ÓõæÑóÉõ ÇáÏøõÎóÇäö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÊöÓúÚñ æóÎóãúÓõæäó ÂíóÉð سورة الدخانبسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١حم ٢والكتاب المبين الكلام فيه كالذى سلف في السورة السابقة ٣إنا أنزلناه أى الكتاب المبين الذى هو القرآن في ليلة مباركة هي ليلة القدر وقيل ليلة البراءة ابتدىء فيها إنزاله أو أنزل فيها جملة الى السماء الدنيا من اللوح وأملاه جبريل عليه السلام على السفرة ثم كان ينزله على النبي صلى اللّه عليه و سلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة كما مر في سورة الفاتحة ووصفها بالبركة لما أن نزول القرآن مستتبع للمنافع الدينية والدنيوية بأجمعها أو لما فيها من تنزل الملائكة والرحمة وإجابة الدعوة وقسم النعمة وفصل الأفضية وفضيلة العبادة وإعطاء تمام الشفاعة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وقيل يزيد في هذه الليلة ماء زمزم زيادة ظاهرة إنا كنا منذرين استئناف مبين لما يقضى الإنزال كأنه قيل إنا أنزلناه لأن من شأننا الإنذار والتحذير من العقاب وقيل جواب للقسم وقوله تعالى إنا أنزلناه الخ اعتراض وقيل جواب ثان بغير عاطف ٤فيها يفرق كل أمر حكيم استئناف كما قبله فإن كونها مفرق الأمور المحكمة أو الملتبسة بالحكمة الموافقة لها يستدعى أن ينزل فيها القرآن الذى هو من عظائمها وقيل صفة أخرى لليلة وما بينهما اعرتاض وهذا يدل على أنها ليلة القدر ومعنى يفرق أنه يكتب ويفصل كل أمر حكيم من ارزاق العباد وآجالهعم وجمع امورهم من هذه الليلة الى الآخرى من السنة القابلة وقيل يبدأ في استنساخ ذلك من اللوح في ليلة البراءة ويقع الفراغ في ليلة القدر فتدفع نسخة الأرزاق الى ميكائيل ونسخة الحروب الى جبريل وكذا الزلازل والخسف والصواعق ونسخة الأعمال الى إسماعيل صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم ونسخة المصائب الى ملك الموت عليهم السلام وقرىء يفرق بالتشديد وقرىء يفرق على البناء للفاعل أى يفرق اللّه تعالى كل أمر حكيم وقرىء نفرق بنون العظمة ٥أمرا من عندنا نصب على الاختصاص أى أعنى بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا على مقتضى حكمتنا وهو بيان لفخامة الإصافية بعد بيان فخامته الذاتة ويجوز كونه حالا من كل أمر لتخصيصه بالوصف أو من ضميره في حكيم وقد جوز أن يراد به نقابل النهي ويجعل مصدرا مؤكدا ليفرق لاتحاد الأمر والفرقان في المعنى أو لفعله المضمر لما أن الفرق به أو حالا منا أحد ضميري أنزلناه اى آمرين أو مأمورا به إنا كنا منذرين بدل من إنا كنا منذرين وقيل جواب ثالث وقيل مستأنف وقوله تعالى ٦رحمة من ربك غاية للإرسال متأخرة عنه على ان المراد بها الرحمن الواصلة الى العابد باعث متقدم عليه على أن المراد مبدوها أى إنا أنزلنا القرآن لأن من عادتنا إرسال الرسل بالكتب الى العباد لأجل إفاضة رحمتنا عليهم أو لاقتضاء رحمتنا السابقة إرسالهم ووضع الرب موضع الضمير الإيذان بأن ذلك من أحكام الربوبية مقتضياتها وإضافة الى ضميره عليه الصلاة و السلام لتشريفه أو تعليل ليفرق أو لقوله تعالى أمرا على ان قوله تعالى رحمة مفعول للإرسال كما في قوله تعالى وما يمسك فلا مرسل له أى يفرق فيها كل أمر أو تصدر الأوارم من عندنا لأن من عادتنا إرسال رحمتنا ولا ريب في أن كلا من قسمة الأرزاق وغيرها والأوامر الصادرة منه تعالى من باب الرحمة فإن الغاية لتكليف العبادة تعريضهم للمنافع وقرىء رحمة بالرفع اى تلك رحمة وقوله تعالى إنه هو السميع العليم تحقيق لربوبيته تعالى وأنها لا تحق إلا لمن هذه نعوته ٧رب السموات والأرض وما بينهما بدل من أو بيان أو نعت وقرىء بالرفع على انه خبر آخر أو استئناف على إضمار مبتدا إن كنتم موقنين أى إن كنتم من أهل الإيقان في العلوم أو إن كنتم موقنين في إقراركم بأنه تعالى رب السموات والأرض وما بينهما إذا سئلتم من خلقها فقلتم اللّه علمتم أن الأمر كما قلنا أو إن كنتم مريدين اليقين فاعلموا ذلك ٨لا إله إلا هو جملة مستأنفة مقررة لما قبلها وقيل خبر لقوله رب السموات الخ وما بينهما اعتراض يحي ويميت مستأنفة كما قبلها وكذا قوله تعالى ربكم ورب آبائكم الأولين بإضمار مبتدأ أو بدل من رب السموات على قراءة الرفع أو بيان أو نعت له وقيل فاعل ليميت وفي يحيى ضمير راجع الى رب السموات وقرىء بالجر بدلا من رب السموات على قراءة الجر ٩بل هم في شك مما ذكر من شئونه تعالى غير موقنين في إقرارهم يلعبون لا يقولون ما يقولون عن جد وإذعان بل مخلوطا بهزؤ ولعب والفاء في قوله تعالى ١٠فارتقب لترتيب الارتقاب أو الأمر به على ما قبلها فإن كونهم في شك مما يوجب ذلك حتما أي فانتظر لهم يوم تأتى السماء ابدخان مبين أى يوم شدة ومجاعة فإن الجائع يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان أما لضعف بصره أو لأن في عام القحط يظلم الهواء لقلة الأمطار وكثرة الغبار أو لأن العرب تسمى الشر الغالب دخانا وذلك أن قريشا لما استعصت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا عليهم فقال اللّهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف فأخذتهم سنة حتى أكلوا الجيف والعظام والعلهز وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان وكان يحدث الرجل يسمع كلامه ولا يراه من الدخان وذلك قوله تعالى ١١يغشى الناس أى يحيط بهم هذا عذاب أليم أى قائلين ذلك فمشى إليه عليه الصلاة و السلام أبو سفيان ونفر معه وناشدوه اللّه تعالى والرحم وواعدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا وذلك قوله تعالى ١٢ربنا أكشف عنا العذاب إنا مؤمنون وهذا قول ابن عباس وابن مسعود رضى اللّه عنهم وبه أخذ مجاهد ومقاتل وهو اختيار الفراء والزجاج وقيل هو داخان يأتي من السماء قبل يوم القيامة فيدخل في اسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيد ويعترى المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت أو قد فيه ليس خصاص وعن رسول اللّه صلى اللّه عليه سولم اول الآيات الدخان ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس الى المحشر قال حذيفة يا رسول اللّه وما الدخان فتلا الآية وقال يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره والأول هو الذى يستدعيه مساق النظم الكريم قطعا فإن قوله تعالى ١٣إنى لهم الذكرى الخ رد لكلامهم واستدعائهم الكشف وتكذيب لهم في الوعد بالإيمان المنبىء عن التذكر والاتعاظ بما اعتراهم من الداهية أى كيف يتذكرون أو من أين يتذكرون بذلك ويفون بما وعدوه من الإيمان عند كشف العذاب عنهم وقد جاءهم رسول مبين أى والحال أنهم شاهدوا من دواعى التذكر وموجبات الاتعاظ ما هو أعظم منه في إيجابها حيث جاءهم رسول عظيم الشأن وبين لهم مناهج الحق بإظهار آيات ظاهره ومعجزات قاهرة تخر لها صم الجبال ١٤ثم تولوا عنه عن ذلك الرسول وهو هو ريثما شاهدوا منه ما شاهدوا من العاظئم الموجبة للإقبال عليه ولم يقتنعوا بالتولى وقالوا في حقه معلم مجنون أي قالوا تارة يعلمه غلام أعجمي لبعض ثقيف وأخرى مجنون أو يقول بعضهم كذا وآخرون كذا فهل يتوقع من قوم هذه صفاتهم أن يتأثروا بالعظة والتذكير وما مثلهم إلا كمثل الكلب إذا جاع ضغا وإذا شبع طغا وقوله تعالى ١٥إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون جواب من جهته تعالى عن قولهم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون بطريق الإلتفات لمزيد التوبيخ والتهديد وما بينهما اعتراض أي إنا نكشف العذاب المعهود عنكم كشفنا قليلا أو زمانا قليلا إنكم تعودون إثر ذلك إلى ما كنتم عليه من العتو والإصرار على الكفر وتنسون هذه الحالة وصيغة الفاعل في الفعلين للدلالة على تحققهما لا محالة ولقد وقع كلاهما حيث كشف اللّه تعالى بدعاء النبي صبى اللّه عليه وسلم فما لبثوا أن عادوا إلى ما كانوا عليه من العتق والعناد ومن فسر الدخان بما هو من الأشراط قال إذا جاء الدخان تضور المعذبون به من الكفار والمنافقين وغوثوا وقالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون فيكشفه اللّه تعالى عنهم بعد أربعين وريثما يكشفه عنهم يرتدون ولا يتمهلون ١٦يوم نبطش البطشة الكبرى يوم القيامة وقيل يوم بدر وهو ظرف لما دل عليه قوله تعالى إنا منتقمون لا لمنتقمون لأن إن مانعة من ذلك أي يومئذ ننتقم إنا منتقمون وقيل هو بدل من يوم تأتي الخ وقريء نبطش أي نحمل الملائكة على أن يبطشوا بهم البطشة الكبرى وهو التناول بعنف وصولة أو نجعل البطشة الكبرى باطشة بهم وقريء نبطش بضم الطاء وهي لغة ١٧ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون أي امتحناهم بإرسال موسى عليه السلام أوقعناهم في الفتنة بالإمهال وتوسيع الرزق عليهم وقريء بالتشديد للمبالغة أو لكثرة القوم وجاءهم رسول كريم على اللّه تعالى أو على المؤمنين و في نفسه لأن اللّه تعالى لم يبعث نبيا إلا من سراة قومه وكرامهم ١٨أن أدوا إلى عباد اللّه أي بأن أدوا إلي بني اسرائيل وأرسلوهم معي أو بأن أدوا إلي عباد اللّه حقه من الإيمان وقبول الدعوة وقيل إن مفسرة لأن مجيء الرسول لا يكون إلا برسالة ودعوة وقيل مخففة من الثقيلة أي جاءهم بأن الشام أدوا إلى الخ وقوله تعالى إني لكم رسول أمين تعليل للأمر أو لوجوب المأمور به أي رسول غير ظنين قد ائتمنني اللّه تعالى على وحيه وصدقني بالمعجزات القاهرة ١٩وأن لا تعلوا على اللّه أي لا تتكبروا عليه تعالى بالإستهانة بوحيه وبرسوله وأن كالتي سلفت وقوله تعالى إني آتيكم أي من جهته تعالى بسلطان مبين تعليل للنهي أى آتيكم بحجة واضحة لا سبيل الى إنكارها وآتيكم على صيغة الفاعل أو المضارع وفي إيراد الأداء مع الأمين والسلطان مع العلا من الجزالة مالا يخفي ٢٠وإن عذت بربي وربكم أى التجأت إليه وتوكلت عليه أن ترجمون من أن ترجموني أي تؤذوني ضربا أو شتما أو أن تقتلوني قيل لما قال وان لا تعلوا على اللّه توعدوه بالقتل وقرىء بإدغام الذال في التاء ٢١وإن لم تؤمنوا الى فاعتزلون أى وإن كابرتم مقتضى العقل ولم تؤمنوا لى فخلوني كفافا لا على ولا لى ولا تتعرضوا بشر ولا أذى فليس ذلك جزاء يدعوكم الى ما فيه فلاحكم وحمله على معنى فاقطعوا أسباب الوصلى عن فلا موالا بيني وبينه وبين من وبينمن لا يؤمن يأباه المقام ٢٢فدعا ربه بعد ما تموا على تكذيبه عليه السلام إن هؤلاء أى بأن هؤلاء قوم مجرمين وهو تعريض بالدعاء عليهم بذكر ما استوجبون ولذلك سمى دعاء وقرىء بالكسر على إضمار القول قيل كان دعاؤه اللّهم عجل لهم ما يستحقونه بإجرامهم وقيل هو قوله ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ٢٣فأسر بعبادى ليلا بإضمار القول أما بعد الفاء اى فقال ربه اسر بعبادى وأما قبلها كانه قيل إن كان الأمر كما تقول فأسر بعبادى اي ببني إسرائل فقد دب اللّه تعالى أن تتقدموا وقرىء بوصل الهمزة من سرى إنكم متبعون أى يتبعكم فرعون وجنوده بعد ما علموا بخروجكم ٢٤وإترك البحر رهوا مفتوحا ذا فجوة واسعة أو ساكنا على هيئته بعد ما جاوزته ولا تضربه بعصاك لينطبق ولا تغيره عن حاله ليدخله القبط إنهم جند مغرقون وقرىء أنهم بالفتح أى لأنهم ٢٥كم تركوا أى كثيرا تركوا بمصر من جنات وعيون ٢٦وزروع ومقام كريم محافل مزينة ومنازل محسنة ٢٧ونعمة أي تنعم كانوا فيها فاكهين متنعمين وقرىء فكهين ٢٨كذلك الكاف في حيز النصب وذلك إشارة الى مصدر يدل عليه تركوا أى مثل ذلك السلب سلبناهم إياها وأورثناها قوما آخرين وقيل مثل ذلك الأخراج أخرجناهم منها وقيل في حيز الرفع على الخبرية أي الأمر كذلك فحينئذ يكون أورثناها معطوفا على تركوا وعلى الأولين على الفعل المقدر ٢٩فما بكت عليهم السماء والأرض مجاز عن عدم الاكتراث بهلاكهم ولاعتداد بوجودهم فيه تهكم بهم ويجالهم المنافية لحال من يعظم فقده فيقال له بكت السماء والأرض ومنه ما ورى أن المؤمن ليبكي عليه مصلاه ومحل عبادته ومصاعد عمله ومهابط رزقه وآثاره في الأرض وقيل تقديره أهل السماء والأرض وما كانوا لما جاء وقت هلاكهم منظرين ممهلين الى وقت آخر أو الى الآخرة بل عجل لهم في الدنيا ٣٠ولقد نجينا بنى إسرائيل بأن فعلنا بفرعون وقومه ما فعلنا من العذاب المهين ٣١من استعباد فرعون إياهم وقتل أبنائهم واستحياء نسائهم على الخسف والضيم من فرعون بدل من العذاب أما على جعله نفس العذاب لإفراطه فيه وأما على حذف المضاف أى عذاب فرعون أو حال من المهين أي كائنا من فرعون وقرىء من فرعون على معنى هل تعرفونه من هو في عتوه وتفرعنه وفي أيهام أمره أولا وتبينه بقوله تعالى إنه كان وليا من المسرفين ثانيا من الإفصاح عن كنه أمره في الشر والفساد مالا مزيد عليه وقوله تعالى من المسرفين أما خبر ثان لكان أى كان متكبرا مسرفا أو حال من الضمير في عاليا أى كان رفيع الطبقة من بين المسرفين فائقا لهم بليغا في الإسراف ٣٢ولقد اختراناهم أى بني إسرائيلا على علم أى عالمين عالمين بأنهم احقاء بالاختيار أو عالمن بانهم يزيغون في الأوقات ويكثر منهم الفرطات على العالمين جميعا لكثرة الأنبياء فيهم أو على عالمي زمانهم ٣٣وآتيناهم من الايات كفلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى وغيرها من عظائم الآيات التى لم يعهد مثلها في غيرهم ما فيه بلاء مبين نعمة جلية أو اختبار ظاهر لننظر كيف يعملون ٣٤إن هؤلاء يعنى كفار قريش لأن الكلام فيهم وقصة فرعون وقومه مسوقة للدلالة على تماثلهم في الإصرار على الضلالة والتحذير عن حلول مثل ما حل بهم ليقولون ٣٥إن هى إلا موتتنا الأولى أى ما العاقبة ونهاية الأمر إلا الموتة الأوى المزيلة للحياة الدنيوية ولا قصد الى إثبات موتة أخرى كما في قولك حج زيد الحجة الأولى ومات وقيل لما قيل لهم إنكم تموتون موتة تعقبها حياة كما تقدمتم موتة كذلك قالوا ماهي إلا موتتنا الأولى أى ما الموتة التي تعقبها حياة إلا الموتة الأولى وقيل المعنى ليست الموتة إلا هذه الموتة دون الموتة التي تعقب حياة القبر كما تزعمون وما نحن بمنشرين بمبعوثين ٣٦فأتوا بآبائنا حطاب لمن وعدهم بالنشور من الرسول عليه الصلاة و السلام والمؤمنين إن كنتم صادقين فيما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى ليظهر أنه حق وقيل كانوا يطلبون إليهم أن يدعوا اللّه تعالى فينشر لهم قصى ابن كلاب ليشاوروه وكان كبيرهم ومفزعهم في المهمات والملمات ٣٧إهم خبر رد لقولهم وتهديد لهم اى أهم خير في القوة والمنعة اللتين يدفع بهما أسباب الهلاك أم قوم تبع هو تبع الحميري الذى سار بالجيوش وحير الحيرة وبنى سمرقدند وقيل هدمها وكان مؤمنا وقومه كافرين ولذلك ذمهم اللّه تعالى دونه وكان يكتب في عنوان كتابه بسم اللّه الذى ملك بحرا وبحرا أى بحارا كثيرة وعن النبي صلى اللّه عليه و سلم لا نسبوا تبعا فإنه كان قد اسلم وعنه عليه الصلاة و السلام ما ادرى أكان تبع نبيا أو غير نبي وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما انه كان نبيا وقيل لملوك اليمن التبابعة لأنهم يتبعون كما يقال لهم الأقيال لأنهم يتقيلون والذين من قبلهم عطف على قوم تبع والمراد بهم عادو وثمود وأضرابهم من كل جبار عنبيد أولى بأس شديد والإستفهام لتقرير أن اولئك أقوى من هؤلاء وقوله تعالى أهلكناهم استئناف لبيان عاقبة أمرهم وقوله تعالى إنهم كانوا مجرمين تعليل لإهلاكهم ليعلم أن أولئك حيث أهلكوا بسبب إجرامهم مع ما كانوا في غاية القوة والشدة فلآن يهلك هؤلاء وهم شركاء لهم في الإجرام أضعف منهم في الشدة والقوة وأولى ٣٨وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما أى ما بين الجنسين وقرىء وما بينهت لاعبين لاهين من غير أن يكون في خلقهما غرض صحيح وغاية حميدة ٣٩ما خلقناهما وما بينهما إلا بالحق استثناء مفرغ من أعم الأموال أو اعم الأسباب أى ما خلقناهما ملتبسا بشىء من الأشياء إلا ملتبسا بالحق أو ما خلقناهما بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق الذى هو الإيمان والطاعة والبعث والجزاء ولكن أكثرهم لا يعلمون أن الأمر كذلك فينكرون البعث والجزاء ولكن أكثرهم لا يعلمون أن الأمر كذلك فينكرون البعث والجزاء ٤٠إن يوم الفصل أى فصل الحق عن الباطل وتمييز المحق من المبطل أو فصل الرجل عن اقاربه وأحبائه ميقاتهم وقت موعدهم أجمعين وقرىء بالنصب على انه اسم إن ويوم الفصل خبرها أى إن ميعاد حسابهم وجزاءهم في يوم الفصل ٤١يوم لا يغنى بدل من يوم الفصل أو صفة لميقاتهم أو ظرف لما دل عليه الفصل لالنفسه مولى من قرابة أو غيرها عن مولى أى مولى كان شيئا أي شيئا من الإغناء ولا هم ينصرون الضمير لمولى الأول باعتبار المعنى لأنه عام ٤٢إلا من رحم اللّه بالعفو عنه وقبول الشفاعة في حقه ومحله الرفع على البدل من الواو أو النصب على لاستثناء إنه هو العزيز الذي لا ينصر من أراد تعذيبه الرحيم لمن أراد أن يرحمه ٤٣إن شجرة الزقوم وقرىء بكسر الشين وقد مر معنى الزقوم في سورة الصافات ٤٤طعام أثيم أى الكثير الآثام والمراد به الكافر لدلالة ما قبله وما بعده عليه ٤٥كالمهل وهو ما يمهل في النار حتى يذوب وقيل هو دردى الزيت يغلى في البطون وقرىء بالتاء على إسناد الفعل الى الشجرة ٤٦كغلي الحميم غليانا كغليه ٤٧خذوه على إرادة القول والخطاب للزبانية فاعتلوه أى جروه والعتل الأخذ بمجامع الشىء وجره بقهر وعنف وقرىء بضم التاء وهي لغة فيه الى سواء الجحيم أى وسطه ٤٨ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم كان الأصل يصب من فوق رؤسهم الحميم فقيل يصب من فوق رؤسهم عذاب هو الحميم للمبالغة ثم أضيف العذاب الى الحميم للتخفيف وزيد من للدلالة على ان المصبوب بعض هذا النوع ٤٩ذق إنك أنت العزيز الكريم أى وقولوا ذلك استهزاء به وتقريع له على ما كان يزعمه روى أن ابا جهل قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما بين جبليها أعز ولا أكرم منى فواللّه ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلابي شيئا وقرىء بالفتح اي لأنك أو عذاب أنك ٥٠إن هذا أى العذاب ما كنتم به تمترون تشكون وتمارن فيه والجمع باعتبار المعنى لأن المراد جنس الأثيم ٥١إن المتقين أى عن الكفر والمعاصى في مقام في موضع قيام والمراد المكان على الإطلاق فإنه من الخاص الذى شاع استعماله في معنى العموم وقرىء بضم المم وهو موضع إقامة أمين بأمن صاحبه الآفات والانتقال عنه وهو من الأمن الذى هو ضد الخيانة وصف به المكان بطريق الاستعارة كان المكان المخيف يخون صاحبه لما يلقى فيه من المكاره ٥٢في جنات وعيون بدل من مقام جىء به دلالة على نزاهته واشتماله على طيبات المآكل والمشارب ٥٣يلبسون من سندس واستبرق أما خبر ثان أو حال من الضمير في الجار أو استئناف والسندس مارق من الحرير والاستبراق ما غلظ منه معرب متقابلين في المجالس ليستأنس بعضهم ببعض ٥٤كذلك أى الأمر كذلك أو كذلك أثبناهم وزوجناهم بحو عين على الوصف وقرىء بالإضافة أى قرناهم بهن والحور جمع الحوراء وهي البيضاء والعين جمع العيناء وهي العظيمة العينين واختلاف في أنهن نساء الدنيا أو غيرها ٥٥يدعون فيها بكل فاكهة أى يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهونه من الفواكه لا يتخصص شىء منها بمكان ولا زمان آمنين من كل ما يسوؤهم ٥٦لا يذقون فياه الموت إلا الموتة الأولى بل يستمرون على الحياة أبدا ولاستتثناء منقطع أو متصل على أن المراد بيان استحالة ذوق الموت فيها على الإطلاق كانه قيل لا يذوقون فيها الموت إلا إذا أمكن ذوق الموتة الأوى حينئذ ووقاهم عذاب الجحيم وقرىء مشددا للمبالغة في الوقاية ٥٧فضلا من ربك أى أعطوا ذلك كله عطاء وتفضيلا منه تعالى وقرىء بالرفع اي ذلك فضل ذلك هو الفوز العظيم الذى لا فوز وراءه إذ هو خلاص عن جميع المكاره ونيل لكل المطالب وقوله تعالى ٥٨فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون فذلكة للسورة الكريمة أى إنما أنزلنا الكتاب المبين بلغتك كى يفهمه قومك ويتذكروا ويعلموا بموجب وإذا لم يفعلوا ذلك ٥٩فارتقب جاثية فانتظر ما يحل بهم إنهم مرتقبون ما يحب بك روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له |
﴿ ٠ ﴾