١٧٥

اولئك إشارة إلى ما أشير إليه بنظيره بالاعتبار المذكور خاصة لا مع ما يتلوه من أحوالهم الفظيعة إذ لا دخل لها في الحكم الذي يراد إثباته ههنا فإن المقصود تصوير ما باشروه من المعاملة بصورة فبيحة تنفر منها الطباع ولا يتعاطاها عاقل اصلا ببيان حقيقة ما نبذوه وإظهار كنه ما أخذوه وإبداء فظاعة تبعاته وهو مبتدأ خبره الموصول أي أولئك المشترون بكتاب اللّه عز و جل ثمنا قليلا ليسوا بمشترين للثمن وإن قل بل هم

الذين اشتروا بالنسبة إلى الدنيا

الضلالة التي ليست مما يمكن أن يشتري قطعا

بالهدى الذي ليس من قبيل ما يبذل بمقابلة شئ وإن جل

والعذاب أي اشتروا إلى الآخرة العذاب الذي لا يتوهم كونه مما يشتري

بالمغفرة التي يتنافس فيها المتنافسون

فما اصبرهم على النار تعجيب من حالهم الهائلة التي هي ملابستهم بما يوجب النار إيجابا قطعيا كأنه عينها وما عند سيبويه نكره تامة مفيدة لمعنى التعجب مرفوعة بالابتداء وتخصصها كتخصص شر في أهر ذا ناب خبرها ما بعدها أي شئ ما عظيم جعلهم صابرين على النار وعند الفراء استفهامية وما بعدها خبرها أي أي شئ اصبرهم على النار

وقيل هي موصولة

وقيل موصوفة بما بعدها والخبر محذوف أي الذي اصبرهم على النار أو شئ اصبرهم على النار أمر عجيب فظيع

﴿ ١٧٥