ÓõæÑóÉõ ÇáØøõæÑö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÊöÓúÚñ æóÃóÑúÈóÚõæäó ÂíóÉð سورة الطورالطور بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١والطور الطور بالسريانية الجبل والمراد به طور سنين وهو جبل بمدين سمع فيه موسى عليه السلام كلام اللّه تعالى ٢وكتاب مسطور مكتوب على وجه الانتظام فإن السطر ترتيب الحروف المكتوبة والمراد بن القرآن أو ألواح موسى عليه السلام وهو الأنسب بالطور أو ما يكتب في اللوح أو ما يكتبه الحفظة ٣في رق منشور الرق الجلد الذى يكتب فيه استعير لما يكتب فيه الكتاب من الصحيفة وتنكيرهما للتفخيم أو للإشعار بأنهما ليسا مما يتعارفه الناس ٤والبيت المعمور أى الكعبة وعمارتها بالحجاج والعمار والمجاورين أو الضراح وهو في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة ٥والسقف المرفوع أى السماء ولا يخفى حسن موقع العنوان المذكور ٦والبحر المسجور أى المملوء وهو البحر المحيط أو الموقد من قوله تعالى وإذا البحار سجرت فالمراد به الجنس روى أن اللّه تعالى يجعل البحار يوم القيامة نارا يسجر بها نار جهنم ٧إن عذاب ربك لواقع أى لنازل حتما جواب للقسم وقوله تعالى ٨وماله من دافع أما خبر ثان لأن أو صفة لواقع ومن دافع أما مبتدأ للظرف أو مرتفع به على الفاعلية ومن مزيدة للتأكيد وتخصيص هذه الأمور بالإقسام بها لما انها أمر عظام تنبىء عن عظم قدرة اللّه تعالى وكمال علمه وحكمته الدالة على إحاطته تعالى بتفاصيل أعمال العباد وضبطها الشاهدة بصدق أخباره التي من جملتها الجملة المقسم عليها وقوله تعالى ٩يوم تمور السماء مورا ظرف لواقع مبين لكيفية الوقوع منبىء عن كمال هوله وفظاعته والمور الاضطراب والتردد ف المجىء والذهاب وقيل هو تحرك في تموج قيل تدور السماء كما تدور الرحا وتتكفأ بأهلها تكفؤ السفينة وقيل تختلف أجزاؤها ١٠وتسير الجبال سيرا أى تزول عن وجه الأرض فتصير هباء وتأكيد الفعلين بمصدريهما للإيذان بغرابتهما وخرجوهما عن الحدود المعهودة أى مورا عجيبا وسيرا بديعا لا يدرك كنههما ١١فويل يومئذ للمكذبين أى إذا وقع ذلك أو إذا كان الأمر كما ذكر فويل يوم إذ يقع ذلك لهم ١٢الذين هم في خوض أى اندفاع عجيب في الأباطيل والأكاذيب يلعبون يلهون ١٣يوم يدعون الى نارجهنم دعا أى يدفعون إليها دفعا عنيفا شديدا بأن تغل أيديهم الى أعناقهم وتجمع نواصيهم الى اقدامهم فيدفعون الى النار وقرئ يدعون من الدعاء فيكون دعا حالا بمعنى مدعوعين ويوم أما بدل من يوم تمور أو ظرف لقول مقدر قبل قوله تعالى ١٤هذه النار الت كنتم بها تكذبون أى يقال لهم ذلك ومعنى التكذيب بها تكذيبهم بالوحى الناطق بها وقوله تعالى ١٥أفسحر هذا توبيخ وتقريع لهم حيث كانوا يسمونه سحرا كأنه قيل كنتم تقولون للقرآن الناطق بهذا سحر فهذا أيضا سحر وتقديم الخبر لأنه محط الأنكار ومدار التوبيخ أم أنتم لا تبصورن أى أم أنتم عمى عن المخبر عنه كما كنتم عميا عن الخبر أو أم سدت أبصاركم كما سدت في الدنا على زعمكم حيث كنتم تقولون إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ١٦اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا أى ادخلوها وقاسوا شدائدها فافعلوا ما شئتم من الصبر وعدمه سواء عليكم أى الأمران في عدم النفع لا بدفع العذاب ولا بتخفيفه وقوله تعالى إنما تجزون ما كنتم تعملون تعليل للاستواء فإن الجزاء حيث كان واجب الوقوع حتما كان الصبر وعدمه سواء في عدم النفع ١٧إن المتقين في جنات ونعيم أى في أية جنات وأى نعيم على أن التنوين للتفخيم أو في جنات ونعيم مخصوصة بالمتقين على انه للتنويع ١٨فاكهين ناعمين متلذذين بما آتاهم ربهم وقرئ فكهين وفاكهون على أنه الخبر والظرف لغو متعلق بالخبر أو خبر آخر ووقاهم ربهم عذاب الجحيم عطف على آتاهم على أن ما مصدرية أو على خبر إن أو حال بإضمار قد أما من المستكن في الخبر أو في الحال وأما من فاعل آتى أو من مفعوله أو منهما وإظهار الرب في موقع الإضمار مضافا الى ضميرهم للتشريف والتعليل ١٩كلوا وأشربوا أى يقال لهم كلوا واشربوا أكلا وشرابا هنيئا أو طعاما وشرابا هنيئا وهو الذى لا تنغيص فيه بما كنتم تعملون بسببه أو بمقابلته وقيل الباء زائدة وما فاعل هنيئا أى هناكم ما كنتم تعملون أى جزاؤه ٢٠متكئين على سرر مصفوفة مصطفة وزوجناهم بحور عين وقرىء بحرو عين على إضافة الموصوف إلى صفته بالتأويل المشهور وقرىء بعين عين والباء مع أن التزويج مما يتعدى الى مفعولين لما فيه من معنى الوصل والإلصاق أو للسببيه إذ المعنى صير ناهم أزواجا بسببهن فإن الزوجية لا تتحقق بدون أنضمامهن إليهم وقوله تعالى ٢١والذين آمنوا الخ كلام مستأنف مسوق لبيان حال طائفة من اهل الجنة إثر بيان حال الكل وهم الذين شاركتهم ذريتهم في الإيمان وهو مبتدأ خبره ألحقناهم وقوله تعالى واتبعتهم ذريتهم عطف على آمنوا وقيل اعتراض وقوله تعالى بإيمان متعلق بالاتباع أى اتبعتهم ذريتهم بإيمان في الجملة قاصر عن ربته إيمان الآباء واعتبار هذا القيد للإيذان بثبوت الحكم في الإيمان الكامل أصالة لا إلحاقا وقرىء ذرياتهم للمبالغة في الكثرة وذرياتهم بكسر الذال وقرىء وأتبعناهم ذرياتهم أى جعلناهم تابعين لهم في الإيمان وقرىء اتبعتهم ألحقنا بهم ذريتهم أى في الدرجة كما روى أنه عليه الصلاة و السلام قال إنه تعالى يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه لتقر بهم عينه ثم تلا هذه الآية وما ألتناهم وما نقصنا الآباء بهذا الإلحاق من عملهم من ثواب عملهم من شيء بأن أعطينا بعض مثوباتهم أباءهم فتنقص مثوبتهم وتنحط درجتهم وإنما رفعناهم الى منزلتهم بمحض التفضل والإحسان وقرىء ألتناهم بكسر اللام من ألت يألت كعلم يعلم والأول كضرب يضرب ولتناهم من لات يليت وآلتناهم من ألت يؤلت وولتناهم من ولت يلت والكل بمعنى واحد هذا وقد قيل الموصول معطوف على حور والمعنى قرناهم بالحور وبالذين آمنوا أى بالرفقاء والجلساء منهم فيتمتعون تارة بملاعبة الحور وأخرى بؤاسنة الإخوان المؤمنين وقوله تعالى واتبعتهم عطف على زوجناهم وقوله تعالى بإيمان متعلق بما بعده أى بسبب إيمان عظيم رفيع المحل وهو إيمان الآباء ألحلقنا بدرجاتهم ذريتهم وإن كانوا لا يستأهلونها تفضلا عليهم وعلى آبائهم ليتم سرورهم ويكمل نعيمهم أو بسبب إيمان دانى المنزلة وهو إيمان الذرية كأنه قيل بشىء من الإيمان لا يؤهلهم لدرجة الآباء الحقناهم بهم كل أمرىء بما كسب رهين قيل هو فعيل بمعنى مفعول والمعنى كل امرىء مرهون عند اللّه تعالى بالعمل الصالح فإن عمله فكه وإلا أهلكه وقيل بمعنى الفاعل والمعنى كل امرىء بما كسب راهن أي دائم ثابت وهذا أنسب بالمقام فإن الدوام يقتضي عدم المفارقة بين المرء وعمله ومن ضرورته أن لا ينقص من ثواب الآباء شيء فالجملة تعليل لما قبلها ٢٢وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون وزدناهم على ما كان لهم من مبادىء التنعم وقتا فوقتا ما يشتهون من فنون النعماء وألوان الآلاء ٢٣يتنازعون فيها أى يتعاطون فيها هم وجلساؤهم بكمال رغبة واشتياق كما ينبىء عنه التعبير عن ذلك بالتنازع كاسا أى خمرا تسمية لها باسم محلها لا لغو فيها أى في شربها حيث لا يتكلمون في أثناء الشرب بلغو الحديث وسقط الكلام ولا تأثيم ولا يفعلون ما يؤثم به فاعلة أى ينسب الى الإثم لو فعله في دار التلكيف كما هو ديدن المنادمين في الدنيا وإنما يتكلمون بالحكم وأحاسن الكلام ويفعلون ما يفعله الكرام وقرىء لا لغو فيها ولا تأثيم بالفتح ٢٤ويطوف عليهم اى بالكأس غلمان لهم اى مماليك مخصوصون بهم وقيل هم أولادهم الذين سبقوهم كأنهم لؤلؤ مكنون مصون في الصدف من بياضهم وصفائهم أو مخزون لأنه لا يخزن إلا الثمين الغالي القيمة قيل لقتادة هذا الخادم فكيف المخدوم فقال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم والذى نفسى بيده إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وعنه عليه الصلاة و السلام إن أدنى أهل الجنة منزله من ينادى الخادم من خدامه فيجيبه ألف ببابه لبيك لبيك ٢٥وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون أى يسأل كل بعض منهم بعضا آخر عن أحواله وأعماله فيكون كل بعض سائلا ومسؤلا لا أنه يسأل بعض معين منهم بعضا آخر معينا ٢٦قالوا اى المسؤلون وهم كل واحد منهم في الحقيقة إنا كنا قبل أى في الدنيا في أهلنا مشفقين أرقاء القلوب خائفين من عصيان اللّه تعالى معتنين بطاعته أو وجلين من العاقبة ٢٧فمن اللّه علينا بالرحمة أو التوفيق للحق ووقانا عذاب السموم عذاب النار النافذة في المسام نفوذ السموم وقرىء ووقانا بالتشديد ٢٨إنا كنا من قبل أى نعبده أو نسأله الوقاية إنه هو البر المحسن الرحيم الكثير الرحمة الذى إذا عبد أثاب وإذا سئل أجاب وقرىء أنه بالفتح بمعنى لأنه ٢٩فذكر فاثبت على ما انت عليه من التذكير من التذكير بما أنزل إليك من الآيات والذكر الحكيم ولا تكترث بما يقولون مما لا خير فيه من الأباطيل فما أنت بنعمة ربك بحمده وإنعامه بصدق النبوة ورجاحة العقل بكاهن ولا مجنون كما يقولون قاتلهم اللّه انى يؤفكون ٣٠أم يقولون شاعر نتربض به ريب المنون وهو ما يقلق النفوس ويشخص بها من حوادث الدهر وقيل المنون الموت وهو في الأصل فعول من منه إذا قطعه لأن الموت قطوع أى بل أيقولون ننتظر به نوائب الدهر ٣١قل تربصوا فإني معكم من المتربصين أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكى وفيه عدة كريمة بإهلاكهم ٣٢أم تأمرهم أحلامهم أى عقولهم بهذا أي بهذا التناقض في المقال فإن الكاهن يكون ذا فظنة ودقة نظر في الأمور والمجنون المغطى عقله مختل فكرة والشاعر ذو كلام موزون متسق مخيل فكيف يجتمع أوصاف هؤلاء في واحد وأمر الأحلام بذلك مجازعن أدائها إليه أم هم قوم طاغون مجاوزون الحدود في المكابرة والعناد لا يحرمون الرشد والسداد ولذلك يقولون ما يقولون من الأكاذيب الخارجة عن دائرة العقول والظنون وقرئ بل هم ٣٣أم يقولون تقوله أى اختلقة من تلقاء نفسه بل لا يؤمنون فلكفرهم وعنادهم يرمون بهذه الأباطيل التي لا يخفى على أحد بطلانها كيف لا وما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلا واحد من العرب فكيف أتى بما عجز عنه كافة الأمم من العرب والعجم ٣٤فليأتوا بحديث مثله مثل القرآن في النعوت التي استقل بها من حيث النظم ومن حيث المعنى إن كانو صادقين فيما زعموا فإن صدقهم في ذلك يستدعى قدرتهم على الإتيان بمثله بقضية مشاركتهم له عليه الصلاة و السلام في البشرية والعربية مع ما بهم من طول الممارسة للخطب والأشعار وكثرة المزاولة لأساليب النظم والنثر والمبالغة في حفظ الوقائع والأيام ولا ريب في أن القدرة على الشيء من وموجبات الإتيان به ودواعى الأمر بذلك ٣٥ام خلقوا من غير شيء أى أم أحدثوا وقدروا هذا التقدير البديع من غير محدث ومقدر وقيل أم خلقوا من أجل لاشيء من عبادو وجزاء أم هم الخالقون لأنفسهم فلذلك لا يعبدون اللّه سبحانه ٣٦أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أى إذا سئلوا من خلقكم وخلق السموات والأرض قالوا اللّه وهم غير موقنين بما قالوا وإلا لما أعرضوا عن عبادته ٣٧أم عندهم خزائن ربك أى خزائن رزقه ورحمته حتى يرزقوا النبوة من شاؤا ويمسكوها عمن شاؤا أو عندهم خزائن علمه وحكمته حتى يختاروا لها من اقتضت الحكمة اختياره أم هم المسيطرون أى الغالبون على الأمور يدبرونها كيفما شاؤا حتى يدبروا أمر الربوبية ويبنوا الأمور على إرادتهم ومشيئتهم وقرىء المصيطرون بالصاد لمكان الطاء ٣٨أم لهم سلم منصوب إلى السماء يستمعون فيه صاعدين الى كلام الملائكة وما يوحى إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن من الأمور التي يتقولون فيها رجما بالغيب ويعلقون بها أطماعهم الفارغة فليأت مستمعهم بسلطان مبين بحجة واضحة تصدق استماعه ٣٩أم له البنات ولكم البنون تسفيه لهم وتركيك لعقولهم وإيذان بأن من هذا رأيه لا يكاد يعد من العقلاء فضلا عن الترقى الى عالم الملكوت والتطلع على الأسرار الغيبية والالتفات الى الخطاب لتشديد ما في أم المنقطعة من الإنكار والتوبيخ ٤٠أم تسألهم أجرا رجوع الى خطابه عليه الصلاة و السلام وإعراض عنهم أى بل أتسالهم أجرا على تبليغ الرسالة فهم لذلك من مغرم من الالتزام غرامة فادحة مثقلون محملون الثقل فلذلك لا يتبعونك ٤١أم عندهم الغيب أى اللوح المحفوظ المثبت فيه الغيوب فهم يكتبون ما فيه حتى يتكلموا في ذلك بنفى أو إثبات ٤٢أم يريدون كيدا هو كيدهم برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في دار الندوة فالذين كفروا هم المذكورون ووضع الموصول موضع ضميرهم للتسجيل عليهم بما في حيز الصلة من الكفر وتعليل الحكم به أو جميع الكفرة وهم داخلون فيهم دخولا أوليا هم المكيدون أى هم الذين يحيق بهم كيدهم أو يعود عليهم وباله لا من أرادوا أن يكيدوه وهو ما اصابهم يوم بدر أو هم المغلوبون في الكيد من كايدته فكدته ٤٣أم إله غير اللّه يعينهم ويحرسهم من عذابه سبحان اللّه عما يشركون أى عن إشراكهم أو عن شركة ما يشركونه ٤٤وإن يروا كسفا قطعة من السماء ساقطا لتعذيبهم يقولوا من فرط طغيانهم وعنادهم سحاب مركوم أى هم في الطغيان بحيث لو أسقطناه عليهم حسبما قالوا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا لقالوا هذا سحاب تراكم بعضه على بعض يمطرنا ولم يصدقوا أنه كسف ساقطا للعذاب ٤٥فذرهم حتى يلاقوا وقرىء حتى يلقوا يومهم الذى فيه يصعقون على البناء للمفعول من صعقته الصاعقة أو من أصعقته وقرىء يصعقون بفتح الياء والعين وهو يوم يصيبهم الصعقة بالقتل يوم بدر لا النفخة الأولى كما قيل إذ لا يصعق بها إلا من كان حيا حينئذ ولأن قوله تعالى ٤٦يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا أى شيئا من الإغناء بدل من يومهم ولا يخفى أن التعرض لبيان عدم نفع كيدهم يستدعى إستعمالهم له طمعا في الانتفاع به وليسى ذلك إلا ما دبروه في امره صلى اللّه عليه و سلم من الكيد الذى من جملته مناصبتهم يوم بدر وأما النفخة الأولى فليست مما يجرى في مدافعته الكيد والحيل وقيل هو يوم موتهم وفيه ما فيه مع ما تأباه الإضافة المنبئة عن اختصاصه بهم ولا هم ينصرون من جهة الغير في دفع العذاب عنهم ٤٧وإن للذين ظلموا أى لهم ووضع الموصول موضع الضمير لما ذكر من قبل أي وإن لهؤلاء الظلمة عذابا آخر دون ذلك دون ما لاقوه من القتل أى قبله وهو القحط الذى أصابهم سبع سنين أو وراءه كما في قوله ... تريك القذى من دونها وهو دونها ... وهو عذاب القبر وما بعده من فنون عذاب الآخرة وقرىء دون ذلك قريبا ولكن أكثرهم لا يعلمون أن الأمر كما ذكر وفيه إشارة الى ان فيهم من يعلم ذلك وإنما يصر على الكفر عنادا أولا يعلمون شيئا أصلا ٤٨وأصبر لحكم ربك بإمامهم الى يومهم الموعود وإبقائك فيما بينهم مع مقاساة الأحزان ومعاناة الهموم فإنك بأعيننا أى في حفظنا وحمايتنا بحيث نراقبك ونكلؤك وجمع العين لجمع الضمير والإيذان بغاية الاعتناء بالحفظ وسبح أى نزهه تعالى عما لا يليق به ملتبسا بحمد ربك على نعمائه الفائتة للحصر حين تقوم من اى مكان قمت قال سعيد بن جبير وعطاء أى قل حين تقوم من مجلسك سبحانك اللّهم وبحمدك وقال ابن عباس رضى اللّه عنهما معناه صل للّه حين تقوم من منامك وقال الضحاك والربيع إذا قمت الى الصلاة فقل سبحانك اللّهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وقوله تعالى ٤٩ومن الليل فسبحه إفراد لبعض الليل بالتسبيح لما أن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد عن الرياء كما يلوح به تقديمه على الفعل وإدبار النجوم أى وقت إدبارها من آخر الليل أى غيبتها بضوء الصباح وقيل التسبيح من الليل صلاة العشاءين وإدبار النجوم صلاة الفجر وقرىء وأدبار النجوم بالفتح أى في أعقابها إذا غربت أو خفيت عن النبي عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الطور كان حقا على اللّه تعالى ان يؤمنه من عذابه وأن ينعمه في جنته |
﴿ ٠ ﴾