|
٢٥ ومن آياته ان تقوم السماء والارض بأمره أي بإرادته تعالى لقيامهما والتعبير عنها بالامر للدلالة على كمال القدرة والغني عن المبادى والاسباب وليس المراد بإقامتهما انشاءهما لانه قد بين حاله بقوله تعالى ومن آياته خلق السموات والارض ولا اقامتهما بغير مقيم محسوس كما قيل فإن ذلك من تتمات انشائهما وان لم يصرح به تعويلا على ما ذكر في غير موضع من قوله تعالى خلق السموات بغير عمد ترونها الآية بل قيامهما واستمرارهما على ما هما عليه الى اجلهما الذي نطق به قوله تعالى فيما قبل ما خلق السموات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى وحيث كانت هذه الآية متأخرة عن سائر الآيات المعدودة متصلة بالبعث في الوجود اخرت عنهن وجعلت متصلة به في الذكر ايضا فقيل ثم اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون فإنه كلام مسوق للاخبار بوقوع البعث ووجوده بعد انقضاء اجل قيامهما مترتب على تعداد آياته الدالة عليه غير منتظم في سلكها كما قيا كأنه قيل ومن آياته قيام السموات والارض على هيآتهما بأمره تعالى الى اجل مسمى قدرة اللّه تعالى لقيامهما ثم اذا دعاكم أي بعد انقضاء الاجل من الارض وانتم في قبوركم دعوة واحدة بأن قال ايها الموتى اخرجوا فاجأتم الخروج منها وذلك قوله تعالى يومئذ يتبعون الداعي ومن الارض متعلق بدعاكم اذ يكفي في ذلك كون المدعو فيها يقال دعوته من اسفل الوادي فطلع الى لا بتخرجون لان ما بعد اذا لا يعمل فيما قبلها |
﴿ ٢٥ ﴾