١٣١ إذ قال له ظرف لاصطفيناه لما أن المتوسط ليس بأجنبي بل هو مقرر له لأن اصطفاءه في الدنيا إنما هو للنبوة وما يتعلق بصلاح الآخرة أو تعليل له أو منصوب باذكر كأنه قيل اذكر ذلك الوقت لتقف على أنه المصطفى الصالح المستحق للإمامة والتقدم وأنه ما نال الا بالمبادرة الى الإذعان والانقياد لما أمر به واخلاص سره على احسن ما يكون حين قال له ربه أسلم أي لربك قال اسلمت لرب العالمين وليس الأمر على حقيقته بل هو تمثيل والمعنى اخطر بباله دلائل التوحيد المؤدية الى المعرفة الداعية الى الاسلام من الكوكب والقمر والشمس وقيل اسلم أي اذعن واطع وقيل اثبت على ما انت عليه من الاسلام والاخلاص أو استقم وفوض امورك الى اللّه تعالى فالامر على حقيقته والالتفات مع التعرض لعنوان الربوبية والاضافة اليه عليه السلام لإظهار مزيد اللطف به والاعتناء بتربيته واضافة الرب في جوابه عليه الصلاة و السلام الى العالمين للإيذان بكمال قوة اسلامه حيث ايقن حين النظر بشمول ربوبيته للعالمين قاطبة لا لنفسه وحده كما هو المأمور به |
﴿ ١٣١ ﴾