٢٦ ألا تعبدوا إلا اللّه أي بأن لا تعبدوا على أن أن مصدرية والباء متعلقة بأرسلنا ولا ناهية أي أرسلناه متلبسا بنهيهم عن الشرك إلا أنه وسط بينهما بيان بعض أوصافه وأحواله صلى اللّه عليه و سلم وهو كونه نذيرا مبينا ليكون أدخل في القبول ولم يفعل ذلك في صدر السورة لئلا يفرق بين الكتاب ومضمونه بما ليس من أوصافه وأحواله أو مفسرة متعلقة به أو بنذير أو مفعول لمبين وعلى قراءة الفتح بدل من أني لكم نذير مبين وتعيين لما يوجب وقوع المحذور وتبيين لوجه الخلاص وهو عبادة اللّه تعالى وقوله تعالى إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم تعليل لموجب النهي وتصريح بالمحذور وتحقيق للإنذار والمراد به يوم القيامة أو يوم الطوفان ووصفه بالأليم على الإسناد المجازي للمبالغة كما في نهاره صائم وهذه المقالة وما في معناها مما قاله صلى اللّه عليه و سلم في أثناء الدعوة على ما عزى إليه في سائر السور لما لم تصدر عنه صلى اللّه عليه و سلم مرة واحدة بل كان يكررها عليهم في تلك المدة المتطاولة على ما نطق به قوله تعالى رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا الآيات عطف على فعل الإرسال المقارن لها أو القول المقدر بعده جوابهم المتعرض لأحوال المؤمنين الذين اتبعوه صلى اللّه عليه و سلم بعد اللتيا والتي بالفاء التعقبية فقيل |
﴿ ٢٦ ﴾