|
٣٦ فقلنا لهما حينذ اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا هم فرعون وقومه والآيات هي المعجزات التسع المفصلات الظاهرة على يدي موسى عليع السلام ولم يوصف القوم لهما عند إرسالهما إليهم بهذا الوصف ضرورة تأخر تكذيب الآيات عن إظهارها المتأخر عن ذهابهما المتأخر عن الأمر به بل إنما وصفوا بذلك عنه الحكاية لرسو ل اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيانا لعلة استحفافهم لما يحكى بعده من التدمير أي فذهبا اليهم فأرياهم آياتتا كلها فكذبوها تكذيبا مستمرا فدمرناهم التكذيب أثر ذلك التكذيب المستمر تدميرا عجيبا هائلا لا يقادر قدره ولا يدرك كنهه فاقتصر على حاشيتي القصة اكتفاء بما هو المقصود وحمل قوله تعالى فدمرناهم على معنى فحكمنا بتدميرهم مع كونه تعسفا ظاهرا مما لا وجه له إذ لا فائدة يعتد بها في حكاية الحكم بيتدمير قد وقع وانقضى والتعرض في مطلع القصة لإيتاء الكتاب مع أنه كان بعد مهلك القوم ولم يكن له مدخل في هلاكهم كسائر الأيات للإيذان من أول الأمر ببلوغه صلى اللّه عليه و سلم غاية الكمال و نيله نهاية الامال التي هي إنجاء بني إسرائيل من ملكه فرعون وإرشادهم إلى الطريق الحق صلى اللّه عليه و سلم غايى الكمال ونيله نهاية بما في التوراة من الأحكام إذا به يحصل تأكيد الوعد بالهداية على الوجه الذي مربيانه وقرىء فدمرتهم وفدمراهم وفدمراهم على التأكيد بالنون الثقيلة |
﴿ ٣٦ ﴾