سورة الصافات١{والصافات صفا} الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به ٢ {فالزاجرات زجرا} الملائكة تزجر السحاب تسوقه ٣ {فالتاليات} أي قراء القرآن يتلونه {ذكرا} مصدر من معاني التاليات ٤ {إن إلهكم} يا أهل مكة {لواحد} ٥ {رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق} أي والمغارب للشمس لها كل يوم مشرق ومغرب ٦ {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} بضوئها أو بها والإضافة للبيان كقرأءة تنوين زينة المبينة بالكواكب ٧ {وحفظا} منصوب بفعل مقدر أي حفظناها بالشهب {من كل} متعلق بالمقدر {شيطان مارد} عات خارج عن الطاعة ٨ {لا يسمعون} أي الشياطين مستأنف وسماعهم هو في المعنى المحفوظ عنه {إلى الملأ الأعلى} الملائكة في السماء وعدي السماع بإلى لتضمنه معنى الإصغاء وفي قرأءة بتشديد الميم والسين أصله يتسمعون ادغمت التاء في السين {ويقذفون} الشياطين بالشهب {من كل جانب} من آفاق السماء ٩ {دحورا} مصدر دحره أي طرده وأبعده وهو مفعول له {ولهم} في الآخرة {عذاب واصب} دائم ١٠ {إلا من خطف الخطفة} مصدر أي المرة والاستثناء من ضمير يسمعون أي لا يسمع إلا الشيطان الذي سمع الكلمة من الملائكة فأخذها بسرعة {فأتبعه شهاب} كوكب مضيء {ثاقب} يثقبه أو يحرقه أو يخبله ١١ {فاستفتهم} استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا {أهم أشد خلقا أم من خلقنا} من الملائكة والسموات والأرضين وما فيهما وفب الإتيان بمن تغليب العقلاء {إنا خلقناهم} أي اصلهم آدم {من طين لازب} لازم يلصق باليد المعنى أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هلاكهم اليسير ١٢ {بل} للانتقال من غرض إلى آخر وهو الإخبار بحاله وبحالهم {عجبت} بفتح التاء خطابا للنبي صلى اللّه عليه وسلم من تكذيبهم إياك وهم {ويسخرون} من تعجبك ١٣ {وإذا ذكروا} وعظوا بالقرآن {لا يذكرون} لا يتعظون ١٤ {وإذا رأوا آية} كانشقاق القمر {يستسخرون} يستهزئون بها ١٥ {وقالوا} فيها {إن} ما {هذا إلا سحر مبين} بين وقالوا منكرين للبعث ١٦ {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون} في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ١٧ {أو آباؤنا الأولون} بسكون الواو عطفا بأو وبفتحها والهمزة للاستفهام والعطف بالواو والمعطوف عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون والفاصل همزة استفهام ١٨ {قل نعم} تبعثون {وأنتم داخرون} صاغرون ١٩ {فإنما هي} ضمير مبهم يفسره {زجرة} صيحة {واحدة فإذا هم} الخلائق أحياء {ينظرون} ما يفعل بهم ٢٠ {وقالوا} الكفار {يا} للتنبيه {ويلنا} هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه وتقول لهم الملائكة {هذا يوم الدين} يوم الحساب والجزاء ٢١ {هذا يوم الفصل} بين الخلائق {الذي كنتم به تكذبون} ويقال للملائكة ٢٢ {احشروا الذين ظلموا} أنفسهم بالشرك {وأزواجهم} قرناءهم من الشياطين {وما كانوا يعبدون} ٢٣ {من دون اللّه} غير اللّه الأوثان {فاهدوهم} دلوهم وسوقوهم {إلى صراط الجحيم} طريق النار ٢٤ {وقفوهم} احبسوهم عند الصراط {إنهم مسؤولون} عن جميع أقوالهم وأفعالهم ويقال لهم توبيخا ٢٥ {ما لكم لا تناصرون} لا ينصر بعضكم بعضا كحالهم في الدنيا ويقال لهم ٢٦ {بل هم اليوم مستسلمون} منقادون أذلاء ٢٧ {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} يتلاومون ويتخاصمون ٢٨ {قالوا} الأتباع منهم للمتبوعين {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} عن الجهة التي كنا نأمنكم منها لحلفكم أنكم على الحق فصدقناكم واتبعناكم المعنى أنكم أضللتمونا ٢٩ {قالوا} المتبعون لهم {بل لم تكونوا مؤمنين} وإنما يصدق الإضلال منا أن لوكنتم مؤمنين فرجعتم عن الإيمان إلينا ٣٠ {وما كان لنا عليكم من سلطان} قوة وقدرة نقهركم على متابعتنا {بل كنتم قوما طاغين} ضالين مثلنا ٣١ {فحق} وجب {علينا} جميعا {قول ربنا} بالعذاب أي قوله لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين {إنا} جميعا {لذائقون} العذاب بذلك القول ونشأ عنه قولهم ٣٢ {فأغويناكم} المعلل بقوله {إنا كنا غاوين} ٣٣ {فإنهم يومئذ} يوم القيامة {في العذاب مشتركون} لاشتراكهم في الغواية ٣٤ {إنا كذلك} كما نفعل بهؤلاء {نفعل بالمجرمين} غير هؤلاء أي نعذبهم التابع منهم والمتبوع ٣٥ {إنهم} أي هؤلاء بقرينة ما بعده {كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون} ٣٦ {ويقولون أئنا} في همزتيه ما تقدم {لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} أي لأجل محمد قال تعالى ٣٧ {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} الجائين به وهو أن لا إله إلا اللّه ٣٨ {إنكم} فيه التفات {لذائقوا العذاب الأليم} ٣٩ {وما تجزون إلا} جزاء {ما كنتم تعملون} ٤٠ {إلا عباد اللّه المخلصين} المؤمنين استثناء منقطع ذكر جزاؤهم في قوله ٤١ {أولئك لهم} في الجنة {رزق معلوم} بكرة وعشيا ٤٢ {فواكه} بدل أو بيان للرزق وهو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة لأن أهل الجنة مستغنون عن حفطها بخلق أجسامهم للأبد {وهم مكرمون} بثواب اللّه سبحانه وتعالى ٤٣ {في جنات النعيم} ٤٤ {على سرر متقابلين} لا يرى بعضهم قفا بعض ٤٥ {يطاف عليهم} على كل منهم {بكأس} هو الإناء بشرابه {من معين} من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء ٤٦ {بيضاء} أشد بياضا من اللبن {لذة} لذيذة {للشاربين} بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب ٤٧ {لا فيها غول} ما يغتال عقولهم {ولا هم عنها ينزفون} بفتح الزاي وكسرها من نزف الشارب وأنزف أي يسكرون بخلاف خمر الدنيا ٤٨ {وعندهم قاصرات الطرف} حابسات الأعين على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم لحسنهم عندهن {عين} ضخام الأعين حسانها ٤٩ {كأنهن} في اللون الأبيض {بيض} للنعام {مكنون} مستور بريشه لا يصل إليه غبار ولونه وهو البياض في صفرة أحسن ألأوان النساء ٥٠ {فأقبل بعضهم} بعض أهل الجنة {على بعض يتساءلون} عما مر في الدنيا ٥١ {قال قائل منهم إني كان لي قرين} صاحب ينكر البعث ٥٢ {يقول} لي تبكيتا {أئنك لمن المصدقين} بالبعث ٥٣ {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا} في الهمزتين في الثلاثة مواضع ما تقدم {لمدينون} مجزيون ومحاسبون أنكر ذلك أيضا ٥٤ {قال} ذلك القائل لإخوانه {هل أنتم مطلعون} معب إلى النار لننظر حاله فيقولون لا ٥٥ {فاطلع} ذلك القائل من بعض كوى الجنة {فرآه} أي رأى قرينه {في سواء الجحيم} في وسط النار ٥٦ {قال} له شماتة {تاللّه إن} إن مخففة من الثقيلة {كدت} قاربت {لتردين} لتهلكني بإغوائك ٥٧ {ولولا نعمة ربي} علي بالإيمان {لكنت من المحضرين} معك في النار وتقول أهل الجنة ٥٨ {أفما نحن بميتين} ٥٩ {إلا موتتنا الأولى} التي في الدنيا {وما نحن بمعذبين} هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة اللّه تعالى من تأييد الحياة وعدم التعذيب ٦٠ {إن هذا} الذي ذكرت لأهل الجنة {لهو الفوز العظيم} ٦١ {لمثل هذا فليعمل العاملون} قيل يقال لهم ذلك وقيل هم يقولونه ٦٢ {أذلك} المذكور لهم {خير نزلا} وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره {أم شجرة الزقوم} المعدة لأهل النار وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها اللّه في الجحيم كما سيأتي ٦٣ {إنا جعلناها} بذلك {فتنة للظالمين} الكافرين من أهل مكة إذ قالوا النار تحرق الشجر فكيف تنبته ٦٤ {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} أي قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها ٦٥ {طلعها} المشبه بطلع النخل {كأنه رؤوس الشياطين} الحيات القبيحة المنظر ٦٦ {فإنهم} الكفار {لآكلون منها} مع قبحها لشدة جوعهم {فمالئون منها البطون} ٦٧ {ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له ٦٨ {ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} يفيد أنهم يخرجون منهالشراب الحميم وأنه خارجها ٦٩ {إنهم ألفوا} وجدوا {آباءهم ضالين} ٧٠ {فهم على آثارهم يهرعون} يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه ٧١ {ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين} من الأمم الماضية ٧٢ {ولقد أرسلنا فيهم منذرين} من الرسل مخوفين ٧٣ {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} الكافرين أي عاقبتهم العذاب ٧٤ {إلا عباد اللّه المخلصين} المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب لاخلاصهم في العبادة أو لأن اللّه أخلصهم لها على قرأءة فتح اللام ٧٥ {ولقد نادانا نوح} بقوله رب إني مغلوب فانتصر {فلنعم المجيبون} له نحن أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق ٧٦ {ونجيناه وأهله من الكرب العظيم} أي الغرق ٧٧ {وجعلنا ذريته هم الباقين} فالناس كلهم من نسله عليه السلام وكان له ثلاثة أولاد سام وهوأبو العرب وفارس والروم وحام وهو أبو السودان ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك ٧٨ {وتركنا} أبقينا {عليه} ثناء حسنا {في الآخرين} من الأنبياء والامم إلى يوم القيامة ٧٩ {سلام} منا {على نوح في العالمين} ٨٠ {إنا كذلك} كما جزيناه {نجزي المحسنين} ٨١ {إنه من عبادنا المؤمنين} ٨٢ {ثم أغرقنا الآخرين} كفار قومه ٨٣ {وإن من شيعته} ممن تابعه في أصل الدين {لإبراهيم} وإن طال الزمان بينهماوهو ألفان وستمائة وأربعون سنة وكان بينهما هود وصالح ٨٤ {إذ جاء ربه} أي تابعه وقت مجيئه {بقلب سليم} من الشك وغيره ٨٥ {إذ قال} في هذه الحالة المستمرة له {لأبيه وقومه} موبخا {ماذا} ما الذي {تعبدون} ٨٦ {أئفكا} في همزتيه ما تقدم {آلهة دون اللّه تريدون} وإفكا مفعول له وآلهة مفعول به لتريدون والافك أسوأ الكذب أي أتعبدون غير اللّه ٨٧ {فما ظنكم برب العالمين} إذ عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب لا وكانوا نجامين فخرجوا إلى عيد لهم وتركوا طعامهم عند أصنامهم زعموا التبرك عليه فاذا رجعوا أكلوه وقالوا لسيدنا إبراهيم اخرج معنا ٨٨ {فنظر نظرة في النجوم} إيهاما لهم أنه يعتمد عليها ليعتمدوه ٨٩ {فقال إني سقيم} عليل أي سأسقم ٩٠ {فتولوا عنه} إلى عيدهم {مدبرين} ٩١ {فراغ} مال في خفية {إلى آلهتهم} وهي الأصنام وعندها الطعام {فقال} استهزاء {ألا تأكلون} فلم ينطقوا ٩٢ فقال {ما لكم لا تنطقون} فلم يجب ٩٣ {فراغ عليهم ضربا باليمين} بالقوة فكسرها فبلغ قومه ممن رآه ٩٤ {فأقبلوا إليه يزفون} أي يسرعون المشي فقالوا نحن نعبدها وأنت تكسرها ٩٥ {قال} لهم موبخا {أتعبدون ما تنحتون} من الحجارة وغيرها أصناما ٩٦ {واللّه خلقكم وما تعملون} من ناحتكم ومنحوتكم فاعبدوه وحده وما مصدرية وقيل موصولة وقسب موصوفة ٩٧ {قالوا} بينهم {ابنوا له بنيانا} فاملؤوه حطبا وأضرموه بالنار فاذا التهب {فألقوه في الجحيم} النار الشديدة ٩٨ {فأرادوا به كيدا} بالقائه بالنار لتهلكه {فجعلناهم الأسفلين} المقهورين فخرج من النار سالما ٩٩ {وقال إني ذاهب إلى ربي} مهاجرر إليه من دار الكفر {سيهدين} إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام فلما وصل إلى الأرض المقدسة ١٠٠ {رب هب لي} ولدا {من الصالحين} ١٠١ {فبشرناه بغلام حليم} أي ذي حلم كثير ١٠٢ {فلما بلغ معه السعي} أي أن يسعى معه ويعينه قيل بلغ سبع سنين وقيل ثلاث عشرة سنة {قال يا بني إني أرى} أي رأيت {في المنام أني أذبحك} ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر اللّه تعالى {فانظر ماذا ترى} من الرأي شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به {قال يا أبت} التاء عوض عن ياء الإضافة {افعل ما تؤمر} به {ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين} على ذلك ١٠٣{فلما أسلما} خضعا وانقادا لأمر اللّه تعالى {وتله للجبين} صرعه عليه ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمعنى وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية ١٠٤ {وناديناه أن يا إبراهيم} ١٠٥ {قد صدقت الرؤيا} بما أتيت به مما أمكنك من أمر الذبح أي يكفيك ذلك فجملة نناديناه جواب لما بزيادة الواو {إنا كذلك} كما جزيناك {نجزي المحسنين} لأنفسهم بامتثال الأمر بافراج الشدة عنهم ١٠٦ {إن هذا} الذبح المأمور به {لهو البلاء المبين} الاختبار الظاهر ١٠٧ {وفديناه} أي المامور بذبحه وهو إسماعيل أو اسحق قولان {بذبح} بكبش {عظيم} من الجنة وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل عليه السلام فذبحه السيد إبراهيم مكبرا ١٠٨ {وتركنا} أبقينا {عليه في الآخرين} ثناء حسنا ١٠٩ {سلام} منا {على إبراهيم} ١١٠ {كذلك} كما جزيناه {نجزي المحسنين} لأنفسهم ١١١ {إنه من عبادنا المؤمنين} ١١٢{وبشرناه بإسحاق} استدل بذلك على أن الذبيح غيره {نبيا} حال مقدرة أي يوجد مقدرا نبوته {من الصالحين} ١١٣{وباركنا عليه} بتكثير ذريته {وعلى إسحاق} ولده بجعلنا أكثر الأنبياء من نسله {ومن ذريتهما محسن} مؤمن {وظالم لنفسه} كافر {مبين} بين الكفر ١١٤ {ولقد مننا على موسى وهارون} بالنبوة ١١٥ {ونجيناهما وقومهما} بني إسرائيل {من الكرب العظيم} أي استعباد فرعون إياهم ١١٦ {ونصرناهم} على القبط {فكانوا هم الغالبين} ١١٧ {وآتيناهما الكتاب المستبين} البليغ البيان فيما أتى به من الحدود والأحكام وغيره وهو التوراة ١١٨ {وهديناهما الصراط} الطريق {المستقيم} ١١٩ {وتركنا} أبقينا {عليهما في الآخرين} ثناء حسنا ١٢٠ {سلام} منا {على موسى وهارون} ١٢١ {إنا كذلك} كما جزيناهما {نجزي المحسنين} ١٢٢ {إنهما من عبادنا المؤمنين} ١٢٣ {وإن إلياس} بالهمز أوله وتركه {لمن المرسلين} قيل هو ابن أخي هرون أخي موسى وقيل غيره ارسل إلى قوم ببعلبك ونواحيها ١٢٤ {إذ} منصوب باذكر مقدرا {قال لقومه ألا تتقون} اللّه ١٢٥ {أتدعون بعلا} اسم صنم لهم من ذهب وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك أي أتعبدونه {وتذرون} تتركون {أحسن الخالقين} فلا تعبدونه ١٢٦ {اللّه ربكم ورب آبائكم الأولين} برفع الثلاثة على إضمار هو وبنصبها على البدل من أحسن ١٢٧ {فكذبوه فإنهم لمحضرون} في النار ١٢٨ {إلا عباد اللّه المخلصين} أي المؤمنين فأنهم نجوا منها ١٢٩ {وتركنا عليه في الآخرين} ثناء حسنا ١٣٠ {سلام} منا {على إلياسين} هو الياس المتقدم ذكره وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغلبا كقولهم للمهلب وقومه المهلبون وعلى قرأءة آل ياسين بالمد أي أهله المراد به الياس أيضا ١٣١ {إنا كذلك} كما جزيناه {نجزي المحسنين} ١٣٢ {إنه من عبادنا المؤمنين} ١٣٣ {وإن لوطا لمن المرسلين} ١٣٤ اذكر {إذ نجيناه وأهله أجمعين} ١٣٥ {إلا عجوزا في الغابرين} أي الباقين في العذاب ١٣٦ {ثم دمرنا} أهلكنا {الآخرين} كفار قومه ١٣٧ {وإنكم لتمرون عليهم} على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم {مصبحين} أي وقت الصباح يعني بالنهار ١٣٨ {وبالليل أفلا تعقلون} يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبروا به ١٣٩{وإن يونس لمن المرسلين} ١٤٠{إذ أبق} هرب {إلى الفلك المشحون} السفبنة المملوءة حين غاضب قومه لما لم ينزل بهم العذاب الذي وعدهم به فركب السفينة فوقفت في لجة البحر فقال الملاحون هنا عبد أبق من سيده تظهره القرعة ١٤١{فساهم} قارع أهل السفينة {فكان من المدحضين} المغلوبين فألقوه في البحر ١٤٢{فالتقمه الحوت} ابتلعه {وهو مليم} أي آت بما يلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه ١٤٣{فلولا أنه كان من المسبحين} الذاكرين بقوله كثيرا في بطن الحوت لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين ١٤٤{للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة ١٤٥{فنبذناه} ألقيناه من بطن الحون {بالعراء} بوجه الأرض أي بالساحل من يومه أو بعد ثلاثة أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوما {وهو سقيم} عليل كالفرخ الممعط ١٤٦{وأنبتنا عليه شجرة من يقطين} وهي القرع تظله بساق على خلاف العادة في القرع معجزة له وكانت تأتيه وعلة صباحا ومساء يشرب من لبنها حتى قوي ١٤٧{وأرسلناه} بعد ذلك كقبله إلى قوم بنينوى من أرض الموصل {إلى مئة ألف أو} بل {يزيدون} عشرين أو ثلاثين أو سبعين ألفا ١٤٨{فآمنوا} عند معاينة العذاب الموعودين به {فمتعناهم} أبقيناهم ممتعين بما لهم {إلى حين} تنقضي آجالهم فيه ١٤٩ {فاستفتهم} استخبر كفار مكة توبيخا لهم {ألربك البنات} بزعمهم أن الملائكة بنات اللّه {ولهم البنون} فيختصبون بالأسنى ١٥٠ {أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون} خلقنا فيقولون ذلك ١٥١{ألا إنهم من إفكهم} كذبهم {ليقولون} ١٥٢{ولد اللّه} بقولهم الملائكة بنات اللّه {وإنهم لكاذبون} فيه ١٥٣{أصطفى} بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل فحذفت أي اختار {البنات على البنين} ١٥٤{ما لكم كيف تحكمون} هذا الحكم الفاسد ١٥٥{أفلا تذكرون} بإدغام التاء في الذال أنه سبحانه وتعالى منزه عن الولد ١٥٦{أم لكم سلطان مبين} حجة واضحة أن للّه ولدا ١٥٧{فأتوا بكتابكم} التوراة فأروني ذلك فيه {إن كنتم صادقين} في قولكم ذلك ١٥٨{وجعلوا} أي المشركون {بينه} تعالى {وبين الجنة} أي الملائكة لاجنتابهم عن الأبصار {نسبا} بقولهم إنها بنات اللّه {ولقد علمت الجنة إنهم} أي قائلي ذلك {لمحضرون} للنار يعذبون فيها ١٥٩ {سبحان اللّه} تنزيها له {عما يصفون} بأن للّه ولدا ١٦٠ {إلا عباد اللّه المخلصين} أي المؤمنين استثناء منقطع أي فإنهم ينزهون اللّه تعالى عما يصفه هؤلاء ١٦١ {فإنكم وما تعبدون} من الأصنام ١٦٢ {ما أنتم عليه} أي على معبودكم وعليه متعلق بقوله {بفاتنين} أحدا ١٦٣ {إلا من هو صال الجحيم} في علم اللّه تعالى ١٦٤ قال جبريل للنبي صلى اللّه عليه وسلم {وما منا} معشر الملائكة أحد {إلا له مقام معلوم} في السموات يعبد اللّه فيه لا يتجاوزه ١٦٥ {وإنا لنحن الصافون} أقدامنا في الصلاة ١٦٦ {وإنا لنحن المسبحون} المنزهون اللّه عما لا يليق به ١٦٧ {وإن} مخففة من الثقيلة {كانوا} أي كفار مكة {ليقولون} ١٦٨ {لو أن عندنا ذكرا} كتابا {من الأولين} أي من كتب الأمم الماضية ١٦٩ {لكنا عباد اللّه المخلصين} العبادة له ١٧٠ {فكفروا به} بالكتاب الذي جاءهم وهو القرآن الأشرف من تلك الكتب {فسوف يعلمون} عاقبة كفرهم ١٧١ {ولقد سبقت كلمتنا} بالنصر {لعبادنا المرسلين} وهي لأغلبن أنا ورسلي ١٧٢ أو هي قوله {إنهم لهم المنصورون} ١٧٣ {وإن جندنا} المؤمنين {لهم الغالبون} الكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا وإن لم ينتصر بعض منهم في الدنيا ففي الآخرة ١٧٤ {فتول عنهم} أعرض عن كفار مكة {حتى حين} تؤمر فيه بقتالهم ١٧٥ {وأبصرهم} إذ نزل بهم العذاب {فسوف يبصرون} عاقبة كفرهم ١٧٦ فقالوا استهزاء متى نزول هذا العذاب قال تعالى تهديدا لهم {أفبعذابنا يستعجلون} ١٧٧ {فإذا نزل بساحتهم} بفنائهم قال الفراء العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم {فساء} بئس صباحا {صباح المنذرين} فيه إقامة الظاهر مقام المضمر ١٧٨ {وتول عنهم حتى حين} ١٧٩ {وأبصر فسوف يبصرون} كرر تأكيدا لتهديدهم وتسلية له صلى اللّه عليه وسلم ١٨٠ {سبحان ربك رب العزة} الغلبة {عما يصفون} بأن له ولدا ١٨١ {وسلام على المرسلين} المبلغين عن اللّه التوحيد والشرائع ١٨٢ {والحمد للّه رب العالمين} على نصرهم وهلاك الكافرين |
﴿ ٠ ﴾