٢٢

و من آياته بل هى مشتملة على آيات شتى ومن آياته الدالة على ما ذكر من امر البعث وما يتلوه من الجزاء

خلق السموات والارض اما من حيث ان القادر على خلقهما بما فيهما من المخلوقات بلا مادة مستعدة لها اظهر قدرة على إعادة ما كان حيا قبل ذلك

وأما من حيث ان خلقهما ومافيهما ليس الا لمعاش البشر ومعادة كما يفصح عنه قوله تعالى هو الذى خلق لكم ما فى الارض جميعا و قوله تعالى وهو الذى خلق السموات والارض فى ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا

واختلاف السنتكم أي لغاتكم بأن علم كل صنف لغته والهمه وضعها واقدره عليها او اجناس نطقكم وإشكاله فإنك لا تكاد تسمع منطقين متساويين في الكيفية من كل وجه والوانكم ببياض الجلد وسواده وتوسطه فيما بينهما او تخطيطات الاعضاء وهيآتها والوانها وحلاها بحيث وقع بها التمايز بين الاشخاص حتى ان التوامين مع توافق موادهما واسبابهما والامور المتلاقية لهما في التخليق يختلفان في شيء من ذلك لا محالة وان كانا في غاية التشابه وانما نظم هذا في سلك الآيات الآفافية من خلق السموات والارض مع كونه من الآيات الانفسية الحقيقة بالانتظام في سلك ما سبق من خلق انفسهم وازواجهم للايذان باستقلاله والاحتراز عن توهم كونه من تتمات خلقهم

ان في ذلك أي فيما ذكر من خلق السموات والارض واختلاف الالسنة والالوان

لآيات عظيمة في انفسها كثيرة في عددها

للعالمين أي المتصفين بالعلم كما في قوله تعالى وما يعقلها

 الا العالمون وقرىء بفتح اللام وفيه دلالة على كمال وضوح الآيات وعدم خفائها على احد من الخلق كافة

﴿ ٢٢