٤

إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أى من خارجها من خلفها أو قدامها ومن ابتدائية دالة على ان المناداة نشات من جهة الوراء وأن المنادى داخل الحجرة لوجوب اختلاف المبدأ والمنتهى بحسب الجهة بخلاف ما لو قيل ينادونك وراء الحجرات وقرىء الحجرات بفتح الجيم وبسكونها وثلاثتها جمع حجرة وهى القطعة من الأرض المحجورة بالحائط ولذلك يقال لحظيرة الإبل حجرة وهي فعلة من الحجر بمعنى مفعول كالغرفة والقبضة والمراد بها حجرات أمهات المؤمنين ومناداتهم من ورائها أما بانهم أتوها حجرة حجرة فنادوه عليه الصلاة و السلام من ورائها أو بانهم تفرقوا على الحجرات متطلبين له عليه الصلاة و السلام فنادوه بعض من وراء هذه وبعض من وراء تلك فأسند فعل الأبعاض الى الكل وقد جوز أن يكونوا قد نادوه من وراء الحجرة التي كان عليه الصلاة و السلام فيها ولكنها جمعت إجلال له عليه الصلاة و السلام

وقيل إن الذى ناداه عيينة بن حصن الفزارى والأقرع بن حابس وفدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سبعين رجلا من بنى تميم وقت الظهيرة وهو راقد فقالا يا محمد أخرج إلينا وإنما أسند النداء الى الكل لأنهم رضوا بذلك أو أمروا به لأنه وجد فيما بينهم

أكثرهم لا يعقلون إذ لو كان لهم عقل لما تجاسروا على هذه المرتبة من سوء الأدب

﴿ ٤