|
١٧ ١٨ فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون اثر ما بين حال فربقي المؤمنين العاملين للصالحات والكافرين المكذبين بالآيات وما لهما من الثواب والعذاب امروا بما ينجي من الثاني ويفضي الى الأول من تنزيه اللّه عز و جل عن كل مالا يليق بشأنه سبحانه ومن حمده تعالى على نعمة العظام وتقديم الأول على الثاني لما ان التخلية متقدمة على التحلية والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها أي اذا علمتم ذلك فسبحوا اللّه تعالى أي نزهوه عما ذكر سبحانه أي تسبيحه اللائق في هذه الاوقات واحمدوه فإن الاخبار بثبوت الحمد له تعالى ووجوبه على المميزين من اهل السموات والارض في معنى الامر به على أبلغ وجه وآكده وتوسيطه بين اوقات التسبيح للاعتناء بشأنه والاشعار بأن حقهما ان يجمع بينهما كما ينبىء عنه قوله تعالى ونحن نسبح بحمدك وقوله تعالى فسبح بحمد ربك وقوله من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان اللّه وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر وقوله من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان اللّه وبحمده مائة مرة لم يأت احد يوم القيامة بأفضل مما جاء به الا احد قال مثل ما قال اوزاد عليه وقوله كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان اللّه وبحمده سبحان اللّه العظيم وغير ذلك مما لا يحصى من الآيات والاحاديث وتخصيصهما بتلك الاوقات للدلالة على ان ما يحدث فيها من آيات قدرته واحكام رحمته ونعمته شواهد ناطقة بتنزهه تعالى واستحقاقه الحمد وموجبة لتسبيحه وتحميده حتما وقوله تعالى وعشيا عطف على حين تمسون وتقديمه على حين تظهرون لمراعاة الفواصل وتغيير الاسلوب لما انه لا يجيء منه الفعل بمعنى الدخول في العشى كالمساء والصباح والظهيرة ولعل السر في ذلك انه ليس من الاوقات التي تختلف فيها احوال الناس وتتغير تغيرا ظاهرا مصححا لوصفهم بالخروج عما قبلها والدخول فيها كالاوقات المذكورة فإن كلا منها وقت تتغير فيه الاحوال تغيرا ظاهرا اما في المساء والصباح فظاهر وأما في الظهيرة فلانها وقت يعتاد فيه التجرد عن الثياب للقيلولة كما مر في سورة النور وقيل المراد بالتسبيح والحمد الصلاة لاشتمالها عليهما وقد روى عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما ان الآية جامعة للصلوات الخمس تمسون صلاتا المغرب والعشاء وتصبحون صلاة الفجر وعشيا صلاة العصر وتظهرون صلاة الظهر ولذلك ذهب الحسن الى انها مدنية اذ كان يقول ان الواجب بمكة ركعتان في أي وقت اتفقتا وانما فرضت الخمس بالمدينة والجمهور على انها فرضت بمكة وهو الحق لحديث المعراج وفي آخره هن خمس صلوات كل يوم وليلة عن النبي من سره ان يكال له بالقفيز الأوفي فليقل فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون الآية وعنه من قال حين يصبح فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون الى قوله تعالى وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في يومه ومن قالها حين يمسي ادرك ما فاته في ليلته وقرىء حينا تمسون وحينا تصبحون أي تمسون فيه وتصبحون فيه |
﴿ ١٨ ﴾