٥٠ ومصدقا لما بين يدي من التوراة عطف على المضمر الذي تعلق به قوله تعالى بآية أي قد جئتكم ملتبسا بآية الخ ومصدقا لما بين يدي الخ أو على رسولا على الأوجه الثلاثة فإن مصدقا فيه معنى النطق كما في رسولا أي ويجعله مصدقا ناطقا بأني أصدق الخ أو ويقول أرسلت رسولا بأني قد جئتكم الخ ومصدقا الخ أو حال كونه مصدقا ناطقا بأني اصدق الخ أو منصوب بإضمار فعل دل عليه قد جئتكم أي وجئتكم مصدقا الخ وقوله من التوراة إما حال من الموصول والعامل مصدقا وأما من ضميره المستتر في الظرف الواقع صلة والعامل الإستقرار المضمر في الظرف أو نفس الظرف لقيامه مقام الفعل ولأحل لكم معمول لمضمر دل عليه ما قبله أي وجئتكم لأحل الخ وقيل عطف على معنى مصدقا كقولهم جئته معتذرا ولأجتلب رضاه كأنه قيل قد جئتكم لأصدق ولأحل الخ وقيل عطف على بآية أي قد جئتكم بآية من ربكم ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم أي في شريعة موسى عليه الصلاة و السلام من الشحوم والثروب والسمك ولحوم الأبل والعمل في السبت قيل أحل لهم من السمك والطير مالا صئصئة له واختلف في إحلال السبت وقرئ حرم على تسمية الفاعل وهو ما بين يدي أو اللّه عز و جل وقرئ حرم بوزن كرم وهذا يدل على أن شرعه كان ناسخا لبعض أحكام التوراة ولا يخل ذلك بكونه مصدقا لها لما أن النسخ في الحقيقة بيان وتخصيص في الأزمان وتأخير المفعول عن الجار والمجرور لما مر مرارا من المبادرة إلى ذكر ما يسر المخاطبين والتشويق إلى ما أخر وجئتكم بآية من ربكم شاهدة على صحة رسالتي وقرئ بآيات فاتقوا اللّه في عدم قبولها ومخالفة مدلولها وأطيعون فيما أمركم به وأنهاكم عنه بأمر اللّه تعالى وتلك الآية هي قولي |
﴿ ٥٠ ﴾