سورة الزمر

١

{تنزيل الكتاب} القرآن مبتدأ {من اللّه} خبره {العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه

٢

{إنا أنزلنا إليك} يا محمد {الكتاب بالحق} متعلق بأنزل {فاعبد اللّه مخلصا له الدين} من الشرك أي موحدا له

٣

{ألا للّه الدين الخالص} لا يستحقه غيره {والذين اتخذوا من دونه} الأصنام {أولياء} وهم كفار مكة قالوا {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى اللّه زلفى} قربى مصدر بمعنى تقريبا {إن اللّه يحكم بينهم} وبين المسلمين {فيما هم فيه يختلفون} من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار {إن اللّه لا يهدي من هو كاذب} في نسبة الولد إليه {كفار} بعبادته غير اللّه

٤

{لو أراد اللّه أن يتخذ ولدا} كما قالوا اتخذ الرحمن ولدا {لاصطفى مما يخلق ما يشاء} واتخذه ولدا غير من قالوا إن الملائكة بنات اللّه وعزيز ابن اللّه والمسيح ابن اللّه {سبحانه} تنزيها له عن اتخاذ الولد {هو اللّه الواحد القهار} لخلقه

٥

{خلق السماوات والأرض بالحق} متعلق بخلق {يكور} يدخل {الليل على النهار} فيزيد {ويكور النهار} يدخله {على الليل} فيزيد {وسخر الشمس والقمر كل يجري} في فلكه {لأجل مسمى} ليوم القيامة {ألا هو العزيز} الغالب على أمره المنتقم من أعدائه {الغفار} لأوليائه

٦

{خلقكم من نفس واحدة} أي آدم {ثم جعل منها زوجها} حواء {وأنزل لكم من الأنعام} الإبل والبقر والغنم والضأن والمعز {ثمانية أزواج} من كل زوجين ذكرا وأنثى كما بين في سورة الأنعام {يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق} أي نطفا ثم علقا ثم مضغا {في ظلمات ثلاث} هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة {ذلكم اللّه ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون} عن عبادته إلى عبادة غيره

٧

{إن تكفروا فإن اللّه غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا} اللّه فتؤمنوا {يرضه} بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه أي الشكر {لكم ولا تزر} نفس {وازرة وزر} نفس {أخرى} أي لا تحمله {ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور} بما في القلوب

٨

{وإذا مس الإنسان} الكافر {ضر دعا ربه} تضرع {منيبا} راجعا {إليه ثم إذا خوله نعمة} أعطاه إنعاما {منه نسي} ترك {ما كان يدعو} يتضرع {إليه من قبل} وهو اللّه فما في موضع من {وجعل للّه أندادا} شركاء {ليضل} بفتح الياء وضمها {عن سبيله} دين الإسلام {قل تمتع بكفرك قليلا} بقية أجلك {إنك من أصحاب النار}

٩

{أم من} بتخفيف الميم {هو قانت} قائم بوظائف الطاعات {آناء الليل} ساعاته {ساجدا وقائما} للصلاة {يحذر الآخرة} يخاف عذابها {ويرجوا رحمة} جنة {ربه} كمن هو عاص بالكفر أو غيره وفي قرأءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل {إنما يتذكر} يتعظ {أولوا الألباب} أصحاب العقول

١٠

{قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم} أي عذابه بأن تطيعوه {للذين أحسنوا في هذه الدنيا} بالطاعة {حسنة} هي الجنة {وأرض اللّه واسعة} فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات {إنما يوفى الصابرون} على الطاعة وما يبتلون به {أجرهم بغير حساب} بغير مكيال ولا ميزان

١١

{قل إني أمرت أن أعبد اللّه مخلصا له الدين} من الشرك

١٢

{وأمرت لأن} بأن {أكون أول المسلمين} من هذه الأمة

١٣

{قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}

١٤

{قل اللّه أعبد مخلصا له ديني} من الشرك

١٥

{فاعبدوا ما شئتم من دونه} غيره فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون اللّه تعالى {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا {ألا ذلك هو الخسران المبين} البين

١٦

{لهم من فوقهم ظلل} طباق {من النار ومن تحتهم ظلل} من النار {ذلك يخوف اللّه به عباده} أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه {يا عباد فاتقون}

١٧

{والذين اجتنبوا الطاغوت} الأوثان {أن يعبدوها وأنابوا} أقبلوا {إلى اللّه لهم البشرى} بالجنة {فبشر عباد}

١٨

{الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} وهو ما فيه صلاحهم {أولئك الذين هداهم اللّه وأولئك هم أولوا الألباب} أصحاب العقول

١٩

{أفمن حق عليه كلمة العذاب} أي لأملأن جهنم الآية {أفأنت تنقذ} تخرج {من في النار} جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للانكار والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار

٢٠

{لكن الذين اتقوا ربهم} بأن أطاعوه {لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار} أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية {وعد اللّه} منصوب بفعله المقدر {لا يخلف اللّه الميعاد} وعده

٢١

{ألم تر} تعلم {أن اللّه أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع} أدخله أمكنة نبع {في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج} ييبس {فتراه} بعد الخضرة مثلا {مصفرا ثم يجعله حطاما} فتاتا {إن في ذلك لذكرى} تذكيرا {لأولي الألباب} يتذكرون به للدلالة على وحدانية اللّه تعالى وقدرته

٢٢

{أفمن شرح اللّه صدره للإسلام} فاهتدى {فهو على نور من ربه} كمن طبع على قلبه دل على هذا {فويل} كلمة عذاب {للقاسية قلوبهم من ذكر اللّه} أي عن قبول القرآن {أولئك في ضلال مبين} بين

٢٣

{اللّه نزل أحسن الحديث كتابا} بدل من أحسن أي قرآنا {متشابها} يشبه بعضه بعضا في النظم وغيره {مثاني} ثني فيه الوعد والوعيد وغيرهما {تقشعر منه} ترتعد عند ذكر وعيده {جلود الذين يخشون} يخافون {ربهم ثم تلين} تطمئن {جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه} عند ذكر وعده {ذلك} أي الكتاب {هدى اللّه يهدي به من يشاء ومن يضلل اللّه فما له من هاد}

٢٤

{أفمن يتقي} يلقى {بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة {وقيل للظالمين} كفار مكة {ذوقوا ما كنتم تكسبون} أي جزاءه

٢٥

{كذب الذين من قبلهم} رسلهم في إتيان العذاب {فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} من جهة لا تخطر ببالهم

٢٦

{فأذاقهم اللّه الخزي} الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره {في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا} المكذبون {يعلمون} عذابها ما كذبوا

٢٧

{ولقد ضربنا} جعلنا {للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} يتعظون

٢٨

{قرآنا عربيا} حال مؤكدة {غير ذي عوج} لبس واختلاف {لعلهم يتقون} الكفر

٢٩

{ضرب اللّه} للمشرك والموحد {مثلا رجلا} بدل من مثل {فيه شركاء متشاكسون} متنازعون سيئة أخلاقهم {ورجلا سلما} خالصا {لرجل هل يستويان مثلا} تمييز أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد فإن الأول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك والثاني مثل للموحد {الحمد للّه} وحده {بل أكثرهم} أهل مكة {لا يعلمون} ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون

٣٠

{إنك} خطاب للنبي صلى اللّه عليه وسلم {ميت وإنهم ميتون} ستموت ويموتون فلا شماتة بالموت نزلت لما استبطئوا موته صلى اللّه عليه وسلم

٣١

{ثم إنكم} أيها الناس فيما بينكم من المظالم {يوم القيامة عند ربكم تختصمون}

٣٢

{فمن} أي لا أحد {أظلم ممن كذب على اللّه} بنسبة الشريك والولد إلأيه {وكذب بالصدق} بالقرآن {إذ جاءه أليس في جهنم مثوى} مأوى {للكافرين} بلى

٣٣

{والذي جاء بالصدق} هو النبي صلى اللّه عليه وسلم {وصدق به} هم المؤمنون فالذي بمعنى الذين {أولئك هم المتقون} الشرك

٣٤

{لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين} لأنفسهم بإيمانهم

٣٥

{ليكفر اللّه عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} أسوأ وأحسن بمعنى السيء والحسن

٣٦

{أليس اللّه بكاف عبده} أي النبي بلى {ويخوفونك} الخطاب له {بالذين من دونه} الأصنام أي تقتله أو تخبله {ومن يضلل اللّه فما له من هاد}

٣٧

{ومن يهد اللّه فما له من مضل أليس اللّه بعزيز} غالب على أمره {ذي انتقام} من أعدائه بلى

٣٨

{ولئن} لام قسم {سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن اللّه قل أفرأيتم ما تدعون} تعبدون {من دون اللّه} الأصنام {إن أرادني اللّه بضر هل هن كاشفات ضره} لا {أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته} لا وفي قرأءة بالإضافة فيهما {قل حسبي اللّه عليه يتوكل المتوكلون} يثق الواثقون

٣٩

{قل يا قوم اعملوا على مكانتكم} حالتكم {إني عامل} على حالتي {فسوف تعلمون}

٤٠

{من} موصولة مفعول العلم {يأتيه عذاب يخزيه ويحل} ينزل {عليه عذاب مقيم} دائم هو عذاب النار وقد أخزاهم اللّه ببدر

٤١

{إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق} متعلق بأنزل {فمن اهتدى فلنفسه} اهتداؤه {ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل} فتجبرهم على هدى

٤٢

{اللّه يتوفى الأنفس حين موتها} يتوفى {والتي لم تمت في منامها} يتوفاها وقت النوم {فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس الحياة بخلاف العكس {إن في ذلك} المذكور {لآيات} دلالات {لقوم يتفكرون} فيعلمون أن القادر على ذلك قادر على البعث وقريش لم يتفكروا في ذلك

٤٣

{أم} بل {اتخذوا من دون اللّه} أي الأصنام آلهة {شفعاء} عند اللّه بزعمهم {قل} لهم {أولو كانوا لا يملكون شيئا} من الشفاعة وغيرها {ولا يعقلون} أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك لا

٤٤

{قل للّه الشفاعة جميعا} أي هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه {له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون}

٤٥

{وإذا ذكر اللّه وحده} أي دون آلهتهم {اشمأزت} نفرت وانقبضت {قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه} أي الأصنام {إذا هم يستبشرون}

٤٦

{قل اللّهم} بمعنى يا اللّه {فاطر السماوات والأرض} مبدعها {عالم الغيب والشهادة} ما غاب وما شوهد {أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون} من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق

٤٧

{ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا} ظهر {لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون}

٤٨

{وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق} نزل {بهم ما كانوا به يستهزئون} أي العذاب

٤٩

{فإذا مس الإنسان} الجنس {ضر دعانا ثم إذا خولناه} أعطيناه {نعمة} إنعاما {منا قال إنما أوتيته على علم} من اللّه بأني له أهل {بل هي} القولة {فتنة} بلية يبتلى بها العبد {ولكن أكثرهم لا يعلمون} أن التخويل استدراج وامتحان

٥٠

{قد قالها الذين من قبلهم} من الأمم كقارون وقومه الراضين بها {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون}

٥١

{فأصابهم سيئات ما كسبوا} جزاؤها {والذين ظلموا من هؤلاء} قريش {سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين} بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم

٥٢

{أولم يعلموا أن اللّه يبسط الرزق لمن} يوسعه {يشاء ويقدر} امتحانا {إن} يضيقه لمن يشاء ابتلاء {في ذلك لآيات لقوم يؤمنون قل} به

٥٣

{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا} بكسر النون وفتحها وقرىء بضمها تيأسوا {من رحمة اللّه إن اللّه يغفر الذنوب جميعا} لمن تاب من الشرك {إنه هو الغفور الرحيم}

٥٤

{وأنيبوا} ارجعوا {إلى ربكم وأسلموا} أخلصوا العمل {له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون} بمنعه إن لم يتوبوا

٥٥

{واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم} هو القرآن {من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون} قبل إتيانه بوقته

٥٦

فبادروا قبل {أن تقول نفس يا حسرتى} أي ندامتي {على ما فرطت في جنب اللّه} طاعته {وإن} مخففة من الثقيلة وإني {كنت لمن الساخرين} بدينه وكتابه

٥٧

{أو تقول لو أن اللّه هداني} بالطاعة فاهتديت {لكنت من المتقين} عذابه

٥٨

{أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة} رجعة إلى الدنيا {فأكون من المحسنين} المؤمنين فيقال له من قبل اللّه

٥٩

{بلى قد جاءتك آياتي} القرآن وهو سبب الهداية {فكذبت بها واستكبرت} تكبرت عن الإيمان بها {وكنت من الكافرين}

٦٠

{ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على اللّه} بنسبة الشريك والولد إليه {وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى} مأوى {للمتكبرين} عن الإيمان بلى

٦١

{وينجي اللّه} من جهنم {الذين اتقوا} الشرك {بمفازتهم} بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه {لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون}

٦٢

{اللّه خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل} متصرف فيه كيف يشاء

٦٣

{له مقاليد السماوات والأرض} مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما {والذين كفروا بآيات اللّه} القرآن {أولئك هم الخاسرون} متصل بقوله وينجي اللّه الذين اتقوا الخ وما بينهما اعتراض

٦٤

{قل أفغير اللّه تأمروني أعبد أيها الجاهلون} غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون واحدة وبنونين بإدغام وفك

٦٥

{ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك} واللّه {لئن أشركت} يا محمد فرضا {ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}

٦٦

{بل اللّه} وحده {فاعبد وكن من الشاكرين} إنعامه عليك

٦٧

{وما قدروا اللّه حق قدره} ما عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره {والأرض جميعا} حال أي السبع {قبضته} أي مقبوضة له في ملكه وتصرفه {يوم القيامة والسماوات مطويات} مجموعات {بيمينه} بقدرته {سبحانه وتعالى عما يشركون} معه

٦٨

{ونفخ في الصور} النفخة الأولى {فصعق} مات {من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه} من الحور والولدان وغيرهما {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم} جميع الخلائق الموتى {قيام ينظرون} ينتظرون ما يفعل بهم

٦٩

{وأشرقت الأرض} أضاءت {بنور ربها} حين يتجلى اللّه لفصل القضاء {ووضع الكتاب} كتاب الأعمال للحساب {وجيء بالنبيين والشهداء} أي بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ {وقضي بينهم بالحق} أي العدل {وهم لا يظلمون} شيئا

٧٠

{ووفيت كل نفس ما عملت} جزاءه {وهو أعلم} عالم {بما يفعلون} فلا يحتاج إلى شاهد

٧١

{وسيق الذين كفروا} بعنف {إلى جهنم زمرا} جماعات متفرقة {حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها} جواب إذا {وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم} القرآن وغيره {وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب} أي لأملأن جهنم الآية {على الكافرين}

٧٢

{قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها} مقدرين الخلود {فبئس مثوى} مأوى {المتكبرين} جهنم

٧٣

{وسيق الذين اتقوا ربهم} بلطف {إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها} الواو فيه للحال بتقدير قد {وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم} حال {فادخلوها خالدين} مقدرين الخلود فيها وجواب إذا مقدر أي دخلوها وسوقهم وفتح الأبواب قبل مجيئهم تكرمة لهم وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى حرها إليهم إهانة لهم

٧٤

{وقالوا} عطف على دخولها المقدر {الحمد للّه الذي صدقنا وعده} بالجنة {وأورثنا الأرض} أي أرض الجنة {نتبوأ} ننزل {من الجنة حيث نشاء} لأنها كلها لا يختار فيها مكان على مكان {فنعم أجر العاملين} الجنة

٧٥

{وترى الملائكة حافين} حال {من حول العرش} من كل جانب منه {يسبحون} حال من ضمير حافين {بحمد ربهم} ملابسين للحمد يقولون سبحان اللّه وبحمده {وقضي بينهم} بين جميع الخلائق {بالحق} العدل فيدخل المؤمنون الجنة والكافرون النار {وقيل الحمد للّه رب العالمين} ختم استقرار الفريقين بالحمد من الملائكة

﴿ ٠