٥١ إن اللّه ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فإنه الحق الصريح الذي أجمع عليه الرسل قاطبة فيكون آية بينة على انه عليه الصلاة و السلام من جملتهم وقرئ ان اللّه بالفتح بدلا من آية أو قد جئتكم بآية على أن اللّه ربي وربكم وقوله فاتقوا اللّه وأطيعون اعتراض والظاهر أنه تكرير لما سبق أي قد جئتكم بآية بعد آية مما ذكرت لكم من خلق الطير وإبراء الأكمه والأبرص والإحياء والإنباء بالخفيات ومن غيره من ولادتي بغير أب ومن كلامي في المهد ومن غير ذلك والأول لتمهيد الحجة والثاني لتقريبها إلى الحكم ولذلك رتب عليه بالفاء قوله فاتقوا اللّه أي لما جئتكم بالمعجزات الباهرة والآيات الظاهرة فاتقوا اللّه في المخالفة وأطيعون فيما أدعوكم إليه ومعنى قراءة من فتح ولأن اللّه ربي وربكم فاعبدوه كقوله تعالى لإيلاف قريش الخ ثم شرع في الدعوة واشار إليها بالقول المجمل فقال إن اللّه ربي وربكم إشارة إلى أن استكمال القوة النظرية بالأعتقاد الحق الذي غايته التوحيد وقال فاعبدوه إشارة إلى استكمال القوة العملية فإنه يلازم الطاعة التى هي الإتيان بالأوامر والإنتهاء عن المناهي ثم قرر ذلك بأن بين ان الجمع بين الأمرين هو الطريق المشهود له بالإستقامة ونظيره قوله عليه الصلاة و السلام قل آمنت باللّه ثم استقم |
﴿ ٥١ ﴾