سورة العنكبوت١{الم} اللّه أعلم بمراده بذلك ٢{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا} أي بقولهم {آمنا وهم لا يفتنون} يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم نزل في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون ٣{ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن اللّه الذين صدقوا} في إيمانهم علم مشاهدة {وليعلمن الكاذبين} فيه ٤{أم حسب الذين يعملون السيئات} الشرك والمعاصي {أن يسبقونا} يفوتونا فلا تنتقم منهم {ساء} بئس {ما} الذي {يحكمون} ـه حكمهم هذا ٥{من كان يرجوا} يخاف {لقاء اللّه فإن أجل اللّه} به {لآت} فليستعد له {وهو السميع} لأقوال العباد {العليم} بألإعالهم ٦{ومن جاهد} جهاد حرب أو نفس {فإنما يجاهد لنفسه} فإن منفعة جهاده له لا للّه {إن اللّه لغني عن العالمين} الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم ٧{والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم} بعمل الصالحات {ولنجزينهم أحسن} بمعنى حسن ونصبه بنزع الخافض الباء {الذي كانوا يعملون} وهو الصالحات ٨{ووصينا الإنسان بوالديه حسنا} أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما {وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به} بإشراكه {علم} موافقة للواقع فلا مفهوم له {فلا تطعهما} في الاشراك {إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون} فاجازيكم ٩{والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين} الأنبياء والأولياء بأن نحشرهم معهم ١٠{ومن الناس من يقول آمنا باللّه فإذا أوذي في اللّه جعل فتنة الناس} أي أذاهم له {كعذاب اللّه} في الخوف منه فيطيعهم فينافق {ولئن} لام قسم {جاء نصر} للمؤمنين {من ربك} فغنموا {ليقولن} حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين {إنا كنا معكم} في الإيمان فأشركونا في الغنيمة قال تعالى {أو ليس اللّه بأعلم} أي بعالم {بما في صدور العالمين} قلوبهم من الإيمان والنفاق بلى ١١{وليعلمن اللّه الذين آمنوا} بقلوبهم {وليعلمن المنافقين} فيجازي الفريقين واللام في الفعلين لام قسم ١٢{وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا} ديننا {ولنحمل خطاياكم} في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر قال تعالى {وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون} في ذلك ١٣{وليحملن أثقالهم} أوزارهم {وأثقالا مع أثقالهم} بقولهم للمؤمنين اتبعوا سبيلنا وإضلالهم مقلديهم {وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون} يكذبون على اللّه سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع ١٤{ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه} وعمره أربعون سنة أو أكثر {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما} بدعوهم إلى توحيد اللّه فكذبوه {فأخذهم الطوفان} الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا {وهم ظالمون} مشركون ١٥{فأنجيناه} نوحا {وأصحاب السفينة} الذين كانوا معه فيها {وجعلناها آية} عبرة {للعالمين} لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس ١٦واذكر {وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا اللّه واتقوه} خافوا عقابه {ذلكم خير لكم} مما أنتم عليه من عبادة الأصنام {إن كنتم تعلمون} الخير من غيره ١٧{إنما تعبدون من دون اللّه} أي غيره {أوثانا وتخلقون إفكا} تقولون كذبا إن الأوثان شركاء اللّه {إن الذين تعبدون من دون اللّه لا يملكون لكم رزقا} لا يقدرون أن يرزقوكم {فابتغوا عند اللّه الرزق} اطلبوه منه {واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون} ١٨{وإن تكذبوا} أي تكذبوني يا أهل مكة {فقد كذب أمم من قبلكم} من قبلي {وما على الرسول إلا البلاغ المبين} إلا البلاغ البين في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى اللّه عليه وسلم وقال تعالى في قومه ١٩{أولم يروا كيف} بالياء والتاء ينظروا {يبديء اللّه الخلق ثم} هو بضم أوله وقرىء بفتحه من بدأ وأبدا بمعنى أي يخلقهم ابتداء {يعيده} هو {إن} الخلق كما بدأهم {ذلك على} المذكور من الخلق الأول والثاني {اللّه يسير قل} فكيف ينكرون الثاني ٢٠{قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} لمن كان قبلكم وأماتهم {ثم اللّه ينشئ النشأة الآخرة} مدا وقصرا مع سكون الشين {إن اللّه على كل شيء قدير} ومنه البدء والإعادة ٢١{يعذب من يشاء} تعذيبه {ويرحم من يشاء} رحمته {وإليه تقلبون} تردون ٢٢{وما أنتم بمعجزين} ربكم عن إدراككم {في الأرض ولا في السماء} لو كنتم فيها أي لاتفوتونه {وما لكم من دون اللّه} غيره {من ولي} يمنعكم منه {ولا نصير} ينصركم من عذابه ٢٣{والذين كفروا بآيات اللّه ولقائه} أي القرآن والبعث {أولئك يئسوا من رحمتي} جنتي {وأولئك لهم عذاب أليم} مؤلم ٢٤قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه اللّه من النار} التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما {إن في ذلك} إنجائه منها {لآيات} هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير {لقوم يؤمنون} يصدقون بتوحيد اللّه وقدرته لأنهم المنتفعون بها ٢٥{وقال} إبراهيم {إنما اتخذتم من دون اللّه أوثانا} تعبدونها وما مصدرية {مودة بينكم} خبر إن وعلى قرأءة النصب مفعول له وما كافة المعنى تواددتم على عبادتها {في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض} يتبرأ القادة من الأتباع {ويلعن بعضكم بعضا} يلعن الأتباع القادة {ومأواكم} مصيركم جميعا {النار وما لكم من ناصرين} منها ٢٦{فآمن له} صدق بإبراهيم {لوط} وهو ابن أخيه هاران {وقال} إبراهيم {إني مهاجر} من قومي {إلى ربي} حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام {إنه هو العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه ٢٧{ووهبنا له} بعد إسماعيل {إسحاق ويعقوب} بعد إسحق {وجعلنا في ذريته النبوة} فكل الأنبياء بعد إبراهيم من ذريته {والكتاب} بمعنى الكتب أي التوراة والانجيل والزبور والفرقان {وآتيناه أجره في الدنيا} وهو الثناء الحسن في كل أهل الأديان {وإنه في الآخرة لمن الصالحين} الذين لهم الدرجات العلى ٢٨واذكر {ولوطا إذ قال لقومه إنكم} بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين {لتأتون الفاحشة} أدبار الرجال {ما سبقكم بها من أحد من العالمين} الإنس والجن ٢٩{أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل} طريق المارة بفعلكم تافاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر بكم {وتأتون في ناديكم} متحدثكم {المنكر} فعل الفاحشة بعضكم ببعض {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصادقين} في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه ٣٠{قال رب انصرني} بتحقيق قولي في إنزال العذاب {على القوم المفسدين} العاصين بإتيان الرجال فاستجاب اللّه دعاءه ٣١{ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} بإسحاق ويعقوب بعده {قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية} قرية لوط {إن أهلها كانوا ظالمين} كافرين ٣٢{قال} إبراهيم {إن فيها لوطا قالوا} الرسل {نحن أعلم بمن فيها لننجينه} بالتخفيف والتشديد {وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين} الباقين في العذاب ٣٣{ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} حزن بسببهم {وضاق بهم ذرعا} لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه {وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك} بالتشديد والتخفيف {وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين} ونصب أهلك عطف على محل الكاف ٣٤{إنا منزلون} بالتخفيف والتشديد {على أهل هذه القرية رجزا} عذابا {من السماء بما} بالفعل الذي {كانوا يفسقون} به أي بسبب فسقهم ٣٥{ولقد تركنا منها آية بينة} ظاهرة هي آثار خرابها {لقوم يعقلون} يتدبرون ٣٦أرسلنا {وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا اللّه وارجوا اليوم الآخر} اخشوه هو يوم القيامة {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد ٣٧{فكذبوه فأخذتهم الرجفة} الزلزاة الشديدة {فأصبحوا في دارهم جاثمين} باركين على الركب ميتين ٣٨أهلكنا {وعادا وثمود} بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة {وقد تبين لكم} إهلاكهم {من مساكنهم} بالحجر واليمن {وزين لهم الشيطان أعمالهم} من الكفر والمعاصي {فصدهم عن السبيل} سبيل الحق {وكانوا مستبصرين} ذوي بصائر ٣٩أهلكنا {وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم} من قبل {موسى بالبينات} الحجج الظاهرات {فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين} فائتين عذابنا ٤٠{فكلا} من المذكورين {أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا} ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم لوط {ومنهم من أخذته الصيحة} كثمود {ومنهم من خسفنا به الأرض} كقارون {ومنهم من أغرقنا} كقوم نوح وفرعون وقومه {وما كان اللّه ليظلمهم} ليعذبهم بغير ذنب {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} بارتكاب الذنب ٤١{مثل الذين اتخذوا من دون اللّه أولياء} أصناما يرجون نفعها {كمثل العنكبوت اتخذت بيتا} لنفسها تأوي إليه {وإن أوهن} أضعف {البيوت لبيت العنكبوت} لا يدفع عنها حرا ولا بردا كذلك الأصنام لا تنفع عابديها {لو كانوا يعلمون} ذلك ما عبدوها ٤٢{إن اللّه يعلم ما} بمعنى الذي {يدعون} يعبدون بالياء والتاء {من دونه} غيره {من شيء وهو العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه ٤٣{وتلك الأمثال} في القرآن {نضربها} نجعلها {للناس وما يعقلها} يفهمها {إلا العالمون} المتدبرون ٤٤{خلق اللّه السماوات والأرض بالحق} محقا {إن في ذلك لآية} دلالة على قدرته تعالى {للمؤمنين} خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين ٤٥{اتل ما أوحي إليك من الكتاب} القرآن {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} شرعا أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها {ولذكر اللّه أكبر} من غيره من الطاعات {واللّه يعلم ما تصنعون} فيجازيكم به ٤٦{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي} أي المجادلة التي {هي أحسن} كالدعاء إلى اللّه بآياته والتنبيه على حججه {إلا الذين ظلموا منهم} بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية {وقولوا} لمن قبل الاقرار بالجزية إذا أخبروكم بشيء مما في كتبهم {آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم} ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك {وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} مطيعون ٤٧{وكذلك أنزلنا إليك الكتاب} القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها {فالذين آتيناهم الكتاب} التوراة كعبد اللّه ابن سلام وغيره {يؤمنون به} بالقرآن {ومن هؤلاء} أهل مكة {من يؤمن به وما يجحد بآياتنا} بعد ظهورها {إلا الكافرون} اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي محق وجحدوا ذلك ٤٨{وما كنت تتلوا من قبله} القرآن {من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا} أي لو كنت قارئا كاتبا {لارتاب} شك {المبطلون} اليهود فيك وقالوا الذي في التوراة إنه امي لا يقرأ ولا يكتب ٤٩{بل هو} أي القرآن الذي جئت به {آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} أي المؤمنون يحفظونه {وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون} أي اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم ٥٠{وقالوا} أي كفار مكة {لولا} هلا {أنزل عليه} أي محمد {آيات من ربه} وفي قرأءة آية كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى {قل} لهم {إنما الآيات عند اللّه} ينزلها كيف يشاء {وإنما أنا نذير مبين} مظهر إنذاري بالنار أهل المعصية ٥١{أولم يكفهم أنا} فيما طلبوا {أنزلنا عليك الكتاب يتلى} القرآن {عليهم إن} فهو آية مستمرة لا انقضاء لها بخلاف ما ذكر من الآيات {في ذلك لرحمة} الكتاب {وذكرى لقوم} عظة {يؤمنون قل} ٥٢{قل كفى باللّه بيني وبينكم شهيدا} بصدقي {يعلم ما في السماوات والأرض} ومنه حالي وحالكم {والذين آمنوا بالباطل} وهو ما يعبد من دون اللّه {وكفروا باللّه} منكم {أولئك هم الخاسرون} في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان ٥٣{ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى} له {لجاءهم العذاب} عاجلا {وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون} بوقت إتيانه ٥٤{يستعجلونك بالعذاب} في الدنيا {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} ٥٥{يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول} فيه بالنون نأمر بالقول وبالياء يقول الموكل بالعذاب {ذوقوا ما كنتم تعملون} أي جزاءه فلا تفوتونا ٥٦{يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون} في أرض تيسرت فيها العبادة بأن تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها ونزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الإسلام بها ٥٧{كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون} بالتاء والياء بعد البعث ٥٨{والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم} ننزلهم وفي قرأءة بالمثلثة بعد النون من الثواء الإقامة وتعديته إلى غرف بحذف من {من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين} مقدرين الخلود {فيها نعم أجر العاملين} هذا الأجر ٥٩هم {الذين صبروا} على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين {وعلى ربهم يتوكلون} فيرزقهم من حيث لا يحتسبون ٦٠{وكأين} كم {من دابة لا تحمل رزقها} لضعفها {اللّه يرزقها وإياكم} أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة {وهو السميع} لأقوالكم {العليم} بضمائركم ٦١{ولئن} لام قسم {سألتهم} أي الكفار {من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن اللّه فأنى يؤفكون} يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك ٦٢{اللّه يبسط الرزق} يوسعه {لمن يشاء من عباده} امتحانا {ويقدر} يضيق {له} بعد البسط لمن يشاء ابتلاءه {إن اللّه بكل شيء عليم} ومنه محل البسط والضيق ٦٣{ولئن} لام قسم {سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن اللّه} فكيف يشركون به {قل} لهم {الحمد للّه} على ثبوت الحجة عليكم {بل أكثرهم لا يعقلون} تناقضهم في ذلك ٦٤{وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب} وأما القرب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} بمعنى الحياة {لو كانوا يعلمون} ذلك ما آثروا الدنيا عليها ٦٥{فإذا ركبوا في الفلك دعوا اللّه مخلصين له الدين} الدعاء أي لا يدعون معه غيره لأنهم في شدة لا يكشفها إلا هو {فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} به ٦٦{ليكفروا بما آتيناهم} من النعمة {وليتمتعوا} باجتماعهم على عبادة الأصنام وفي قرأءة بسكون اللام أمر تهديد {فسوف يعلمون} عاقبة ذلك ٦٧ {أولم يروا أنا} يعلموا {جعلنا حرما} بلدهم مكة {آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل} قتلا وسببا دونهم {يؤمنون} الصنم {وبنعمة اللّه يكفرون ومن} بإشراكهم ٦٨{ومن} لا أحد {أظلم ممن افترى على اللّه كذبا} بأن أشرك به {أو كذب بالحق} النبي أو الكتاب {لما جاءه أليس في جهنم مثوى} مأوى {للكافرين} أي فيها وهم منهم ٦٩{والذين جاهدوا فينا} في حقنا {لنهدينهم سبلنا} طريق السير إلينا {وإن اللّه لمع المحسنين} المؤمنين بالنصر والعون |
﴿ ٠ ﴾