٧

وأن الساعة آتية أي فيما سيأتى وإيثار صيغة الفاعل على الفعل للدلالة على تحقيق إتيانها وتقرره البتة لاقتضاء الحكمة إياه لا محالة وتعليله بأن التغير من مقدمات الإنصرام وطلائعه مبنى على ما ذكر من الغفول وقوله تعالى

لا ريب فيه إما خبر ثان ىن أو حال من ضمير الساعة فى الخبر ومعنى نفى الريب عنها انها فى ظهور أمرها ووضوح دلائلها التكوينية والتنزيلية بحيث ليس

فيها مظنة أن يرتاب فى إتيانها حسبما مر فى مطلع سورة البقرة والجملة عطف على المجرور بالباء كما قبلها من الجملتين داخلة مثلهما فى حيز السببية وكذا قوله عز و جل

وأن اللّه يبعث من فى القبور لكن لا من حيث إن إتيان الساعة وبعث الموتى مؤثران فيما ذكر من أفاعليه تعالى تأثير القدرة فيها بل من حيث إن كلا منهما سبب داع له عز و جل بموجب رأفته بالعباد المبنية على الحكم البالغة الى ما ذكر من خلقهم ومن إحياء الارض الميتة على نمط بديع صالح للاستشهاد به على مكانهما ليتأملوا فى ذلك ويستدلوا به على وقوعهما لا محالة ويصدقوا بما ينطق بهما من الوحى المبين وينالوا به السعادة الابدية ولولا ذلك لما فعل تعالى ما فعل بل لما خلق العالم رأسا وهذا كما ترى من أحكام حقيته تعالى فى أفعاله وابتنائها على الحكم الباهرة كما أن ما قبله من أحكام حقيته تعالى فى صفاته وكونها فى غاية الكمال وقد جعل إتيان الساعة وبعث من فى القبور لكونهما من روادف الحكمة كناية عن كونه تعالى حكيما كانه قيل ذلك بسبب أنه تعالى قادر على إحياء الموتى وعلى كل مقدور وأنه حكيم لا يخلف ميعاده وقد وعد بالساعة والبعث فلا بد أن ينفى بما وعد وأنت خبير بأن مآله الاستدلال بحكمته تعالى على إتيان الساعة والبعث وليس الكلام فى ذلك بل إنما هو فى سببيتها لما مر من خلق الإنسان وإحياء الارض فنأمل وكن على الحق المبين

وقيل قوله تعالى وأن الساعة آتية ليس معطوفا على المجرور بالياء ولا داخلا فى حيز السببية بل هو خبر والمبتدأ محذوف لفهم المعنى والتقدير والامر أن الساعة آتية وأن الثانية معطوفة على الأول

وقيل المعنى ذلك لتعلموا بان اللّه هو الحق الآتين

﴿ ٧