن شاء} تعجيله لكم فإن أمره إليه لا إلي {وما أنتم بمعجزين} بفائتين اللّه

٣٤

{ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد أن يغويكم} أي إغواءكم، وجواب الشرط دل عليه ولا ينفعكم نصحي {هو ربكم وإليه ترجعون}

٣٥

قال تعالى: {أم} بل أ {يقولون} أي كفار مكة {افتراه} اختلق محمد القرآن {قل إن افتريته فعلي إجرامي} إثمي أي عقوبته {وأنا بريء مما تجرمون} من إجرامكم في نسبة الافتراء إلي

٣٦

{وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس} تحزن {بما كانوا يفعلون} من الشرك، فدعا عليهم بقوله: {رب لا تذر على الأرض} الخ، فأجاب اللّه دعاءه فقال: {واصنع الفلك} الآية

٣٧

{واصنع الفلك} السفينة {بأعيننا} بمرأى منا وحفظنا {ووحينا} أمرنا {ولا تخاطبني في الذين ظلموا} كفروا بترك إهلاكهم {إنهم مغرقون}

٣٨

{ويصنع الفلك} حكاية حال ماضية {وكلما مر عليه ملأ} جماعة {من قومه سخروا منه} استهزؤوا به {قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون} إذا نجونا وغرقتم

٣٩

{فسوف تعلمون من} موصولة مفعول العلم {يأتيه عذابٌ يخزيه ويحل} ينزل {عليه عذاب مقيم}

٤٠

{حتى} غاية للصنع {إذا جاء أمرنا} بإهلاكهم {وفار التنور} للخباز بالماء، وكان ذلك علامة لنوح {قلنا احمل فيها} في السفينة {من كل زوجين} ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما {اثنين} ذكراً وأنثى وهو مفعول وفي القصة أن اللّه حشر لنوح السباع والطير وغيرها، فجعل يضرب بيده في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملها في السفينة {وأهلَكَ} أي زوجته وأولاده {إلا من سبق عليه القول} أي منهم بالإهلاك وهو ولده كنعان وزوجته بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة {ومن آمن وما آمن معه إلا قليل} قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء

٤١

{وقال} نوح {اركبوا فيها بسم اللّه مَجراها ومَرساها} بفتح الميمين وضمهما مصدران، أي جريها ورسوها أي منتهى سيرها {إن ربي لغفور رحيم} حيث لم يهلكنا

٤٢

{وهي تجري بهم في موج كالجبال} في الارتفاع والعظم {ونادى نوح ابنه} كنعان {وكان في معزل} عن السفينة {يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين}

٤٣

{قال سآوي إلى جبل يعصمني} يمنعني {من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه} عذابه {إلا} لكن {من رحم} اللّه فهو المعصوم، قال تعالى {وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}

٤٤

{وقيل يا أرض ابلعي ماءك} الذي نبع منك فشربته دون ما نزل من السماء أنهاراً وبحاراً {ويا سماء أقلعي} أمسكي عن المطر فأمسكت {وغيض} نقص {الماء وقضي الأمر} تم أمر هلاك قوم نوح {واستوت} وقفت السفينة {على الجودي} جبل بالجزيرة بقرب الموصل {وقيل بُعداً} هلاكاً {للقوم الظالمين} الكافرين

٤٥

{ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني} كنعان {من أهلي} وقد وعدتني بنجاتهم {وإن وعدك الحق} الذي لاخلف فيه {وأنت أحكم الحاكمين} أعلمهم وأعدلهم

٤٦

{قال} تعالى {يا نوح إنه ليس من أهلك} الناجين أو من أهل دينك {إنه} أي سؤالك إياي بنجاته {عملٌ غيرُ صالح} فإنه كافر ولا نجاة للكافرين، وفي قرأءة {عَمِلَ} بكسر ميم عمل فعل ونصب {غيرَ} فالضمير لابنه {فلا تسألنِ} بالتشديد والتخفيف {ما ليس لك به علم} من إنجاء ابنك {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} بسؤالك ما لم تعلم

٤٧

{قال رب إني أعوذ بك} من {أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي} ما فرط مني {وترحمني أكن من الخاسرين}

٤٨

{قيل يا نوح اهبط} انزل من السفينة {بسلام} أو بتحية {منا وبركات} خيرات {عليك وعلى أمم ممن معك} في السفينة أي من أولادهم وذريتهم وهم المؤمنون {وأممٌ} بالرفع ممن معك {سنمتعهم} في الدنيا {ثم يمسهم منا عذاب أليم} في الآخرة وهم الكفار

٤٩

{تلك} أي هذه الآيات المتضمنة قصة نوح {من أنباء الغيب} أخبار ما غاب عنك {نوحيها إليك} يا محمد {ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا} القرآن {فاصبر} على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح {إن العاقبة} المحمودة {للمتقين}

٥٠

{و} أرسلنا {إلى عاد أخاهم} من القبيلة {هوداً قال يا قوم اعبدوا اللّه} وحدوه {ما لكم من} زائدة {إله غيره إن} ما {أنتم} في عبادتكم الأوثان {إلا مفترون} كاذبون على اللّه

٥١

{يا قوم لا أسألكم عليه} على التوحيد {أجراً إن} ما {أجري إلا على الذي فطرني} خلقني {أفلا تعقلون}

٥٢

{ويا قوم استغفروا ربكم} من الشرك {ثم توبوا} ارجعوا {إليه} بالطاعة {يرسل السماء} المطر وكانوا قد منعوه {عليكم مدراراً} كثير الدرور {ويزدكم قوة إلى} مع {قوتكم} بالمال والولد {ولا تتولوا مجرمين} مشركين

٥٣

{قالوا يا هود ما جئتنا ببينة} برهان على قولك {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك} أي لقولك {وما نحن لك بمؤمنين}

٥٤

{إن} ما {نقول} في شأنك {إلا اعتراك} أصابك {بعض آلهتنا بسوء} فخبلك لسبك إياها فأنت تهذي {قال إني أشهد اللّه} علي {واشهدوا أني بريء مما تشركون} به

٥٥

{من دونه فكيدوني} احتالوا في هلاكي {جميعاً} أنتم وأوثانكم {ثم لا تنظرون} تمهلون

٥٦

{إني توكلت على اللّه ربي وربكم ما من} زائدة {دابة} نسمة تدب على الأرض {إلا هو آخذ بناصيتها} أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه وخص الناصية بالذكر لأن من أخذ بناصيته يكون في غاية الذل {إن ربي على صراط مستقيم} أي طريق الحق والعدل

٥٧

{فإن تولوا} فيه حذف إحدى التاءين أي تعرضوا {فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً} بإشراككم {إن ربي على كل شيء حفيظ} رقيب

٥٨

{ولما جاء أمرنا} عذابنا {نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة} هداية {منا ونجيناهم من عذاب غليظ} شديد

٥٩

{وتلك عاد} إشارة إلى آثارهم أي فسيحوا في الأرض وانظروا إليها ثم وصف أحوالهم فقال {جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله} جمع لأن من عصى رسولاً جميع الرسل لاشتراكهم في أصل ما جاؤوا به وهو التوحيد {واتبعوا} أي السفلة {أمر كل جبار عنيد} معاند للحق من رؤسائهم

٦٠

{وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة} من الناس {ويوم القيامة} لعنة على رؤوس الخلائق {ألا إن عاداً كفروا} جحدوا {ربهم ألا بعداً} من رحمة اللّه {لعاد قوم هود}

٦١

{و} أرسلنا {إلى ثمود أخاهم} من القبيلة {صالحاً قال يا قوم اعبدوا اللّه} وحِّدوه {ما لكم من إله غيره هو أنشأكم} ابتدأ خلقكم {من الأرض} بخلق أبيكم آدم منها {واستعمركم فيها} جعلكم عماراً تسكنون بها {فاستغفروه} من الشرك {ثم توبوا} ارجعوا {إليه} بالطاعة {إن ربي قريب} من خلقه بعلمه {مجيب} لمن سأله

٦٢

{قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً} نرجو أن تكون سيداً {قبل هذا} الذي صدر منك {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} من الأوثان {وإننا لفي شك مما تدعونا إليه} من التوحيد {مريب} موقع في الريب

٦٣

{قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة} بيان {من ربي وآتاني منه رحمة} نبوة {فمن ينصرني} يمنعني {من اللّه} أي عذابه {إن عصيته فما تزيدونني} بأمركم لي بذلك {غير تخسير} تضليل

٦٤

{ويا قوم هذه ناقة اللّه لكم آية} حال عامله الإشارة {فذروها تأكل في أرض اللّه ولا تمسوها بسوء} عقر {فيأخذكم عذاب قريب} إن عقرتموها

٦٥

{فعقروها} عقرها قُدار بأمرهم {فقال} صالح {تمتعوا} عيشوا {في داركم ثلاثة أيام} ثم تهلكون {ذلك وعد غير مكذوب} فيه

٦٦

{فلما جاء أمرنا} بإهلاكهم {نجينا صالحاً والذين آمنوا معه} وهم أربعة آلاف {برحمة منا} ونجيناهم {ومن خزي يومئذ} بكسر الميم إعرابا وفتحها بناء لإضافته إلى مبني وهو الأكثر {إن ربك هو القوي العزيز} الغالب

٦٧

{وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين} باركين على الركب ميتين

٦٨

{كأن} مخففة واسمها محذوف أي كأنهم {لم يغنوا} يقيموا {فيها} في دارهم {ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود} بالصرف وتركه على معنى الحي والقبيلة

٦٩

{ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} بإسحاق ويعقوب بعده {قالوا سلاماً} مصدر {قال سلام} عليكم {فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} مشوي

٧٠

{فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم} بمعنى أنكرهم {وأوجس} أضمر في نفسه {منهم خيفة} خوفاً {قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط} لنهلكهم

٧١

{وامرأته} أي امرأة إبراهيم سارة {قائمة} تخدمهم {فضحكت} استبشاراً بهلاكهم {فبشرناها بإسحاق ومن وراء} بعد {إسحاق يعقوب} ولده تعيش إلى أن تراه

٧٢

{قالت يا ويلتى} كلمة تقال عند أمر عظيم، والألف مبدلة من ياء الإضافة {أألد وأنا عجوز} لي تسع وتسعون سنة {وهذا بعلي شيخاً} له مائة أو وعشرون سنة ونصبه على الحال والعامل فيه ما في ذا من الإشارة {إن هذا لشيء عجيب} أن يولد ولد لهرِمَين

٧٣

{قالوا أتعجبين من أمر اللّه} قدرته {رحمة اللّه وبركاته عليكم} يا {أهل البيت} بيت إبراهيم {إنه حميد} محمود {مجيد} كريم

٧٤

{فلما ذهب عن إبراهيم الروع} الخوف {وجاءته البشرى} بالولد أخذ {يجادلنا} يجادل رسلنا {في} شأن {قوم لوط}

٧٥

{إن إبراهيم لحليم} كثير الأناة {أواه منيب} رجاع، فقال لهم: أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن ؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن ؟ قالوا: لا، قال، أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا ؟ قالوا: لا قال: أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمنا ؟ قالوا: لا، قال: أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد ؟ قالوا: لا، قال: إن فيها لوطا، قالوا: نحن أعلم بمن فيها الخ

٧٦

فلما أطال مجادلتهم قالوا {يا إبراهيم أعرض عن هذا} الجدال {إنه قد جاء أمر ربك} بهلاكهم {وإنهم آتيهم عذاب غير مردود}

٧٧

{ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم} حزن بسببهم {وضاق بهم ذرعاً} صدراً لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه {وقال هذا يوم عصيب} شديد

٧٨

{وجاءه قومه} لما علموا بهم {يهرعون} يسرعون {إليه ومن قبل} قبل مجيئهم {كانوا يعملون السيئات} وهي إتيان الرجال {قال} لوط {يا قوم هؤلاء بناتي} فتزوجوهن {هن أطهر لكم فاتقوا اللّه ولا تخزون} تفضحون {في ضيفي} أضيافي {أليس منكم رجل رشيد} يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

٧٩

{قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق} حاجة {وإنك لتعلم ما نريد} إتيان الرجال

٨٠

{قال لو أن لي بكم قوة} طاقة {أو آوي إلى ركن شديد} عشيرة تنصرني لبطشت بكم، فلما رأت الملائكة ذلك

٨١

{قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} بسوء {فأَسْرِ بأهلك بقطْع} طائفة {من الليل ولا يلتفت منكم أحد} لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم {إلا امرأتُك} بالرفع بدل من أحد، وفي قرأءة بالنصب استثناء من الأهل أي فلا تسر بها {إنه مصيبها ما أصابهم} فقيل لم يخرج بها وقيل خرجت والتفتت فقالت واقوماه فجاءها حجر فقتلها وسألهم عن وقت هلاكهم فقالوا {إن موعدهم الصبح} فقال: أريد أعجل من ذلك قالوا {أليس الصبح بقريب}

٨٢

{فلما جاء أمرنا} بإهلاكهم {جعلنا عاليها} أي قراهم {سافلها} أي بأن رفعها حبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض {وأمطرنا عليها حجارة من سجيل} طين طبخ بالنار {منضود} متتابع

٨٣

{مسوَّمة} معلَّمة عليها اسم من يرمى بها {عند ربك} ظرف لها {وما هي} الحجارة أو بلادهم {من الظالمين} أي أهل مكة {ببعيد}

٨٤

{و} أرسلنا {إلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا اللّه} وحدوه {ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير} نعمة تغنيكم عن التطفيف {وإني أخاف عليكم} إن لم تؤمنوا {عذاب يوم محيط} بكم يهلككم، ووصف اليوم به مجاز لوقوعه فيه

٨٥

{ويا قوم أوفوا المكيال والميزان} أتموها {بالقسط} بالعدل {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} لا تنقصوهم من حقهم شيئا {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} بالقتل وغيره من عثى بكسر المثلثة أفسد ومفسدين حال مؤكدة لمعنى عاملها تعثوا

٨٦

{بقيَّت اللّه} رزقه الباقي لكم بعد إيفاء الكيل والوزن {خير لكم} من البخس {إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ} رقيب أجازيكم بأعمالكم إنما بعثت نذيراً

٨٧

{قالوا} له استهزاء {يا شعيب أصلاتك تأمرك} بتكليف {أن نترك ما يعبد آباؤنا} من الأصنام {أو} نترك {أن نفعل في أموالنا ما نشاء} المعنى هذا أمر باطل لا يدعو إليه داع بخير {إنك لأنت الحليم الرشيد} قالوا ذلك استهزاء

٨٨

{قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا} حلالا أفأشوبه بالحرام من البخس والتطفيف {وما أريد أن أخالفكم} وأذهب {إلى ما أنهاكم عنه} فأرتكبه {إن} ما {أريد إلا الإصلاح} لكم بالعدل {ما استطعت وما توفيقي} قدرتي على ذلك وغيره من الطاعات {إلا باللّه عليه توكلت وإليه أنيب} أرجع

٨٩

{ويا قوم لا يجرمنكم} يكسبنكم {شقاقي} خلافي فاعل يجرم والضمير مفعول أول، والثاني {أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح} من العذاب {وما قوم لوط} أي منازلهم أو زمن هلاكهم {منكم ببعيد} فاعتبروا

٩٠

{واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم} بالمؤمنين {ودود} محب لهم

٩١

{قالوا} إيذاناً بقلة المبالاة {يا شعيب ما نفقه} نفهم {كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً} ذليلاً {ولولا رهطك} عشيرتك {لرجمناك} بالحجارة {وما أنت علينا بعزيز} كريم عن الرجم وإنما رهطك هم الأعزة

٩٢

{قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من اللّه} فتتركوا قتلي لأجلهم ولا تحفظوني للّه {واتخذتموه} أي اللّه {وراءكم ظهرياً} منبوذاً خلف ظهوركم لا تراقبونه {إن ربي بما تعملون محيط} علماً فيجازيكم

٩٣

{ويا قوم اعملوا على مكانتكم} حالتكم {إني عامل} على حالتي {سوف تعلمون من} موصولة مفعول العلم {يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا} انتظروا عاقبة أمركم {إني معكم رقيب} منتظر

٩٤

{ولما جاء أمرنا} بإهلاكهم {نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة} صاح بهم جبريل {فأصبحوا في ديارهم جاثمين} باركين على الركب ميتين

٩٥

{كأنْ} مخففة أي كأنهم {لم يغنوا} يقيموا {فيها ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود}

٩٦

{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين} برهان ظاهر

٩٧

{إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد} سديد

٩٨

{يقدم} يتقدم {قومه يوم القيامة} فيتبعونه كما اتبعوه في الدنيا {فأوردهم} أدخلهم {النار وبئس الورد المورود} هي

٩٩

{وأتبعوا في هذه} أي الدنيا {لعنة ويوم القيامة} لعنة {بئس الرفد} العون {المرفود} رفدهم

١٠٠

{ذلك} المذكور مبتدأ خبره {من أنباء القرى نقصه عليك} يا محمد {منها} أي القرى {قائم} هلك أهله دونه ومنها {وحصيد} هلك بأهله فلا أثر له كالزرع المحصود بالمناجل

١٠١

{وما ظلمناهم} بإهلاكهم بغير ذنب {ولكن ظلموا أنفسهم} بالشرك {فما أغنت} دفعت {عنهم آلهتهم التي يدعون} يعبدون {من دون اللّه} أي غيره {من} زائدة {شيء لما جاء أمر ربك} عذابه {وما زادوهم} بعبادتهم لها {غير تتبيب} تخسير

١٠٢

{وكذلك} مَثَلُ ذلك الأخذ {أخذ ربك إذا أخذ القرى} أريد أهلها {وهي ظالمة} بالذنوب أي فلا يغني عنهم من أخذه شيء {إن أخذه أليم شديد} روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إن اللّه ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {وكذلك أخذ ربك} الآية

١٠٣

{إن في ذلك} المذكور من القصص {لآية} لعبرة {لمن خاف عذاب الآخرة ذلك} أي يوم القيامة {يوم مجموع له} فيه {الناس وذلك يوم مشهود} يشهده جميع الخلائق

١٠٤

{وما نؤخره إلا لأجل معدود} لوقت معلوم عند اللّه

١٠٥

{يوم يأت} ذلك اليوم {لا تَكَلَّمُ} فيه حذف إحدى التاءين {نفس إلا بإذنه} تعالى {فمنهم} أي الخلق {شقي} ومنهم {وسعيد} كتب كل في الأزل

١٠٦

{فأما الذين شقوا} في علمه تعالى {ففي النار لهم فيها زفير} صوت شديد {وشهيق} صوت ضعيف

١٠٧

{خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض} أي مدة دوامهما في الدنيا {إلا} غير {ما شاء ربك} من الزيادة على مدتهما مما لا منتهى له والمعنى خالدين فيها أبداً {إن ربك فعال لما يريد}

١٠٨

{وأما الذين سعدوا} بفتح السين وضمها {ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا} غير {ما شاء ربك} كما تقدم، ودل عليه فيهم قوله {عطاء غير مجذوذ} مقطوع، وما تقدم من التأويل هو الذي ظهر وهو خال من التكلف واللّه أعلم بمراده

١٠٩

{فلا تك} يا محمد {في مرية} شك {مما يعبد هؤلاء} من الأصنام إنا نعذبهم كما عذبنا من قبلهم، وهذا تسلية للنبي صلى اللّه عليه وسلم {ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم} أي كعبادتهم {من قبل} وقد عذبناهم {وإنا لموفوهم} مثلهم {نصيبهم} حظهم من العذاب {غير منقوص} أي تاماً

١١٠

{ولقد آتينا موسى الكتاب} التوراة {فاختلف فيه} بالتصديق والتكذيب كالقرآن {ولولا كلمة سبقت من ربك} بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة {لقضي بينهم} في الدنيا فيما اختلفوا {وإنهم} أي المكذبون به {لفي شك منه مريب} موقع في الريبة

١١١

{وإنْ} بالتخفيف والتشديد {كلا} أي كل الخلائق {لمَا} ما زائدة واللام موطئة لقسم مقدر أو فارقة، وفي قرأءة بتشديد لمَّا بمعنى إلا فإن نافية {ليوفينهم ربك أعمالهم} أي جزاءها {إنه بما يعملون خبير} عالم ببواطنه كظواهره

١١٢

{فاستقم} على العمل بأمر ربك والدعاء إليه {كما أمرت} وليستقم {ومن تاب} آمن {معك ولا تطغوا} تجاوزوا حدود اللّه {إنه بما تعملون بصير} فيجازيكم

١١٣

{ولا تركنوا} تميلوا {إلى الذين ظلموا} بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم {فتمسكم} تصيبكم {النار وما لكم من دون اللّه} أي غيره {من} زائدة {أولياء} يحفظونكم منه {ثم لا تنصرون} تمنعون من عذابه

١١٤

{وأقم الصلاة طرفي النهار} الغداة والعشي أي: الصبح والظهر والعصر {وزلفاً} جمع زلفة أي طائفة {من الليل} المغرب والعشاء {إن الحسنات} كالصلوات الخمس {يذهبن السيئات} الذنوب الصغائر، نزلت فيمن قبَّل أجنبية فأخبره النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم فقال أَلِيَ هذا ؟ فقال: {لجميع أمتي كلهم} رواه الشيخان {ذلك ذكرى للذاكرين} عظة للمتعظين

١١٥

{واصبر} يا محمد على أذى قومك أو على الصلاة {فإن اللّه لا يضيع أجر المحسنين} بالصبر على الطاعة

١١٦

{فلولا} فهلا {كان من القرون} الأمم الماضية {من قبلكم أولوا بقية} أصحاب دين وفضل {ينهون عن الفساد في الأرض} المراد به النفي أي ما كان فيهم ذلك {إلا} لكن {قليلا ممن أنجينا منهم} نهوا فنجوا ومن للبيان {واتبع الذين ظلموا} بالفساد وترك النهي {ما أترفوا} نعموا {فيه وكانوا مجرمين}

١١٧

{وما كان ربك ليهلك القرى بظلم} منه لها {وأهلها مصلحون} مؤمنون

١١٨

{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} أهل دين واحد {ولا يزالون مختلفين} في الدين

١١٩

{إلا من رحم ربك} أراد لهم الخير فلا يختلفون فيه {ولذلك خلقهم} أي أهل الاختلاف له وأهل الرحمة لها {وتمت كلمة ربك} وهي {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}

١٢٠

{وكلاً} نُصِب بنقصُّ وتنوينه عوض عن المضاف إليه أي كل ما يحتاج إليه {نقص عليك من أنباء الرسل ما} بدل من كلا {نثبت} نطمن {به فؤادك} قلبك {وجاءك في هذه} الأنباء أو الآيات {الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكفار

١٢١

{وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم} حالتكم {إنا عاملون} على حالتنا تهديد لهم

١٢٢

{وانتظروا} عاقبة أمركم {إنا منتظرون} ذلك

١٢٣

{وللّه غيب السماوات والأرض} أي علم ما غاب فيهما {وإليه يرجع} بالبناء للفاعل يعود، وللمفعول يرد {الأمر كله} فينتقم ممن عصى {فاعبده} وحده {وتوكل عليه} ثق به فإنه كافيك {وما ربك بغافل عما تعملون} وإنما يؤخرهم لوقتهم، وفي قرأءة بالفوقانية

﴿ ٠