٥٠ انظر كيف يفترون على اللّه الكذب كيف نصب إما على التشبيه بالظرف أ و بالحال على الخلاف المشهور بين سيبويه و الأخفش و العامل يفترون و به تتعلق على أي في أي حال أو على أي حال يفترون عليه تعالى الكذب و المراد بيان شناعة تلك الحال و كمال فظاعتها و الجملة في محل النصب بعد نزع الخافض و النظر متعلق بها و هو تعجيب إثر تعجيب و تنبيه على أن ما ارتكبوه متضمت لأمرين عظيمين موجبين للتعجب ادعاؤهم الاتصاف بما هم متصفون بنقيضه و افتراؤهم على اللّه سبحانه فإن ادعاءهم الزكاء عنده تعالى متضمن لادعائهم قبول اللّه و ارتضاءه إياهم تعالى عن ذلك علوا كبير ولكون هذا أشنع من الأول جرما و اعظم قبحا لما فيه من نسبته سبحانه وتعالى الى ما يستحيل عليه بالكلية من قبول الكفر و ارتضائه لعباده و مغفرة كفر الكافر و سائر معاصيه وجه النظر الى كيفيته تشديدا للتشنيع وتأكيدا للتعجيب والتصريح بالكذب مع أن الافتراء لا يكون إلا كذبا لللبالغة في تقبيح حالهم وكفى به أى بافترائهم هذا من حيث هو افتراء عليه تعالى مع قطع النظر عن مقارنتة لتزكية أنفسهم وسائر آثامهم العظام إثما مبينا ظاهرا بينا كونه إثما والمعنى كفى ذلك وحده في كونهم أشد إثما من كل كفار أثيم أو في استحقاقهم لأشد العقوبات لما مر سره وجعل الضمير لزعمهم مما لا مساغ له لإخلاله بتهويل أمر الافتراء فتدبر |
﴿ ٥٠ ﴾