٨٨

وقالوا بيان لفن آخر من قبائحهم على طريق الالتفات الى الغيبة اشعارا بإبعادهم عن رتبة الخطاب لما فصل من مخازيهم الموجبة للاعراض عنهم وحكاية نظائرها لكل من يفهم بطلانها وقباحتها من أهل الحق والقائلون هم الموجودون في عصر النبي عليه الصلاة و السلام

قلوبنا غلف جمع أغلف مستعار من الاغلف الذي لم يختن أي مغشاة بأغشية جبلية لا يكاد يصل اليها ما جاء به محمد ولا تفقه كقولهم قلوبنا في أكنة مما تدعوننا اليه

وقيل هو تخفيف غلف جمع غلاف ويؤيده ما روى عن ابي عمرو من القراءة بضمتين يعنون ان قلوبنا أوعية للعلوم فنحن مستغنون بماعندنا عن غيره قاله ابن عباس وعطاء وقال الكلبي يعنون أن قلوبنا لا يصل إليها حديث إلا وعته ولو كان في حديثك خير لوعته أيضا

بل لعنهم اللّه بكفرهم رد لما قالوه وتكذيب لهم في ذلك والمعنى على الأول بل أبعدهم اللّه سبحانه عن رحمته بأن خذلهم وخلاهم وشأنهم بسبب كفرهم العارض وإبطالهم لاستعدادهم بسوء اختيارهم بالمرة وكونهم بحيث لا تنفعهم الألطاف أصلا بعد أن خلقهم على الفطرة والتمكن من قبول الحق وعلى الثاني بل أبعدهم من رحمته فأني لهم ادعاء العلم الذي هو أجل آثارها وعلى الثالث بل أبعدهم من رحمته فلذلك لا يقبلون الحق المؤدي إليها

فقليلا ما يؤمنون ما مزيدة للمبالغة أي فإيمانا قليلا يؤمنون وهو إيمانهم ببعض الكتاب

وقيل فزمانا قليلا يؤمنون وهو ما قالوا آمنوا بالذي انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره وكلاهما ليس بإيمان حقيقة

وقيل أريد بالقلة العدم والفاء لسببية اللعن لعدم الإيمان

﴿ ٨٨