٢٠٣

و أذكروا اللّه أي كبروه في أعقاب الصلوات وعند ذبح القرابين ورمي الجمار وغيرها

في أيام معدودات هي أيام التشريق

فمن تعجل أي أستعجل في النفر أو النفر فإن التفعل والاستفعال يجيئان لازمين ومتعديين يقال تعجل في الأمر وأستعجل فيه وتعجله وأستعجله والأول اوفق للتأخر كما في قوله

 ... قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون من المستعجل الزلل ...

في يومين أي في تمام يومين بعد يوم النحر هو يوم النحر ويوم الرءؤس واليوم بعده ينفر إذا فرغ من رمي الجمار ومن تأخر في النفر حتى رمي في اليوم الثالث قبل الزوال أو بعده وعند الشافعي بعده فقط

فلا أثم عليه بما صنع من التأخر والمراد التخيير بين التعجل والتأخر ولا يقدح فيه أفضلية الثاني وإنما ورد بنفي الإثم تصريحا بالرد على أهل الجاهلية حيث كانوا مختلفين فمن مؤثم للمتعجل ومؤثم للمتأخر

لمن أتقى خبر لمبتدأ محذوف أي الذي ذكر من التخيير ونفي الإثم عن المتعجل والمتأخر أو من الأحكام لمن أتقى لأنه الحاج على الحقيقة والمنتفع به أو لأجله حتى لا يتضرر بترك ما يهمه منهما

وأتقوا اللّه في مجامع اموركم بفعل الواجبات وترك المحضورات ليعبأبكم وتنظموا في سلك المغتنمين بالاحكام المذكورة والرخص أو احذروا الإخلال بما ذكر من الاحكام وهو الأنسب بقوله عز و جل

وأعلموا أنكم إليه تحشرون أي للجزاء على أعمالكم بعد الإحياء والبعث واصل الحشر الجمع وضم المتفرق وهو تأكيد للأمر بالتقوى وموجب للأمتثال به فإن من علم بالحشر والمحاسبة والجزاء كان ذلك من أقوى الدواعي إلى ملازمة التقوى

﴿ ٢٠٣