٦٠ واذا استسقى موسى لقومه تذكير لنعمة اخرى كفروها وكان ذلك في التيه حين استولى عليهم العطش الشديد وتغيير الترتيب لما اشير اليه مرارا من قصد ابراز كل من الامور المعدودة في معرض امر مستقل واجب التذكير والتذكر ولو روعى الترتيب الوقوعى لفهم ان الكل امر واحد امر بذكره واللام متعلقة بالفعل أي استسقى لأجل قومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر روى انه كان حجرا طوريا مكعبا حمله معه وكان ينبع من كل وجه منه ثلاث اعين يسيل كل عين في جدول الى سبط وكانوا ستمائة الف وسعة المعسكر اثنى عشر ميلا أو كان حجرا اهبطه اللّه تعالى مع آدم عليه السلام من الجنة ووقع الى شعيب عليه السلام فأعطاه موسى عليه السلام مع العصا أو كان هو الحجر الذي فر بثوبه حين وضعه عليه ليغتسل وبراه اللّه تعالى به عما رموه به من الأدرة فأشار اليه جبريل عليه السلام ان يحمله أو كان حجرا من الحجارة وهو الأظهر في الحجة قيل لم يؤمر عليه السلام بضرب حجر بعينه ولكن لما قالوا كيف بنا لو افضينا الى ارض لا حجارة بها حمل حجرا في مخلاته وكان يضربه بعصاه اذا نزل فيتفجر ويضربه اذا ارتحل فييبس فقالوا ان فقد موسى عصاه متنا عطشا فأوحى اللّه تعالى اليه ان لا تقرع الحجر وكلمه يطعك لعلهم يعتبرون وقيل كان الحجر من رخام حجمه ذراع في ذراع والعصا عشرة اذرع على طوله عليه السلام من آس الجنة ولها شعبتان تتقدان في الظلمة فانفجرت عطف على مقدر ينسحب عليه الكلام قد حذف للدلالة على كمال سرعة تحقق الانفجار كأنه حصل عقيب الأمر بالضرب أي فضرب فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وأما تعلق الفاء بمحذوف أي فإن ضربت فقد أنفجرت فغير حقيق بجلالة شأن النظم الكريم كما لا يخفى على أحد وقرئ عشرة بكسر الشين وفتحها وهما أيضا لغتان قد علم كل أناس كل سبط مشربهم عينهم الخاصة بهم كلوا واشربوا على إرادة القول من رزق اللّه هو مارزقهم من المن والسلوى والماء وقيل هو الماء وحده لأنه يؤكل ما ينبت به من الزروع والثمار ويأباه أن المأمور به أكل النعمة العتيدة لا ما سيطلبونه وإضافته إليه تعالى مع استناد الكل إليه خلقا وملكا إما للتشريف وأما لظهوره بغير سبب عادى وإنما لم يقل من رزقنا كما يقتضيه قوله تعالى فقلنا الخ إيذانا بأن الأمر بالأكل والشرب لم يكن بطريق الخطاب بل بواسطة موسى عليه السلام ولا تعثوا في الأرض العثى أشد الفساد فقيل لهم لاتتمادوا في الفساد حال كونكم مفسدين وقيل إنما قيد به لأن العثى في الأصل مطلق التعدى وإن غلب في الفساد وقد يكون في غير الفساد كما في مقابلة الظالم المعتدى بفعله وقد يكون فيه صلاح راجح كقتل الخضر عليه السلام للغلام وخرقه للسفينة ونظيره العبث خلا أنه غالب فيما يدرك حسا |
﴿ ٦٠ ﴾