٣ ام يقولون افتراه فإن قولهم هذا انكار منهم لكونه من رب العالمين فلا بد ان يكون مورده حكما مقصود الافادة لا قيدا للحكم بنفي الريب عنه وقد رد عليهم ذلك وابطل حيث جىء بأم المنقطعة انكارا له وتعجيبا منه لغاية ظهور بطلانه واستحالة كونه مفترى ثم اضرب عنه الى بيان حقية ما انكروه حيث قيل بل هو الحق من ربك بإضافة اسم الرب الى ضميره بعد اضافته فيما سبق الى العالمين تشريفا له ثم ايد ذلك ببيان غايته حيث قيل لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبلك لعلم يهتدون فإن بيان غاية الشيء وحكمته لا سيما عند كونها غاية حميدة مستتبعة لمنافع جليلة في وقت شدة الحاجة اليها مما يقرر وجود الشيء ويؤكده لا محالة ولقد كانت قريش اضل الناس واحوجهم الى الهداية بإرسال الرسول وتنزيل الكتاب حيث لم يبعث اليهم من رسول قبله أي ما اتاهم من نذير من قبل انذارك او من قبل زمانك والترجي معتبر من جهته أي لتنذرهم راجيا لاهتدائهم او لرجاء اهتدائهم واعلم ان ما ذكر من التأييد انما يتسنى على ما ذكر من كون تنزيل الكتاب مبتدا وأما على سائر الوجوه فلا تأييد اصلا لان قوله تعالى من رب العالمين خبر رابع على الوجه الأول وخبر ثالث على الوجهين الاخيرين واياما كان فكونه من رب العالمين حكم مقصود الافادة لاقيد لحكم آخر فتدبر |
﴿ ٣ ﴾