٦٥

فلا وربك أى فوربك ولا مزيده لتأكيد معنى القسم لا لتأكيد النفى في جوابه أعنى قوله لايؤمنون لأنها تزاد في الإثبات أيضا كما في قوله تعالى فلا أقسم بمواقع النجوم ونظائره

حتى يحكموك أى يتحاكموا إليك ويترافعوا إليك وإنما جئ بصيغة التحكيم مع أنه حاكم بامر اللّه سبحانه إيذانا بان حقهم أن يجعلوه حكما فيما بينهم ويرضوا بحكمه وإن قطع النظر عن كونه حاكما على الإطلاق

فيما شجر بينهم أى فيما اختلف بينهم من الأمور واختلط ومنه الشجر لتداخل أغصانه

ثم لا يجدوا عطف على مقدر ينساق إليه الكلام اى فتقضى بينهم ثم لا يجدوا

في أنفسهم حرجا ضيقا

مما قضيت أى مما قضيت به أو من قضائك

وقيل شكا من أجله إذا الشاك في ضيق من أمره

ويسلموا أى ينقادوا لأمرك ويذعنوا له

تسليما تأكيد للفعل بمنزلة تكريره أى تسليما تاما بظاهرهم وباطنهم يقال سلم لأمر اللّه وأسلم له بمعنى وحقيقته سلم نفسه له إذا جعلها سالمة له خالصة أى ينقادوا لحكمك أنقيادا لا شبهة فيه بظاهرهم وباطنهم

وقيل نزلت في شأن المنافق واليهودى

وقيل في شان الزبير ورجل من الأنصار حين اختصما إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في شراج من الحرة كانا يسقيان بها النخل فقال اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصارى وقال لأن كان ابن عمتك فتغير وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك كان قد أشار على الزبير برأى فيه سعة له ولخصمه فلما أحفظ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مستوعب للزبير حقه في صريح الحكم ثم خرجا فمرا على المقدار بن السود فقال لمن القضاء فقال الأنصارى قضى لابن عمته ولوى شدقه ففطن يهودى كان مع المقداد فقال قاتل اللّه هؤلاء يشهدون أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم يتهمونه في قضاء يقضى بينهم وايم اللّه لقد اذنبنا ذنبا مرة في حياة موسى فدعانا إلى التوبة منه وقال اقتلوا أنفسكم ففعلنا فبلغ قتلانا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتى رضى عنا فقال ثابت بن قيس بن شماس اما واللّه إن اللّه ليعلم منى الصدق لو أمرنى محمد أن اقتل نفسى لقتلتها وروى انه قال ذلك ثابت وابن مسعود وعمار بن ياسر

 رضى اللّه عنهم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم والذى نفسى بيده إن من أمتى رجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسى فنزلت في شأن هؤلاء

﴿ ٦٥