٢

ما ضل صاحبكم أى ما عدل عن طريق الحق الذى هو مسلك الآخرة

وما غوى أى وما اعتقد باطلا قط أى هو في غاية الهدى والرشد وليس مما تتوهمونه من الضلال والغواية في شيء أصلا وأما على الثالث فلأنه تنويه بشأن القرآن كما اشير إليه في مطلع سورة يس وسورة الزخرف وتنبيه على مناط اهتدائه عليه الصلاة و السلام ومدار رشاده كأنه قيل والقرآن الذى هو علم في الهداية الى مناهج الدين ومسالك الحق ما ضل عنها محمد عليه الصلاة و السلام وما غوى والخطاب لقريش وإيراده عليه الصلاة و السلام بعنوان صاحبيته لهم وللإيذان بوقوفهم على تفاصيل أحواله الشريفة وإحاطتهم خبرا ببراءته عليه الصلاة و السلام مما نفى عنه بالكلية واتصافه عليه الصلاة و السلام بغاية الهدى والرشاد فإن طول صحبتهم له عليه الصلاة و السلام ومشاهدتهم لمحاسن شؤنه العظيمة مقتضية لذلك حتما وتقييد القسم بوقت الهوى على الوجه الأخير ظاهر وأما على الأولين فلأن النجم لا يهتدى به السارى عند كونه في وسط السماء ولا يعلم المشرق من المغرب والا الشمال من الجنوب وإنما يهتدى به عند هبوطه أو صعوده مع ما فيه من كمال المناسبة لما سيحكي من تدلى جبريل من الأفق الأعلى ودنوه منه عليهما السلام هذا هو اللائق بشأن التنزيل الجليل وأما حمل هويه على انتثاره يوم القيامة أو على انقضا النجم الذى يرجم به أو حمل النجم على النبات وحمل هويه على سقوطه على الأرض أو على ظهوره منها فمما لا يناسب المقام

﴿ ٢