٨

ليسأل الصادقين عن صدقهم متعلق بمضمر مستأنف مسوق لبيان ما هو داع الى ما ذكر من اخذ الميثاق وغاية له لا بأخذنا فإن المقصود تذكير نفس الميثاق ثم بيان الغرض منه بيانا قصديا كما ينبىء عنه تغيير الاسلوب بالالتفات الى الغيبة أي فعل اللّه ذلك ليسأل يوم القيامة الانبياء ووضع الصادقين موضع ضميرهم للايذان من اول الامر بأنهم صادقون فيما سئلوا عنه وانما السؤال لحكمة تقتضيه أي ليسأل الانبياء الذين صدقوا عهدهم عما قالوه لقومهم او عن تصديقهم اياهم تبكيتا لهم كما في قوله تعالى يوم يجمع اللّه الرسل فيقول ماذا اجبتم او المصدقين لهم عن تصديقهم فإن مصدق الصادق صادق وتصديقه صدق

وأما ما قيل من ان المعنى ليسأل المؤمنين الذين صدقوا عهدهم حين اشهدهم على انفسهم عن صدقهم عهدهم فيأباه مقام تذكير ميثاق النبيين وقوله تعالى

واعد للكافرين عذابا اليما عطف ما ذكر من المضمر لا على اخذنا كما قيل والتوجيه بأن بعثة الرسل واخذ الميثاق منهم لاثابة المؤمنين او بأن المعنى ان اللّه تعالى اكد على الانبياء الدعوة الى دينه لاجل اثابة المؤمنين تعسف ظاهر انه مفض الى كون بيان اعداد العذاب الاليم للكافرين غير مقصود بالذات نعم يجوز عطفه على ما دل عليه قوله تعالى ليسأل الصادقين كأنه قيل فأثاب المؤمنين واعد للكافرين الآية

﴿ ٨