٣١ قوله تعالى وعلم آدم الاسماء خلقه من اجزاء مختلفة وقوى متباينة مستعدا لإدراك انواع المدركات من المعقولات والمحسوسات والمتخيلات والموهومات والهمه معرفة ذوات الأشياء واسمائها وخواصها ومعارفها واصول العلم وقوانين الصناعات وتفاصيل آلاتها وكيفيات استعمالاتها فيكون ما مر من المقاولة قبل خلقه عليه السلام وقيل التعليم على ظاهره ولكن هناك جملا مطوية عطف عليهاالمدلول المدكور أي فخلقه فسواه ونفخ فيه الروح وعلمه الخ ثم عرضهم على الملائكة الضمير للمسميات المدلول عليها بالأسماء كما في قوله تعالى واشتعل الراس شيبا والتذكير لتغليب العقلاء على غيرهم وقرئ عرضهن وعرضها أي عرض مسمياتهن أو مسمياتها في الحديث انه تعالى عرضهم امثال الذر ولعله عز و جل عرض عليهم من افراد كل نوع ما يصلح ان يكون انموذجا يتعرف منه احوال البقية واحكامها فقال انبئوني باسماء هؤلاء تبكيتا لهم واظهارا لعجزهم عن اقامة ما علقوا به رجاءهم من امر الخلافة فإن التصرف والتدبير واقامة المعدلة بغير وقوف على مراتب الاستعدادات ومقادير الحقوق مما لا يكاد يمكن والإنباء اخبار فيه اعلام ولذلك يجرى مجرى كل منهما والمراد ههنا ما خلا عنه وايثاره على الإخبار للإيذان برفعة شأن الأسماء وعظم خطرها فإن النبأ إنما يطلق على الخبر الخطير والأمر العظيم إن كنتم صادقين أي في زعمكم انكم احقاء بالخلافة ممن استخلفته كما ينبئ عنه مقالكم والتصديق كما يتطرق إلى الكلام باعتبار منطوقه قد يتطرق إليه باعتبار ما يلزمه من الأخبار فإن أدني مراتب الاستحقاق هو الوقوف على أسماء ما في الأرض وأما ما قيل من أن المعنى في زعمكم أني استخلف في الأرض مفسدين سفاكين للدماء فليس مما يقتضيه المقام وإن أول بأن يقال في زعمكم أني استخلف من غالب أمره الإفساد وسفك الدماء من غير أن يكون له مزية من جهة أخرى إذ لا تعلق له بأمرهم بالإنباء وجواب الشرط محذوف لدلالة المذكور عليه |
﴿ ٣١ ﴾