٣

كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم كلام مستأنف وارد لتحقيق أن مضمون السورة موافق لما في تضاعف سائر الكتب المنزلة على الرسل المتقدمة في الدعوة الى التوحيد الإرشاد الى الحق أو أيحاءها مثل إيحائها بعد تنويهها بذكر اسمها والتنبيه على فخامة شأنها والكاف في حيز النصب على أنه مفعول ليوحى على الأول وعلى أنه نعت لمصدر مؤكد له على الثاني وذلك على الأول إشارة الى ما فيها وعلى الثاني إلى إيحائها وما فيه من معنى العبد للإيذان بعلو رتبة المشار إليه وبعد منزلته في الفضل أي مثل ما في هذه السورة من المعاني أو حى إليك في سائر السور والى من قبلك من الرسل في كتبهم على أن مناط المماثلة ما أشير إليه من الدعوة الى التوحيد والإرشاد الى الحق وما فيه صلاح العباد في المعاش والمعاد أو مثل إيحائها أوحى إليك عند إيحاء سائر السور وإلى سائر الرسل عند إيحاء كتبهم إليهم لا إيحاء مغايرا له كما في قوله تعالى إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح الآية على أن مدار المثلية كونه بواسطة الملك وصيغة المضارع على حكاية الحال الماضية للإيذان باستمرار الوحى وأن إيحاء مثله عادته وفي جعل مضمون السورة أو إيحائها مشبها به من تفخيمها مالا يخفى وكذا في وصفه تعالى بوصفي العزة والحكمة وتأخير الفاعل لمراعاة الفواصل مع ما فيه من التشويق وقرىء يوحى على البناء للمفعول على ان كذلك مبتدأ يوحى خبره المسند الى ضميره أو مصدر ويحى مسند الى إليك واللّه مرتفع بما دل عليه يوحى كأنه قبل من يوحى فقيل اللّه والعزيز الحكيم صفتان له أو مبتدأ كما في قراءة نوحى والعزيز وما بعده خبران له او العزيز الحكيم صفتان له

وقوله تعالى

﴿ ٣