٥٧ وظللنا عليكم الغمام أى جعلناها بحيث تلقى عليكم ظلها وذلك أنه تعالى سخر įهم السحاب يسير بسيرهم وهم في التيه يظلهم من الشمس وينزل بالليل عمود من نار يسيرون في ضوئه وثيابهم لا تتسخ ولا تبلى وأنزلنا عليكم المن والسلوى أي الترنجبين والسماني وقيل كان ينزل عليهم المن مثل الثلج من الفجر إلى الطلوع لكل إنسان صاع وتبعث الجنوب عليهم السماني فيذبح الرجل منه ما يكفيه كلوا على إرادة القول أي قائلين لهم أو قيل لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم من مستلذاته وما موصولة كانت أوموصوفة عبارة عن المن والسلوى وما ظلمونا كلام عدل به عن نهج الخطاب السابق للإيذان باقتضاء جنايات المخاطبين للإعراض عنهم وتعداد قبائحهم عند غيرهم على طريق المباثة معطوف على مضمر قد حذف للإيجار والإشعار بأنه أمر محقق غنى عن التصريح به أي فظلموا بأن كفروا تلك النعم الجليلة وما ظلمونا بذلك ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالكفران إذ لا يتخطاهم ضرورة وتقديم المفعول للدلالة على القصر الذي يقتضيه النفى السابق وفيه ضرب تهكم بهم والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على تماديهم في الظلم واستمرارهم على الكفر |
﴿ ٥٧ ﴾