ÓõæÑóÉõ ÇáúÝóÊúÍö ãóÏóäöíøóÉñ

þ æóåöíó ÊöÓúÚñ æóÚöÔúÑõæäó ÂíóÉð

سورة الفتح

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

إنا فتحنا لك فتح البلد عبارة عن الظفر به عنوة أو صلحا بحراب أو بدونه فإنه ما لم يظفر به منغلق مأخوذ من فتح باب الدار وإسناده الى نون العظمة لاستناد أفعال العباد إليه تعالى خلقا وإيجادا والمراد به فتح مكة شرفها اللّه وهو المروى عن أنس رضي اللّه عنه بشر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند انصرافه من الحديبية والتعبير عنه بصيغة الماضى على سنن سائر الأخبار الربانية لللإيذان بتحققه لا محالة تأكيدا للتبشير كما أن تصدير الكلام بحرف التحقيق لذلك وفيه من الفخامة المنبئة عن عظمة شان المخبر جل جلاله وعز سلطانه ما لا يخفى

وقيل هو ما أتيح له عليه الصلاة و السلام في تلك السنة من فتح خيبر وهو المروى عن مجاهد

وقيل هو صلح الحديبية فإنه وإن لم يكن فيه حراب شديد بل ترام بين الفريقين بسهام وحجارة لكن لما كان الظهور للمسلمين حيث سألهم المشركون الصلح كان فتحا بلا ريب وروى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما رموا المشركين حتى أدخلوهم ديارهم وعن الكلى ظهروا عليهم حتى سألوا الصلح وقد روى أنه عليه الصلاة و السلام حين بلغه أن رجلا قال ما هذابفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا قال بل هو اعظم الفتوح وقد رضى المشركون أن يدفعوكم بالراح ويسألوكم القضية ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما يكرهون وعن الشعبي نزلت بالحديبية وأصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في تلك الغزوة ما لم يصب في غزوة حيث أصاب أن بويع بيعة الرضوان وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبلغ الهدى محله وأطعموا نخل خيبر وظهرت الروم على فارس ففرح به المسلمون وكان في فتح الحديبية آية عظييمة هي أنه نزح ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فتمضمض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم مجه فيها فدرت بالماء حتى شرب جميع من كان معه وشبع

وقيل فجاش الماء حتى امتلأت ولم ينفد ماؤها بعد

وقيل هو جميع ما فتح له عليه الصلاة و السلام من الفتوح

وقيل هو ما فتح اللّه له عليه الصلاة و السلام من الإسلام والنبوة والدعوة بالحجة والسيف ولا فتح أبين منه وأعظم وهو رأس الفتوح كافة إذ لا فتح من فتوح الإسلام إلا وهو شعبة من شعبه وفرع من فروعه

وقيل الفتح بمعنى القضاء ومنه انفتاحة للحكومة والمعنى قضينا لك على أهل مكة أن تدخلها من قابل وهو المروى عن قتادة رضى اللّه عنه وأيا ما كان فحذف المفعول للقصد الى نفس الفعل والإيذان بأن مناط التبشير نفس الفتح الصادر عنه سبحانه لا خصوصية المفتوح فتحا

مبينا بينا ظاهر الأمر مكشوف الحال أو فارقا بين الحق والباطل وقوله تعالى

﴿ ١