٧٢ وقالت طائفة من اهل الكتاب وهم رؤساؤهم ومفسدون لأعقابهم آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا أي أظهروا الإيمان بالقرآن المنزل عليهم وجه النهار أي اوله وأكفروا أي أظهروا ما انتم عليه من الكفر به آخره مرائين لهم إنكم آمنتم به بادئ الرأي من غير تأمل ثم تأملتم فيه فوقفتم على خلل رأيكم الأول فرجعتم عنه لعلهم أي المؤمنين يرجعون عما هم عليه من الإيمان به كما رجعتم والمراد بالطائفة كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف قالا لأصحابهما لما حولت القبلة آمنوا بما أنزل عليهم من الصلاة إلى الكعبة وصلوا إليها أول النهار ثم صلوا إلى الصخرة آخره لعلهم يقولون هم أعلم منا وقد رجعوا فيرجعون وقيل هم إثنا عشر رجلا من أحبار خيبر تقاولوا بأن يدخلوا في الإسلام أول النهار ويقولوا آخره نظرنا في كتابنا وشاورنا علماءنا فلم نجد محمدا بالنعت الذي ورد في التوراة لعل أصحابه يشكون فيه ولا تؤمنوا أي لا تقروا بتصديق قلبي إلا لمن تبع دينكم أي لأهل دينكم أولا تظهروا إيمانكم وجه النهار إلا لمن كان على دينكم من قبل فإن رجوعهم أرجى وأهم قل إن الهدى هدى اللّه يهدي به من يشاء إلى الإيمان ويثبته عليه أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم متعلق بمحذوف أي دبرتم ذلك وقلتم لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو بلا تؤمنوا أي ولا تظهروا إيمانكم بأن يؤتى احد مثل ما أوتيتم إلا لأشياعكم ولا تفشوه إلى المسلمين لئلا يزيد ثباتهم ولا إلى المشركين لئلا يدعوهم إلى الإسلام وقوله تعالى قل إن الهدى هدى اللّه أعتراض مفيد لكون كيدهم غير مجد لطائل أو خبر إن على أن هدى اللّه بدل من الهدى وقرئ أأن يؤتي على الأستفهام التقريعي وهو مؤيد للوجه الأول أي ألأن يؤتي أحد الخ دبرتم وقرئ أن على أنها نافية فيكون من كلام الطائفة أي ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم وقولوا لهم ما يؤتي أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم عطف على أن يؤتي على الوجهين الأولين وعلى الثالث معناه حتى يحاجوكم عند ربكم فيدحضوا حجتكم والواو ضمير أحد لأنه في معنى الجمع إذ المراد به غير أتباعهم قل إن الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء واللّه واسع عليم رد لهم وإبطال لما زعموه بالحجة الباهرة |
﴿ ٧٢ ﴾