١١٥

وما يفعلوا من خير كائنا ما كان مما ذكر أو لم يذكر

فلن يكفروه أي لن يعدموا ثوابه البتة عبر عنه بذلك كما عبر عن توفية الثواب بالشكر اظهارا لكمال تنزهه سبحانه وتعالى عن ترك اثابتهم بتصويره بصورة ما يستحيل صدوره عنه تعالى من القبائح وتعديته الى مفعولين بتضمين معنى الحرمان وايثار صيغة البناء للمفعول للجرى على سنن الكبرياء وقرئ الفعلان على صيغة الخطاب

واللّه عليم بالمتقين تذييل مقرر لمضمون ما قبله فإن علمه تعالى بأحوالهم يستدعي توفية أجورهم لا محالة والمراد بالمتقين اما الأمة المعهودة وضع موضع الضمير العائد اليهم مدحا لهم وتعيينا لعنوان تعلق العلم بهم واشعارا بمناط اثابتهم وهو التقوى المنطوي على الخصائص السالفة

وأما جنس المتقين عموما وهم مندرجون تحت حكمه اندارجا أوليا

﴿ ١١٥