٢

يوم ترونها منتصب بما بعده قدم عليه اهتماما به والضمير للزلزلة أي وقت رؤيتكم إياها ومشاهدتكم لهول مطلعها

تذهل كل مرضعة أي مباشرة للإرضاع

عما أرضعت أي تغفل مع دهشة عما هي بصدد

إرضاعه من طفلها الذي ألقمته ثديها والتعبير عنه بما دون من لتأكيد الذهول وكونه بحيث لا يخطر ببالها أنه ماذا لا أنها تعرف شيئته لكن لا تدري من هو بخصوصه

وقيل ما مصدرية أي تذهل عن إرضاعها والأول أدل على شدة الهول وكمال الإنزعاج وقرىء تذهل من الإذهال مبنيا للمفعول أو مبنيا للفاعل مع نصب كل أي تذهلها الزلزلة

وتضع كل ذات حمل حملها أي تلقى جنيها لغير تمام كما أن المرضعة تذهل عن ولدها لغير فطام وهذا ظاهر على قول علقمة والشعبي

وأما على ما روى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما فقد قيل إنه تمثيل لتهويل الأمر وفيه أن الامر حينئذ أشد من ذلك وأعظم وأهول مما وصف وأطم

وقيل إن ذلك يكون عند النفخة الثانية فإنهم يقومون على ما صعقوا في النفخة الأولى فتقوم المرضعة على إرضاعها والحامل على حملها ولا ريب في ان قيام الناس من قبورهم بعد النفخة الثانية لا قبلها حتى يتصور ما ذكر

وترى الناس بفتح التاء والراء على خطاب كل أحد من المخاطبين برؤية الزلزلة والاختلاف بالجمعية والإفراد لما أن المرئي في الأول هي الزلزلة التي يشاهدها الجميع وفي الثاني حال من عدا المخاطب منهم فلا بد من إفراد المخاطب على وجه يعم كل واحد منهم لكن من غير اعتبار اتصافه بتلك الحالة فإن المراد بيان تأثير الزلزلة في المرئي لا في الرائي باختلاف مشاعره لان مداره حيثية رؤيته للزلزلة لا لغيرها كأنه قيل ويصير الناس

سكارى الخ وإنما أوثر عليه ما في التنزيل للإيذان بكمال ظهور تلك الحالة فيهم وبلوغها من الجلاء إلى حد لا يكاد يخفى على أحدأى يراهم كل أحد سكارى أي كأنهم سكارى

وما هم بسكارى حقيقة

ولكن عذاب اللّه شديد فيرهقهم هوله ويطير عقولهم ويسلب تمييزهم فهو الذي جعلهم كما وصفوا وقرىء ترى بضم التاء وفتح و قرىء برفع الناس على إسناد الفعل المجهول إليه والتأنيث على تأويل الجماعة وقرىء ترى بضم التاء وكسر الراء أي ترى الزلزلة الخلق جميع الناس سكارى وقرىء سكرى وسكرى كعطشى وجوعي إجراء للسكر مجرى العلل

﴿ ٢