٣

إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول اللّه الخ ترغيب في الانتهاء عما نهوا عنه بعد الترهيب عن الإخلال به أى يخفضونها مراعة للأدب أو خشية من مخالفة النهى

أولئك إشارة الى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه لما مر مرار من تفخيم شانه وهو مبتدأ خبره

الذين امتحن اللّه قلوبهم للتقوى أى جربها للتقوى ومرنها عليها أو عرفها كائنة للتقوى خالصة لها فإن الإمتحان سبب المعرفة واللام صلة لمحذوف أو للفعل باعتبار الأصل أو ضرب قلوبهم بضروب المحن والتكاليف الشاقة لأجل التقوى فإنها لا تظهر إلا بالإصطبار عليها أو أخلصها للتقوى من امتحن الذهب إذا أذابه وميز إبر يزه من خبثه وعن عمر رضى اللّه عنه أذهب عنها الشهوات

لهم فى الآخرة

مغفرة عظيمة لذنوبهم

وأجر عظيم لا يقادر قدره والجملة أما خبر آخر لأن كالمجملة المصدرة باسم الإشارة أو استئناف لبيان جزائهم إحمادا لحالهم وتعريضا بسوء حال من ليس مثلهم

﴿ ٣