٤٥

إذ قالت الملائكة شروع في قصة عيسى عليه الصلاة و السلام وهو بدل من وإذ قالت الملائكة منصوب بناصبه وما بينهما اعتراض جيء به تقريرا لما سبق وتنبيها على استقلاله وكونه حقيقا بأن يعد على حياله من شواهد النبوة وترك العطف بينهما بناء على اتحاد المخاطب وايذانا بتقارن الخطابين أو تقاربهما في الزمان

وقيل منصوب بمضمر معطوف على ناصبه

وقيل بدل من إذ يختصمون كأنه قيل وما كنت حاضرا في ذلك الزمان المديد الذي وقع في طرف منه الاختصام وفي طرف آخر هذا الخطاب اشعارا بإحاطته عليه الصلاة و السلام بتفاصيل أحوال مريم من أولها الى آخرها والقائل جبريل عليه الصلاة و السلام وايراد صيغة الجمع لما مر

يا مريم إن اللّه يبشرك بكلمة منه من لابتداء الغاية مجازا متعلقة بمحذوف وقع صفة لكلمة أي بكلمة كائنة منه عز و جل

اسمه ذكر الضمير الراجع الى الكلمة لكونها عبارة عن مذكر وهو مبتدأ خبره

المسيح وقوله تعالى

عيسى بدل منه أو عطف بيان

وقيل خبر آخر

وقيل خبر مبتدأ محذوف

وقيل منصوب بإضمار اعني مدحا وقوله تعالى

ابن مريم صفة لعيسى

وقيل المراد بالاسم ما به يتميز المسمى عمن سواه فالخبر حينئذ مجموع الثلاثة اذ هو المميز له عليه الصلاة و السلام تمييزا عن جميع من عداه والمسيح لقبه عليه الصلاة و السلام وهو من الألقاب

المشرفة كالصديق وأصله بالعبرية مشيحا ومعناه المبارك وعيسى معرب من أيشوع والتصدي لاشتقاقهما من المسح والعيس وتعليله بأنه عليه الصلاة و السلام مسح بالبركة أو بما يطهره من الذنوب أو مسحه جبريل عليهما الصلاة والسلام أو مسح الارض ولم يقم في موضع أو كان عليه الصلاة و السلام يمسح ذا العاهة فيبرأ وبأنه كان في لونه عيس أي بياض يغلوه حمرة من قبيل الرقم على الماء وانما قيل ابن مريم مع كون الخطاب لها تنبيها على أنه يولد من غير أب فلا ينسب الا الى أمه وبذلك فضلت على نساء العالمين

وجيها في الدنيا والآخرة الوجيه ذو الجاه وهو القوة والمنعة والشرف وهو حال مقدرة من كلمة فإنها وان كانت نكرة لكنها صالحة لأن ينتصب بها الحال وتذكيرها باعتبار المعنى والوجاهة في الدنيا النبوة والتقدم على الناس وفي الآخرة الشفاعة وعلو الدرجة في الجنة

ومن المقربين أي من اللّه عز و جل

وقيل هو اشارة الى رفعه الى السماء وصحبة الملائكة وهو عطف على الحال الأولى وقد عطف عليه قوله تعالى

﴿ ٤٥