٨٢ وما كان جواب قومه أي المستكبرين منهم المتولين للأمر والنهي المتصدين للعقد والحل وقوله تعالى إلا أن قالوا استثناء مفرغ من أعم الأشياء أي ما كان جوابا من جهة قومه شيء من الأشياء إلا قولهم أي لبعضهم الآخرين المباتشرين للأمور معرضين عن مخاطبته عليه السلام أخرجوهم أي لوطان ومن معه من أهله المؤمنين من قريتكم أي إلا هذا القول الذي يستحيل أن يكون جوابا لكلام لوط عليه السلام وقرىء برفع جواب على أنه اسم كان وإلا أن قالوا الخ خبرها وهو أظهر وإن كان الأول أقوى في الصناعى لأن اللأعرف أحق بالاسمية وأيا ما كان فليس المراد أنه لم يصدر عنهم بصدد الجواب عن مقالات لوط عليه السلام ومواعظه إلا هذه المقالة الباطلة كما هو المتسارع إلى الأفهام بل أنه لم يصدر عنهم في المرة الأخيرة من مراات المحاورات الجارية بينهم وبينه عليه السلام إلا هذه الكلمة الشنبيعة وإلا فقد صدر عنهم قبل ذلك كثير من الترهات حسبما حكي عنهم في سائر السور الكريمة وهذا هو الوجه في نظائره الواردة بطريق القصر وقوله تعالى إنهم أناس يتطهرون تعليل للأمر بالإخراج ووصفهم بالتطهير للاستهزاء والسخرية بهم وبتطهرهم من الفواحش والخبائث والافتخار بما هم فيه من القذارة كما هو دين الشطار والدعار |
﴿ ٨٢ ﴾