١١٢ بلى الخ اثبات من جهته تعالى لما نفوه مستلزم لنفي ما أثبتوه واذ ليس الثابت به مجرد دخول غيرهم الجنة ولو معهم ليكون المنفي مجرد اختصاصهم به مع بقاء أصل الدخول على حاله بل هو اختصاص غيرهم بالدخول كما ستعرفه بإذن اللّه تعالى ظهر أن المنفي اصل دخولهم ومن ضرورته أن يكون هو الذي كلفوا اقامة البرهان عليه لا اختصاصهم به ليتحد مورد الاثبات والنفي وانما عدل عن ابطال ما ادعوه وسلك هذا المسلك ابانة لغاية حرمانهم مما علقوا به اطماعهم واظهار لكمال عجزهم عن اثبات مدعاهم لأن حرمانهم من الاختصاص بالدخول وعجزهم عن اقامة البرهان عليه لا يقتضيان حرمانهم من اصل الدخول وعجزهم عن اثباته وأما نفس الدخول فحيث ثبت حرمانهم منه وعجزهم عن اثباته فهم من الاختصاص به أبعد وعن اثباته اعجز وانما الفائز به من انتظمه قوله سبحانه من اسلم وجهه للّه أي اخلص نفسه له تعالى لا يشرك به شيئا عبر عنها بالوجه لأنه أشرف الاعضاء ومجمع المشاعر وموضع السجود ومظهر آثار الخضوع الذي هو من أخص خصائص الاخلاص أو توجهه وقصده بحبث لا يلوي عزيمته الى شيء غيره وهو محسن حال من ضمير أسلم أي والحال أنه محسن في جميع اعماله التي من جملتها الاسلام المذكور وحقيقة الاحسان الاتيان بالعمل على الوجه اللائق وهو حسنه الوصفي التابع لحسنه الذاتي وقد فسره بقوله أن تعبد اللّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فله أجره الذي وعده له على عمله وهو عبارة عن دخول الجنة أو عما يدخل هو فيه دخولا أوليا واياما كان فتصويره بصورة الاجر للإيذان بقوة ارتباطه بالعمل واستحالة نيله بدونه وقوله تعالى عند ربه حال من أجره والعامل فيه معنى الاستقرار في الظرف والعندية للتشريف ووضع اسم الرب مضافا الى ضمير من اسلم موضع ضمير الجلالة لإظهار مزيد اللطف به وتقرير مضمون الجملة أي فله أجره عتد مالكة ومدبر أموره ومبلغه إلى كماله والجملة جواب من إن كانت شرطية وخبرها إن كانت موصولة والفاء لتضمنها معنى الشرط فيكون الرد بقوله تعالى بلى وحده ويجوز أن يكون من فاعلا لفعل مقدر أي بلى يدخلها من أسلم وقوله تعالى فله أجره معطوف على ذلك المقدر وأيا ما كان فتعلق ثبوت الأجر بما ذكر من الإسلام والإحسان المختصين بأهل الإيمان قاض بأن أولئك المدعين من دخول الجنة بمعزل ومن الاختصاص به بألف معزل ولا خوف عليهم في الدارين من لحوق مكروه ولاهم يحزنون من فوات مطلوب أي لايعتريهم ما يوجب ذلك لا أنه يعتريهم لكنهم لايخافون ولايحزنون والجمع في الضمائر الثلاثة باعتبار معنى من كما أن الإفراد في الضمائر الأول باعتبار اللفظ |
﴿ ١١٢ ﴾